الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 00:02

أكاديميون عرب: المطلوب خطة وطنية شاملة لمواجهة العنف

كل العرب
نُشر: 16/02/11 15:48,  حُتلن: 16:50

ندوة في الطيبة لمركز دراسات وجمعية تشرين:

ب. محمد حاج يحي: الفقر والبطالة والتمييز والتهميش والتربية الذكورية وغياب الضبط والنبذ كلها عوامل تفاقم العنف... التطوع والتكافل أدوات هامة للمواجهة

 د. ماري توتري: العنف المستشري في مجتمعنا بمثابة "حلم" تحقق لدى المؤسسة الحاكمة... المجتمع يظلم المرأة إذا اشتكت ولا ثقة لنا أصلاً بالشرطة

 مهند مصطفى: على قيادة الجماهير العربية اعتبار العنف تهديداً استرتيجياً ووضعه على سلم أولوياتها وجدول أعمالها ومواجهته من خلال رؤية سياسية شمولية.

حذر أكاديميون ومحاضرون جامعيون من خطورة تفشي العنف في المجتمع العربي وإسقاطاته الخطيرة على السلم الأهلي الحصانة المجتمعية، داعين إلى وضع خطة وطنية شاملة لمواجهة العنف. وذلك خلال ندوة عُقدت مؤخرًا في مدينة الطيبة بالتعاون بين "دراسات" - المركز العربي للحقوق والسياسات وجمعية "تشرين" لإحياء الثقافة.


افتتحت الندوة بتحية للناشطة سحر برانسي من جمعية "تشرين" قالت فيها إنّ مشكلة العنف باتت إحدى أكبر المشاكل التي يواجهها مجتمعنا والتي تحتم علينا التعامل معها ومواجهتها وتحديها، وكلمة للباحث مهند مصطفى عن مركز "دراسات" دعا فيها قيادة الجماهير العربية وهيئاتها ومؤسساتها الوطنية لأن تتخذ قراراً سياسياً يعتبر العنف تهديداً استرتيجياً على مجتمعنا وينعكس سلباً على نضالنا السياسي والاجتماعي، وبالتالي وضعه على على سلم أولوياتها وجدول أعمالها ومواجهته من خلال رؤية سياسية شمولية.

• مطلوب أدوات جدية
وقدمت د. ماري توتري، المحاضرة في العلوم السياسية، مداخلة بعنوان "قراءة في ظواهر العنف داخل المجتمع العربي" استعرضت خلالها معطيات حول تجليات وظواهر العنف المختلفة من جرائم قتل وتعد على الممتلكات العامة والعنف على الطرقات والعنف ضد المرأة والاعتداء على منتخبي الجمهور، والتي تبيّن مدى تفاقم مشكلة العنف خاصة بعد وأن أصبحت البلدات العربية مخازن للسلاح فيما تتقاعس الشرطة عن واجبها وهو جمع هذه الأسلحة.
ورفضت الادعاء القائل بأنّ العنف في المجتمع العربي هو جزء من ظاهرة العنف في المجتمع الإسرائيلي، معتبرةً أن استشراء العنف في مجتمعنا هو بمثابة "حلم" قد تحقق لدى المؤسسة الحاكمة. وأشارت إلى أنّ المجتمع العربي لا يملك الأدوات الجدية الكافية ويحتاج إلى خطة وطنية شمولية لمواجهة العنف.
واستعرضت د. توتري بعض المعطيات حول العنف ضد النساء منها أنّه في السنوات 2004-2010 قُتلت 65 فتاة وامرأة عربية على خلفية ما يسمى "شرف العائلة"، وعزت أسباب تفاقم العنف ضد المرأة العربية إلى اضطهادها من قبل العائلة وعزلها في حال توجهها إلى الشرطة، وإلى انعدام الثقة أصلاً مع الشرطة التي تتجاهل العنف ضد النساء العربيات، بزعم أنّ هذه قضية "تتعلق بعادات مجتمعنا وتقاليده" وليس من شأنها التدخل، بالإضافة إلى أن حالة الاضطهاد والعزل تزيد سوءًا ضد المرأة عند سجن الزوج.

• الفقر يسحق الناس نفسيًا
وقدم البروفيسور محمد حاج يحيى المحاضر الكبير في مدرسة الخدمة الاجتماعية بالجامعة العبرية مداخلة بعنوان "العنف في المجتمع الفلسطيني: قراءة لبعض العوامل والاتجاهات التدخلية"، استهلها بالإشارة إلى أنّ تزايد ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي بات يتخذ ملامح الحرب الأهلية. وفي استعراضه لبعض العوامل الرئيسية لمشكلة العنف أشار إلى ثلاث مسلـّمات يجب الاعتراف بها:
أولا: الوضع الاقتصادي الصعب والبطالة والفقر المتفاقم داخل المجتمع العربي، والذي يعتبر من أهم العوامل للعديد من المشكلات الاجتماعية وبالأخص العنف. "ورغم أنّ هذا السبب قد يبدو ضعيفًا علميًا"، تساءل البروفيسور حاج يحيى، "كيف يمكن للمواطن العربي، وعلى سبيل المثال، أن ينخرط في العمل الجماهيري والعمل على رعاية عائلته وتربية أبنائه وتعليمهم عندما يكون عاطلاً عن العمل ويعيش حالة من الفقر ترهقه وتسحقه نفسيًا؟".
ثانيًا: مكانة المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل وما رافقها من تعامل المؤسسة معه على مرّ التاريخ من تهميش وإقصاء ورفض يسبّب حالة من الغليان النفسي وليس العائلي فقط. "فبينما يتبيّن أن أغلب الرجال العنيفين عاشوا حالة من الرفض في فترة الطفولة، ماذا نتوقع من شعب كامل مرفوض ليس لديه ما ينتمي إليه لا لعَلم ولا لدولة ولا لجامعة؟". واعتبر المحاضر أن انعدام الشعور بالانتماء هذا يخلق الكثير من الغليان النفسي الذي يؤدي إلى التوجه للعنف والجريمة. وطالما لا يوجد لنا كمجتمع أي تأثير على واقعنا وحاضرنا ومستقبلنا السياسي والاجتماعي، وطالما لا يسير إلى الأحسن واقع ومستقبل الجماهير العربية وعلاقتها مع الدولة، توقع بروفيسور حاج يحيى ان العنف سيملأ هذا الفراغ وسيزداد أكثر وأكثر داخل مجتمعنا من حيث حدّته ونطاقه وآثاره.
ثالثًا: تعتبر الثقافة الذكورية أساليب وأنماط التربية داخل الأسرة وتربيتنا الفارقية لأولادنا عاملاً أساسيًا للعديد من المشاكل التي يعيشها مجتمعنا وبالأخص العنف. فالتربية التي تدعو إلى تعاملنا مع بعضنا البعض عن طريق "رد الصاع صاعين" وليس لأنماط تدعو للتحكم بالنفس ونبذ أعمال العنف، ناهيك عن تربية الذكور والإناث المختلفة والمتناقضة، كل ذلك يساهم في تفاقم الظاهرة.
وبعد تلخيصه للعوامل الأساسية أضاف البروفيسور حاج يحيى: "المخفي أعظم".

• البحث عن المشترك دون إلغاء التعددية
وفي عرضه للتوجهات التدخلية لمواجهة هذه المشكلة، قال البروفيسور حاج يحيى إنّ الحراك الاجتماعي والجماهيري والتضامن الاجتماعي والتكافل المجتمعي والحرص على المصلحة العامة والشعور بالمسؤولية نحو قضايا اجتماعية ملحة وإرادة التأثير على واقعنا، كلها عوامل من شأنها المساهمة في مكافحة العنف، مشيرًا إلى أن هذا يجب أن يكون ضمن خطه مدروسة تشارك بها كل الأطر السياسية والاجتماعية القيادية بمجتمعنا. وأكد بروفيسور حاج يحيى على أهمية العمل التطوعي والتلاحم والتضامن الاجتماعي في مواجهة ظاهرة العنف.
وأضاف أنه مع أهمية التعددية الفكرية والحزبية وتسييس الشباب من خلال العمل السياسي المنظم، إلا أنّ هناك أهمية قصوى للتكافل الاجتماعي والبحث عن المشترك والتكاتف في مواجهة المخاطر التي تواجه مجتمعنا وعلى رأسها العنف. ومن شأن العمل التطوعي الذي يبادر إليه ويقوده مجتمعنا التغلب على حالات الإحباط والغليان والتوتر وانعدام الثقة المتبادلة واللامبالاة وغيرها من المشاعر النفسية على المستوى الجماهيري.
يذكر أنّ "كتاب دراسات" الأخير يتضمّن حوارًا موسعًا مع البروفيسور حاج يحيى حول موضوع العنف.
وبعد المداخلات دار نقاش حيوي بين الحضور وطرحت أسئلة على الضيوف. وعبر الحضور في ختام الندوة عن أهمية هذه المبادرات الاستمرار فيها.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.77
USD
4.03
EUR
4.69
GBP
250371.61
BTC
0.52
CNY