الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 19:02

أهمية الأنسولين في علاج مرض السكري

كل العرب
نُشر: 09/02/09 16:34

السكري منذ زمن طويل، لكن فقط قبل سنتين أعلنت الأمم المتحدة أنه مرض وبائي بسبب تدهوره وانتشاره مع الوقت.
إذا حاولنا أن ندقق لَوَجدنا أن في سنة 1985، كان عدد مرضى السكري 30 مليون، وفي سنة 2010 من المتوقع أن يصبح عدد المصابين بمرض السكري إلى 250 مليون، وعلى حسب التقديرات في سنة 2025 سيصبح عدد مرضى السكري 380 مليون مصاب في العالم. وهذه المعطيات مأخوذة من منظمة الصحة العالمية WHO.
مرض السكري هو نوعان أساسيان، نوع 1: عندما تفرز خلايا البنكرياس مادة أنسولين مدمرة بشكل تدريجي يتم اختفائها، لذلك هذا النوع بحاجة ماسة إلى أنسولين خارجي. هذا النوع من مرض السكري يشكل نسبة %5-10 مصاب من شامل المرضى بالسكري، خاصةً الأطفال والشباب في فترة البلوغ ( لكن نوع 1 ممكن أن يظهر لدى كل الأعمار).
يتميز النوع 2 من السكري باختلافه عن النوع 1 من حيث وجود مقاومة مضادة لمفعول الأنسولين بالإضافة إلى قلة إفراز الأنسولين.
و من المعروف أن الكرش (الدهون التي تتركز حول الوسط على الأعضاء داخل البطن و ليس الدهون تحت الجلد) تؤدي إلى مقاومة الأنسولين. و تنشط الدهون هرمونياً و تفرز مجموعة من الهرمونات التي تقلل من فاعلية الأنسولين.
إحدى وظائف الأنسولين هي إدخال السكر في الخلايا. نقص جزئي أو نقص تام من الأنسولين في الجسم يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم، لذلك عند اختفاء الأنسولين يرتفع مستوى السكر في الدم ويؤذي الأوعية الدموية، و اختفاء السكر في الخلايا، يجعل ردّة فعل الجسم بتحليل السكر(الجلوكوز) الاحتياطي في الكبد، وتحليل أنسجة مختلفة كالدهنيات والعضلات .
الخلل في الأوعية الدموية يؤدي إلى تصلب هذه الأوعية، ويتضاءل جريان الدم فيها، ويسبب خلل في الخلايا التي لها صلة مباشره للأوعية الدموية، ومن المحتمل أن يؤدي إلى الموت بسبب خلل في الأنسجة.
الأوعية الدموية في الجسم هي أحجام مختلفة فهناك أوعية صغيرة وأوعية كبيرة، وممكن أن تصاب الصغيرة منها والكبيرة منها، الأوعية الكبيرة تؤثر على أوعية القلب، المخ والأرجل، أما الصغيرة تؤثر على أوعية العينين، الكلى والأعصاب.
يوجد عدة أنواع لعلاج مرض السكري، بحيث أن هناك أدوية التي تخفض إنتاج في الجسم وخاصة من الكبد، وهناك أدوية التي تساعد خلايا البنكرياس بإفراز الأنسولين، هذه الأدوية تأخذ كجرعات بالإضافة إلى الأنسولين ذاته يأخذ كحقنة.

في الآونة الأخيرة نشرت مراكز للأبحاث والجامعات مثل (UKPDS, STENO1+2, VADT, EDIC ) ،استنتاجات أبحاث مختلفة وكبيرة (من حيث كمية المشاركين والفترة الزمنية)، بحيث أن نتائج هذه الأبحاث متشابهه وهي: إذا تم العلاج بشكل مكثف من بداية مرض السكري، يقلل من تعقيدات مستقبلية نتيجة المرض .
استمرت هذه الأبحاث لمدة 10 سنوات وأكثر، متمسكة بالإدعاء –بأن هناك صلة مباشرة بين مستوى السكر في بداية المرض وبين تعقيدات المرض التي تتطور في وقتٍ لاحق، لذلك الإدعاء المنتشر أن للجسم ذاكرة معينة، المترجمة " بفسحة أمل"، بحيث عند توازن مستوى السكر بشكل مكثف في بداية اكتشاف المرض يقلل من إمكانية حدوث تعقيدات وتدهور صحي بسبب السكري في المستقبل البعيد.
بما أن هناك علاقة بين العلاج المكثف لتوازن مستوى السكر في الدم ببداية المرض وبين تقليل من إمكانية تدهور الصحي والتعقيدات التي تأتي لاحقًا، يبقى السؤال هو: ما هو العلاج الأنجع، العلاج المكثف عن طريق الجرعات أو عن طريق الأنسولين وهل هنالك فرق بينهما؟
 جرت أبحاث عدة ومازالت جارية أبحاث أخرى بشأن هذا الموضوع، وحتى الآن النتائج منها تجيب جوابًا واحدًا: وهو أن العلاج المكثف عن طريق الأنسولين أنجع وأفضل من العلاج عن طريق الجرعات، حيث  يساعد الأنسولين، المرضى للوصول إلى مستوى السكر المطلوب بفترة قصيرة .
بالإضافة إلى ذلك، تبين من نتائج الأبحاث الأخيرة أمرًا هامًا جدًا وهو الإمكانية واردة بأن يشفى مريض السكري من مرضه، بحيث أن هناك بحثان أشارا إلى أن %45-50 من الذين تعالجوا بعلاج مكثف وقصير من الأنسولين، وبخلال سنة واحدة بعد العلاج المكثف تم الشفاء من المرض، بالمقابل هناك فقط %26 من المرضى الذين تعالجوا بواسطة الجرعات وتم شفائهم من المرض.
ختامًا، الفكرة السائدة عند الأطباء في العالم، اعتمادًا على الأبحاث الأخيرة التي جرت، أن من المحبذ منذ بداية اكتشاف المرض، يعالجوا عن طريق تكثيف الأنسولين منذ بداية العلاج، كي يمتنعوا من التعقيدات جراء هذا المرض في وقتٍ لاحق.
بالإضافة لذلك، بأن العلاج بالأنسولين في بداية المرض أنجع من العلاج عن طريق الجرعات، هناك أنسولين بازالي، فعاليته طويلة المدى، بحيث تكفي لحقن حقنة واحدة في اليوم، وطريقة استخدام هذه الحقنة سهلة وسلسة جدًا، لذلك يفضل الأطباء اليوم أن يوصوا بعلاج الأنسولين البازالي، ويشجعوا مرضاهم بأخذ هذه الحقن من البداية، مثل الأنسولين لانتوس- هو أنسولين بازالي متواجد في بلادنا .

مقالات متعلقة