الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 16:01

نتنياهو رئيس حكومة بـ "تسع أرواح"

أحمد حازم
نُشر: 09/03/24 08:56,  حُتلن: 13:18

يقولون عندنا في المجتمع العربي (وما أكثر ما يقولون) ان القطط تستطيع النجاة والإفلات من كل خطر يداهمها. وكثيرًا ما نصف شخصًا يتمتع بقدرة غير عادية، على تخليص نفسه من الأذى، بأنه كالقطط له سبع أرواح. ومن هنا يأتي المثل العربي الشعبي "فلان بسبع أرواح مثل القط".

لكن ما يفعله نتنياهو وما يواجهه في الحياة السياسية، حيث من المفترض وبسبب ممارساته والتهم الموجهة اليه، ان يكون خارج الحلبة السياسية، وان لا يكون في الحكم، إلاّ انه لا يزال باقياً فيه. فهو فعلا حسب المثل العربي بسبع أرواح مثل القط. لكن الصحافي الإسرائيلي آيريس ليعال ذهب الى أبعد من ذلك في وصف نتنياهو، اذ قال في صحيفة "هآرتس" إنّ “ما فعله نتنياهو كزعيم فاشل يستحقّ عليه النفي إلى جزيرة إلبا. لكن يبدو أنّ لديه تسع أرواح”.

ويبدو ان الصحفي الإسرائيلي عنده خبرة في الأمثال الإنكليزية. فهناك مثل إنجليزي قديم يقول: “القط بتسعة أرواح، ثلاثة عندما يلعب، وثلاثة عندما يهرب، وثلاثة عندما يبقى”. وقد أشار المسرحي الإنجليزي “ويليام شكسبير” لخرافة تسع أرواح في مسرحيته الشهيرة “روميو وجولييت”. وعلى الأكثر فإن نتنياهو لديه تسع أرواح عندما يبقى.

من المواهب المعترف بها لبنيامين نتنياهو أنّه أقدر رؤساء حكومات إسرائيل على التعاطي مع البقاء في الموقع. وحسب رأي بعض المحللين فإنّ مجموع ظهور نتنياهو على وسائل الإعلام المحلّية والأجنبية على مدى أطول سنوات قضاها رئيساً للحكومة، يؤهّله لدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية كرئيس حكومة.

نتنياهو ورغم اختلافنا معه في المواقف، علينا الاعتراف بانه بارع في التحايل السياسي وفي اللعب على كل الحبال، ولو لم يكن كذلك لما حمل لقب أكثر رئيس حكومة إسرائيلية بقي في الحكم.  وهو السياسي الإسرائيلي الموجه اليه تهماً عديدة تتعلق بالفساد والرشاوى، واستطاع الإفلات من القانون ولم يصدر أي حكم عليه، وهو الذي نجا من الخسارة السياسية في انتخابات الكنيست الأخيرة، الأمر الذي فاجا خصومه والعرب والأمريكان، وهو الذي لغاية الآن وخلال الحرب على غزة يعرف كيف يهرب للتملص من أي صفقة تلوح في الأفق حتى لو كانت من الامريكيين.

نتنياهو، يقوم بدوره على مسرح السياسة الدولي بإخراج أمريكي وجمهور الأنظمة العربية والإسلامية. ومن ينتقد فهو مساند للإرهاب وضد السامية، وهذا ما تعرض له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما صرح قبل أيام قليلة، بأن "القانون والعدالة سقطا ضحية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة" وقد سارع وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في شن هجوم عنيف على أردوغان، على خلفية مواقفه من الحرب على غزة.

وأخيراً... في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعا فيه حاخام إسرائيلي يدعى إلياهو مالي إلى قتل نساء وأطفال غزة، معتبرًا أن ذلك يأتي استجابة لتعاليم “الشريعة اليهودية”.

هل يسمع العالم ذلك؟

مقالات متعلقة