الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 05:02

بماذا يتميّز دماغ متكلم اللغه العربية؟ : بحث جديد في جامعة حيفا

كل العرب
نُشر: 03/12/09 10:51,  حُتلن: 15:10

* البحث الذي أجري على طلاب ثانوية، والذين بالطبع يجيدون أيضا اللغة العبرية, تمت مقارنة تأثير الرابط الكلامي عن طري قعرض كلمات مترجمة على أداء الطالب من ناحية سرعته في ادراك الكلمات

في بحث جديد أجراه الدكتور رفيق ابراهيم, المتخصص في علم النفس العصبي من مستشفى رمبام, يعمل محاضرا وباحثا في قسم بحوث الدماغ في اعسار التعلّم التعلم في جامعة حيفا والذي نشر في المجلة العلمية " Psychology Research and Behavior Management" اثبت فيه بشكل علمي, محوسب ودقيق ان اللغة العربية الفصحى هي بمثابة لغة ثانية وليست لغة أم لمتكلمي اللغة العربية. هذا الامر من شأنه بالطبع ان يفسّر بعض المصاعب الموضوعية التي تواجه الطالب متكلم العربية عند تعلمه القراءة في لغة لا يتحدث بها بشكل يومي.
تمثلت الدراسة حول موضوع تمثيل اللغة بشكل عام في الجهاز الذهني، وتمثيل اللغة العربية بصورتيها: اللغة العامية واللغة الفصحى. بحسب اقوال الدكتورابراهيم, أشارت دراسات عديدة في السابق الى أن مبنى الجهاز اللغوي عند متكلمي اللغتين يختلف عن الجهاز اللغوي لدى متكلمي اللغة الواحدة، وفي بحثه الأخير والذي نشر في المجلة العلمية "Behavioral and Brain Functions "
أشير الى أن اللغة الثانية تتمركز في مناطق دماغية تختلف عن مناطق اللغة الأم. بهذه الدراسة بالذات تم بحث موضوع تعامل الجهاز الذهني عند المتكلم العربي الذي يجيد اللغة الفصحى مع اللغة الفحصى. هل هو تعامل بمستوى لغة اولى او لغة أم، ام المتكلم العربي يتعامل معها كلغة ثانية او اضافية. اشار الباحث الى ان الطريقة المثلى لبحث التمثيل الذهني هو عن طريق فحص الترابط الذهني بين قاموس الكلمات بالعامية مع قاموس الكلمات باللغة الفصحى أو أي لغة اخرى. وهذا يتم عن طريق قياس سرعة رد الفعل في ادراك الكلمات التي تعرض للمفحوص ونسبة التدقيق فيها. وهذا البحث الذي أجري على طلاب ثانوية، والذين بالطبع يجيدون أيضا اللغة العبرية, تمت مقارنة تأثير الرابط الكلامي عن طري قعرض كلمات مترجمة على أداء الطالب من ناحية سرعته في ادراك الكلمات. اذ تم عرض كلمات مع روابط، مثلا "מרפסת" بالعبرية وشرفة بالعربية الفصحى و"برندة" بالعامية. فحصنا تاثير عرض كلمات معينة على الأداء بالكلمة المترجمة باللغة الاخرى، بالاتصال مع اللغة العبرية. وتم مراقبة النتائج في النموذج، التي أشارت الى أن نموذج تأثير الترابط بين الفصحى والعامية يشابه نموذج ترابط الكلمات بين العبرية والعامية، ويختلف عن نموذج ترابط الكلمات داخل اللغة العامية. هناك نموذج مشابه بين الفصحى والعامية وبين العبرية والعامية. وهذا يؤكد أن تأثير اللغة الفصحى في الجهاز الذهني لدى الطالب العربي يتلائم مع كونها لغة ثانية وليست لغة أم.
بحسب اقوال الدكتورابراهيم, مثل هذه النتيجة تثبت لاول مرة بتقنية علمية ومحوسبة صحة المقولة أن العربية الفصحى هي بمثابة لغة اضافية للعامية, ولم يكن حتى الان سوى نظريات وفرضيات ومحاولات للتفسير فقط. وفي موضوع تعميم نتائج البحث على جميع متكلمي اللغة العربية أضاف الدكتور ابراهيم: "عادة كل بحث في مجال الفعاليات الذهنية وفي مجال التمثيل الذهني على متكلمي لغة معينة تكون نتيجتها عامة على كل اللغات. بالنسبة لهذه الدراسة بالذات حول اللغة العربية المحكية والفصحى من المؤكد انه بالامكان تعميمها على جميع متكلمي اللغة العربية اينما وجدوا، لأن الفصحى هي ذاتها، واللهجة الفلسطينية يمكن ان تكون اي لهجة اخرى. مثل هذا الاكتشاف يسلط الضوء ايضا على العلاقة بين التحصيل العلمي للطلبة العرب واعتبار اللغة العربية الفصحة لغة ثانية. فالتحصيل العلمي لدى الطلبة العرب أو غيرهم يتأثر بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تمثل حاجزا يحول بين الطالب وتقدمه العلمي. بالنسبة لاكتساب مهارات اللغة مثل القراءة وفهم المقروء على سبيل المثال، كون العربية الفصحى غير متداولة في الحديث اليومي يؤثر بشكل سلبي على التحصيل العلمي. فعلى عكس الطالب اليهودي أو الانجليزي الذي يكتب ويقرأ باللغة التي يتكلمها بالحياة اليومية، الطالب العربي يلتقي باللغة الفصحى فقط عند اكتساب مهارة القراءة وفي مرحلة المدرسة. وبعدها تبقى محصورة بالحديث فقط خلال الدروس والمواقف الرسمية فقط وليس باليوم يوم، وهذا يضعف من القدرة على التملك في اللغة.
في هذا السياق على المفكرين الاجتماعيين واللغويين العرب اقتراح طرق واساليب لتحويل اللغة الفصحى الى اللغة الرئيسية داخل جدران المدرسة. نحن ندرك ان مثل هذا الامر ليس سهلا بتاتا ويجب ان يكون هناك نظام ضبط كامل، ومبنى اداري في المدرسة يطبق القوانين بشكها الصحيح.
فاذا ما نجحنا بذلك, ستبقى اللغة العامية في الشارع، واللغة الفصحى لغة الطبقات العالية والطبقات المثقفة.

مقالات متعلقة