كشف النقاب امس الاحد  عن ان الاسرائيليين يقومون خلال تجوالهم في ارجاء العالم ببيع جوازات سفرهم لكي يقوموا بتغطية نفقات الرحلة خارج اسرائيل.
وقالت صحيفة "معاريـف"  ان الاجهزة الامنية تتخوف من وصول الجوازات الاسرائيلية الي قوي معادية وارهابية، وتحديدا الي الجمهورية الاسلامية في ايران. واكدت الصحيفة، استنادا الي معلومات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية الاسرائيلية، انه في كل عام يختفي نحو 30 الف جواز سفر اسرائيلي.
واضافت  انه بسبب الارتفاع الحاد في عدد الجوازات المفقودة، فقد امر وزير الداخلية مئير شطريت بتشكيل لجنة وزارية لفحص الظاهرة المقلقة، علي حد تعبير الصحيفة. ولفتت الصحيفة الي انه مقارنة مع العام 2006 فقد سجل حتي الآن ارتفاع في عدد الجوازات المفقودة بنسبة 13 بالمئة. ووفق الصحيفة الاسرائيلية، التي استندت الي مصادر امنية وصفتها بانها رفيعة المستوي، بدأ الاسرائيليون في السنة الاخيرة بالتعاون مع ما اسمتها المصادر بالمافيا الايرانية، التي ينشط اعضاؤها في الفلبين وتايلاند واليابان واستراليا.

ووفق المعلومات التي وصلت الي شعبة الاستخبارات في الشرطة الاسرائيلية فان سعر جواز السفر الاسرائيلي يصل الي 900 دولار امريكي، وفق ما اكده قنصل الدولة العبرية في احدي الدول الاسيوية، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه. واضاف القنصل قائلا انه حسب المعلومات المتوفرة اليوم فان عصابات الاجرام المنظم التابعة لايران، هي التي تقوم بشراء جوازات السفر الاسرائيلية، ولكنه اضاف قائلا ان اسرائيل تخشي جدا من ان تصل هذه الجوازات في نهاية المطاف الي منظمة حزب الله اللبنانية او الي المخابرات الايرانية. ووفق اقوال القنصل ذاته فان المافيا الايرانية هي الاكثر قوة وقسوة في اليابان وتايلاند والفلبين واستراليا، ويقوم افرادها باعمال التهريب، خاصة تهريب المخدرات علي مختلف اصنافها، الامر الذي يضطرهم الي الاستعانة بالاسرائيليين للحصول علي وثائق تمكنهم من عبور الحدود دون ان يتركوا بصمات.
وكشف مصدر رفيع المستوى في الاستخبارات عن انه في الفترة الاخيرة تلقت الشرطة الاسرائيلية من الانتربول معلومات كثيرة حول انتشار ظاهرة بيع جوازات السفر لاعضاء في منظمات الاجرام، واكد الانتربول انه في حال عدم اتخاذ الشرطة الاسرائيلية التدابير لكبح جماح الظاهرة، فانه سيتوقف عن احترام جوازات السفر الاسرائيلية في الغرب، علي حد تعبير ضابط رفيع المستوي.
وقال مصدر في سفارة اسرائيل في الفلبين لصحيفة معاريف انه وبسبب تفاقم ظاهرة بيع الجوازات فقد قررت السفارة عدم منح جواز سفر لاي اسرائيلي يصل الي السفارة ويبلغ ان جواز سفره قد ضاع، مشيرا الي ان السفارة تقوم بمنح اولئك الذين يزعمون انهم فقدوا جوازاتهم، تأشيرة لمرة واحدة تمكنهم من العودة الي الدولة العبرية. ولكن هذا العقاب لم يردع الاسرائيليين، وفق نفس المصدر، لانهم يقومون ببيع الجوازات في المحطة الاخيرة التي يصلون اليها قبل الاقلاع والعودة مرة اخري الي تل ابيب. واضافت الصحيفة الاسرائيلية ان الشرطة تعكف في هذه الايام علي اعداد قوائم بالجوازات المفقودة وستقوم بتزويدها للانتربول، وكل من يحمل الجواز الذي في القائمة، يعتبر انه يحمل جوازا مسروقا او مزيفا.