الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 05:02

بحث جديد في مجال الدماغ واللغة في جامعة حيفا:لماذا من الصعب أكتساب القراءة باللغة

كل العرب-الناصرة
نُشر: 29/08/10 12:07,  حُتلن: 12:54

سلسلة ألأبحاث هذه والتي قاما بها الدكتور رفيق أبراهيم والبروفيسور زوهار افيتار

نتائج مجموعة بحوث علمية والتي نشرت في مجلة Neuropsychology المعروفة والرائدة في هذا المجال , تظهر أن الصعوبة في قراءة العربية تكمن في المراحل الأولى لتحليل الخط المكتوب وذلك بسبب تركيبته الشكلية. من ألمعروف علميا أن وظيفة تحليل الخط المكتوب هي من تخصص ألقسم الأيمن من الدماغ. ولكن ما تبين في مجموعة ألبحوث ألتي أجريت في جامعة حيفا أن في اللغة العربية لا يوجد تدخل فاعل لهذا القسم من الدماغ في عملية تحليل الخط. أضافة إلى صعوبة أخرى تكمن في العلاقة بين الشكل والصوت أي الحرف المنطوق باللغة العربية المكتوبة.


أشكال مختلفة
في العقد الاخير أجريت سلسلة من الابحاث في قسم علم النفس ومركز ي. سفرا المتخصص في بحوث الدماغ والصعوبات التعليمية في جامعة حيفا وتم نشر نتائجها في مجلة Neuropsychology. تظهر هذه الابحاث أن تعلم القراءة باللغة العربية أصعب مقارنة بتعلم القراءة بلغات أخرى مثل العبرية والانجليزية وذلك بسبب عدم اشتراك القسم الأيمن من الدماغ في المراحل الأولى من اكتساب وتعلم اللغة العربية والموجود في اللغات الأخرى, وهذا نتيجة لنوعية تركيبة الخط العربي شكليا. وفعلا, أن المعطيات ألأحصائية تشير في السنوات الأخيرة إلى أن اكتساب القراءة في اللغة العربية تحصل بمدة زمنية أطول مقارنة بلغات أخرى.
أن سلسلة ألأبحاث هذه والتي قاما بها الدكتور رفيق أبراهيم والبروفيسور زوهار افيتار تم فحص فرضية أن صعوبة اكتساب القراءة هي نتيجة للتركيبة الشكلية للخط. يقول الباحثون: هنالك أشكال أو صور مختلفة ومتشابهة لحروف مختلفة والفروق بين هذه الحروف بسيطة ودقيقة جدا كالخطوط والنقاط, أضافة إلى وجود حروف تظهر بأشكال مختلفة. لفحص ألفرضية أن تركيبة الخط تؤدي لضغوط في التقاط وادراك الخط المكتوب, اجرى الباحثون سلسلة من الدراسات الذهنية والدماغية التي قارنوا بها من جهة, السرعة والدقة في التقاط وادراك الكتابة بلغة الأم عند الناطقين بالعربية ، والعبرية (لغة شبيهة باللغة العربية) والانكليزية (لغة بعيدة وغربية) ، ومن جهة اخرى ألتقاط وادراك الكتابة باللغة العربية والعبرية والإنجليزية عند الذين لغتهم الأم العربية. مجموعة الدراسات هذه أظهرت بشكل واضح ألمعالم أن النصف الأيمن من الدماغ يشارك في اكتساب القراءة في اللغة الإنجليزية والعبرية، ولكنه لا يشارك باللغة العربية ، لأن النصف الأيمن من الدماغ يستخدم أساسا للتحليل الشكلي الكامل للاحرف. وكشفت هذه الدراسات ايضا أن العلاقات المعقدة بين الرموز الشكلية للاحرف والأصوات في العربية تشكل عامل ضاغط (من ناجية الحمولة الادراكية) وتصعب بذلك عملية الربط بين الصوت والإشارة أثناء استرجاع وتذكر الاحرف.
تحديات صعبة في تحليل الخط المكتوب
مثل هذه النتائج تعني أن الطلاب اللذين يكتسبون مهارات القراءة في اللغات الأخرى يعتمدون على قدرات نصفي الدماغ في المراحل الأولى من تعلم القراءة, على خلاف ما هو متواجد عند الطلاب الذين يكتسبون اللغة العربية.
" بعد سلسلة الدراسات هذه, بات واضحا أن الطالب العربي يواجه تحديات صعبة في تحليل الخط المكتوب ويتطلب تدريبا خاصا وأطول من المعدل ومثل هذه النتيجة تولي ألى أن هناك حاجة خاصة إلى التدخل المهني والمنهجي في تعليم مهارات القراءة والكتابة، ولا سيما عند أولئك اللذين يعانون من ألعسر ألتعليمي والقرائي, بحسب أقوال الدكتور أبراهيم ".

مقالات متعلقة