الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

عملية جراحية نادرة ودقيقة في قسم الأعصاب والدماغ في مستشفى رامبام

كل العرب
نُشر: 03/03/10 12:55,  حُتلن: 12:58

* العملية دقيقة لدرجة أنه يجب التركيز طوال الوقت والحفاظ على الثبات وعدم الارتجاج

* لمحة عن عملية جراحية نادرة ودقيقة في قسم الأعصاب والدماغ تم خلالها تقطيب الشريانين في دماغ شاب من الكرايوت

* الطاقم الطبي الذي عالج الشاب فهم أنه مع عدم امكانية تحديث تزويد الدماغ بالدم بسرعة كافية، قد يصاب المريض بنوبة دماغية

أجريت في رمبام مؤخرا، عملية جراحة للدماغ مركبة ونادرة، وهي اول مرة تجري في شمال البلاد، وأجريت في دماغ شاب يبلغ من العمر 34 عاما من الكرايوت. المريض والذي عانى من خلل متقدم باللغة والحديث والذي تطوّر خلال بضعة اسابيع الى ضعف بيده اليمنى، اثر حجب شريان التنويم اليساري (وهو احد الشرايين الرئيسية في المخ). عند مكوثه في قسم الأعصاب في رمبام، اجري له تنظير دماغي (سنتور) وفحص MRI متطوّر والذين أظهروا ان مناطق واسعة من أنسجة الدماغ لا تحصل على حصتها الكافية من الدم. الطاقم الطبي الذي عالج الشاب فهم أنه مع عدم امكانية تحديث تزويد الدماغ بالدم بسرعة كافية، قد يصاب المريض بنوبة دماغية وقد تحدث له أضرار غير قابلة للتصحيح، وان الحل الوحيد هو اجراء عملية جراحية.



الحديث يدور عن عملية جراحية دقيقة ونادرة والتي أجريت من أمثالها فقط ثمانية في البلاد، بشكل خاص في سنوات الثمانين. هذه العملية التي تستمر ثلاث ساعات وتتركب من ثلاثة مراحل كل منها ضروري: في المرحلة الأولى يتم الكشف عن شريان بكل طوله – والمقصد هنا شريان بقطر 1,5 ميليمترا وبطول حوالي 1 سنتيمترا، وأي اصابة بأحد جدرانه قد تؤدي الى حجبه والمس في عمله. في المرحلة الثانية يجري الكشف عن شريان دماغي بقطر ميليمتر واحد وبطول حوالي ثمانية سنتيمترات الذي يتصل بالشريان الرئيسي المحجوب. المرحلة الثالثة والأصعب، هي الوصل بين الشريان الأول والشريان الثاني بواسطة خيطان بقطر الشعرة. وجرى خلال العملية توصيلهما ببعض عبر 13 قطبة بواسطة الميكروسكوب الذي كبّر الصورة بأربعين مرة. واجرى العملية الجراحية الصعبة دكتور جيل سويري، طبيب من قسم الأعصاب الذي يختص بهذه النوعية من العمليات الجراحية في الولايات المتحدة ويندرج ضمن بضع عشرات الجرّاحين في العالم كله الفقيهين بتقنيات جراحية معقدة.

تحسن ملحوظ
مباشرة بعد العملية الجراحية التي كانت نجاحة، طرأ تحسنا ملحوظا في العمل النيرولوجي العصبي لدى المريض، وتبين من الفحوصات انه تجدد ضخ الدماء الى النسيج الدماغي المصاب بواسطة المبدل. بضعة اسابيع بعد العملية الجراحية عاد المريض الى عمله الطبيعي مع اصابة طفيفة بالحديث، دون شلل، ضعف، او اصابة ادراكية.

العملية دقيقة
من جهته يقول دكتور سويري ان المبدل يجب ان يوّفر كمية الدم الناقصة للموقع المصاب في الدماغ خلال فترة قصيرة. ويضيف ان "العملية دقيقة لدرجة أنه يجب التركيز طوال الوقت والحفاظ على الثبات وعدم الارتجاج. صحيح ان الحديث يدور عن عملية ليست سهلة ولكن في العقد الماضي باتت هذ العملية الجراحية منتشرة أكثر بكثير بعد أن تبين أن مرضى صفار بالسن مع أمراض حاجبة للأوعية الدموية في الدماغ، كهذه التي تتمثل بنوبات وجلطات دماغية اثر انخفاض تدفق الدماء، وقد يستفيدون منها".

حالة المريض
ويلخص دكتور سويري: "تشخيص حالة المريض بعد التقدير والفحص الشامل كانت ضرورية لتحديد الحل الأنسب له. في هذه الحالة كان العديد من الأقسام لهم دور في ذلك، وحدة الـSTROKE في قسم الأعصاب، ووحدة الاعصاب المتقدمة حيث تجري فحوصات متطورة، مثل فحص تدفق الدم للدماغ بواسطة MRI وفحص دوبلر للشرايين الدماغية، فحوصات هي حصرية لرمبام في الشمال والتي تشكل جزء من الاستثمار الكبير الذي جرى في السنين الماضية في هذا المجال في المستشفى. في العديد من الحالات يترجم ذلك الى انقاذ حياة البشر".

مقالات متعلقة