عقب المربي والأديب مالك صلالحة على خبر التخطيط لمحاولة قتل مرشحة مسابقة ملكة جمال إسرائيل، انجيلينا (دعاء) فارس، وجاء في تعقيبه: "قال احد الشعراء:

  اذا لم تخش عاقبة الليالي  ولم تستح فاصنع  ما تشاء
فلا والله ما في العيش خير  ولا الدنيا اذا ذهب الحياء

لكل شعب دينه ومذهبه وحضارته وتقاليده وعاداته , ولكل طائفة دينها ومذهبها وعاداتها وتقاليدها .. !!
ونحن كطائفة معروفية توحيدية ( درزية ) لنا مذهبنا وتعاليمنا وتقاليدنا وعاداتنا .. فاذا ما تنازلنا عنها .. فاننا نكون قد تنازلنا عن هويتنا المذهبية وتقاليدنا وعاداتنا وعن ميزتنا او عما يميزنا كطائفة .

اذ ان لكل مذهب تعاليمه الخاصة بما يخص الحفاظ على الشرف والكرامة والدين .. ومذهب التوحيد له خصوصياته وخاصته في هذا المجال .. حتى انه قد خصص في المذهب رسالة خاصة موجه للنساء وتعرف "بميثاق النساء " .. هذه الرسالة التي تحض الناس على التمسك بالعفاف والطاهرة والحفاظ على اللباس المستور .. اذ كما قيل " ان لكل امرء عورة الا المرأة فانها كلها عورات " .. ومن هنا كان عليها ان تتستر في لباسها وتتوخى الحذر في حديثها ومشيتها وجلستها ..الخ ... وجميل ان يتأثر الانسان احدهم بالاخر بشرط ان ياخذ ما هو مناسب ويتناسب مع مجتمعه ومذهبه وحياته الاجتماعية .. اذ ان التقليد الاعمى هو امر خطير يجب ان نحذره وان نبتعد عنه .. فليس كل ما نراه ونشاهده من سلوك وطرق حياة لدى المجتمعات الاخرى خاصة الغربية يتناسب معنا ومع مذهبنا وتقاليدنا وعاداتنا ..اذ أن ما في نظرك صحيح ومألوف قد يكون في نظر غير على العكس تماما..
ان ما حاولت الصحف تصويره بشان الفتاة- دعاء فارس- بان هذا حق لها وكأن الطائفة ضد الحرية والديموقراطية والتقدم والتطور !! لا ان هذا محض افتراض ...لأنه اذا كانت الحرية تعني الأباحية والتنصل من القيم والتقاليد وتتنافى مع مبادىء المذهب التوحيدي .. فإننا ضد ذلك على رؤوس الأشهاد ..
فنحن نحترم ونقدر دين ومذهب وتقاليد وعادات كل شعب وكل مجتمع وكل طائفة ..إلا ان هذا لا يعني ان ننسى ما يؤمنون به او يسلكون بموجبه. فكما قيل ..( انني على استعداد ان اسمع واحترم رايك لكن يبقى لي الحق الا اقبله ) ومن هنا فان مسابقات ملكات الجمال التي تعتمد على ابراز محاسن ومفاتن وجمال جسد المراة ..اذا يتطلب من المراة ان تبرز هذه المفاتن وعلى الملأ امام لجنة التحكيم والحضور وامام العالم كله على شاشات التلفزيون .. وهذا امر مناف لتعاليم مذهبنا التوحيدي ومحرم اشد التحريم فالمراة عليها صون نفسها وجسدها حتى ان على اقرب الناس اليها كابن واخ واهل فكيف اذا كان ذلك امام الغرباء .. فعلى المراة ابراز مفاتن وجمال اخلاقها وادبها لا جسدها .. " فمن يحترم نفسه يحترمه الاخرون " .

انجيلينا (دعاء) فارس

لذا كنت اود من فتاياتنا ونسائنا ان يعملن على ابراز مدى جمالهن واخلاقهن  وآدابهن... وان يعملن على ابراز قدراتهن في التحصيل الثقافي والعلمي من اجل خدمة مجتمعهن وذويهن .. وان يكن عونا لانفسهن ولاولادهن ولأزواجهن ..وقدوة حسنة يقتدى بها.. " فالمراة الفاضلة تاج على راس زوجها " .\
ومجالات المنافسة الشريفة عديدة ومتعددة فلا حاجة لنا ان ننجر وراء تقليد اعمى وابعد ما يكون عن اخلاقيات وتعاليم مذهبنا التوحيدي .. " فمرضاة الله قبل مرضاة العبد " فلتعمل كل واحدة على مراضاة ربها قبل مرضاة نفسها وغرورها . اما بشأن ما نشر بمحاولة القتل .. فهذا امر مستهجن ومرفوض .. ليس لدينا كطائفة معروفية بل لدى كل المجتمعات .. ولكن لنتذكر أننا ما زلنا نعيش في الشرق المحافظ  ..ولنتذكر ما يجري يوميا...
فصفحات الجرائد والمجلات وشاشات التلفزة ووسائل الاعلام المختلفة مليئة بالاخبار وصور القتل على مبدأ الحفاظ على شرف العائلة والخيانة الزوجية والاغتصاب ... الخ . من هنا كان على الفتاة -ألا تجلب الدب الى كرمها - وان تعمل على جل جهدها واهتمامها على صون سمعتها وكرامتها وبالتالي سمعة وكرامة اهلها ومجتمعها وطائفتها .
ولتتذكر جيدا ان سمعة وشرف الفتاة والمراة كالزجاج اذا خدش او كسر من المستحيل اعادته الى ما كان عليه وسيبقى العار ملاحقا لها ولذويها طيلة حياتها وحتى بعد مماتها ...ولذا أفيقي الى نفسك قبل فوات الأوان..والندم في ساعة لا ينفع فيها الندم ..لأن السهم حين ينطلق لا مرد له.. والله من وراء القصد .