هذه قصة من قصص الشرف التي نسمعها دائما لكنها تختلف قليلا بغرابتها وقساوتها. فتاة ليل عربية (18 عاما)، مقدسية الأصل، تعمل في شوارع تل ابيب في المحطة المركزية القديمة للباصات في شارع أرلينغر، وعائلتها التي تسكن في القدس الشرقية عرفت انها تعمل هناك بالعمل غير اللائق وفقا لاقوالها، فقد قام ابن عمها بالتقاط صور لها بواسطة الهاتف المحمول، وهي على علم بانه تنتظرها ساعات او ايام قليلة لتأتي عائلتها وتقتلها لانها لطخت سمعة العائلة وشرفها. ارادت الفتاة بشدة ان تدخل الى مركز الفطام لكن سلطة مكافحة المخدرات لا تصل الى تلك الاماكن لتأخذ هؤلاء الناس، وما زالت تعمل فتاة ليل، لتمول ثمن المخدرات التي وقعت في شباكها منذ عامها الخامس عشر. 
اتخذت الفتاة من شقة ارضية في شارع "بين" في المدينة كمقر لعملها الذي يتم استخدامه بالايجار ليوم او اكثر. ويشار الى ان الفتاة، مثلت صباح يوم امس، الاثنين، امام القاضي في محكمة تل ابيب وهي مقيدة اليدين، بعد الحادثة التي حصلت معها يوم السبت، حيث اتى شابان اثيوبيان لهذه الفتاة وهو يبحثون عن "المتعة"، وقد رافقاها الى الشقة حيث تعمل واتفقت معهما على ان يدفعا لها 400 شاقل ثمن اتعابها، وهذا ما حصل حيث دخل الاثنان معها الى الشقة وقالت لهما ان يخلعا ملابسهما وينتظرا حتى تحضر اغراضها.
وهكذا فعلا وانتظر... انتظرا مطولا الى ان اكتشفا انها لن تعود وانهما بقيا دون 400 شاقل ودون الحصول على مبتغاهما. اكتاظ غضبهما وادى بهما الغضب الى احراق الشقة وفرا من المكان. ووفق ادعاء الفتاة فان الحريق قد نشب بسبب سيجارة نستها بيدها وهي نائمة.


الصورة توضيحية

وقد حضر رجال الاطفاء ورجال الشرطة الذي اعتادوا على اقتحام المكان مرارا. ورغم ادعاء الفتاة، الا ان احد السكان قد اشتكى على الفتاة العربية، مما مكّن الشرطة من العثور عليها، الا انه تعذر للشرطة التحقيق معها، لانها كانت قد بذرت النقود على المخدرات، مما افقدها وعيها..
في امر التوقيف، كتب ان الفتاة دخلت الى الشقة لاستقبال زبائنها دون اذن، وان حريقا شب في المكان ادى الى اضرار جسيمة في الشقة ومحيطها. وحسب ادعاء الشرطة انها كانت تسكن في شقة أخرى مستأجرة، لكنها لم تدفع ثمن الايجار فطردت من الشقة. وقد وجهت اليها شبهات التهديد، الاقتحام، واحراق الشقة.
وقالت الشرطة للقاضي ان الفتاة تشكل خطرا على العامة، وانها من الممكن ان تشوش على مجريات التحقيق. واخبرت ايضا ان لها سوابق جنائية: استعمال العنف، اعمال تخريب ممتلكات وسرقات. وقد طلبت الشرطة من القاضي تمديد اعتقالها لمدة 3 ايام لانه في الوقت الذي مثلت فيه في المحكمة لم تكن بوعيها مما يمنع من التحقيق معها.
هذا وقد انتهت ايام تمديد اعتقالها امس، واصدر امر باطلاق سراحها بشرط الا تقترب من الشقة المذكورة في شارع "بين" لمدة 15 يوما، والا تقترب من صاحب البناية.
في السابق كانت الشقة المكونة من طابقين، مركزية باصات شركة ايجد، لكن الآن فهي تشكل مزارا لمدمني المخدرات ومقرا لفتيات الليل. وتقع الفتاة المذكورة في ضائقة حيث لا يمكنها ان تقترب الى مكان عملها لـ15 يوما، وهي في حاجة للمال كي تشتري المخدرات. وهي تقبع في الشوراع مفلسة تنتظر رزقها، وليس معها شاقلا واحدا لشراء حتى الدخان.
الفتاة بالكاد تبلغ 18 عاما وباتت تترنح في الشوارع دون مأوى ودخلت مرة السجن بتهمة السرقة، وتقول الفتاة: "ما مر علي لم يمر على عجوز في التسعين من العمر..". واذا حصلت الفتاة على 3 شواقل فانها تشتري بالأول سيجارة، وبالأثنين الآخرين البوظة. وهي في احضان الارصفة في انتظار ان يحضر اهلها ليقتلوها، فهي لا تملك مالا لتدخل الى مركز الفطام من المخدرات.