الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 10:02

حول محاكمة الأكاديمي الفلسطيني عبد الستار قاسم - بقلم: خالد بركات

كل العرب
نُشر: 18/03/10 18:02,  حُتلن: 17:29

- خالد بركات:

* اعتقال الدكتور عبد الستار قاسم يعني حقيقة واحدة ويتيمة

* لا يملك د. عبد الستار قاسم غير مصداقيته الوطنية وقلمه الصارم في مواجهة الاحتلال والعسف الدايتوني

* يكتب الدكتور عبد الستار قاسم دفاعاً عن فقراء فلسطين وانتصاراً لمقاومة الشعب من أجل تحرير وطنه واسترداد حقوقه الوطنية المشروعة

الأكاديمي الفلسطيني المعروف الدكتور عبد الستار قاسم يمثل أمام محكمة فلسطينية بتهمة القدح والذم بحق أحد أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمدينة نابلس ، فيما تواصل السلطة الفلسطينية اجترار الذرائع الواهية ذاتها ، ضد كل ضميرٍ حيّ لا يرضى الفساد الأخلاقي وتستهدف أجهزتها كل " لسان يتطاول " ويجهر بالحقيقة والقول السليم.

محاكمة الدكتور قاسم تأتي في وقت تشن فيه سلطات الإحتلال حربا على قوى المقاومة الفلسطينية
وتأتي محاكمة الدكتور قاسم في وقت تشن فيه سلطات الاحتلال الصهيوني وأجهزة السلطة الفلسطينية حربا على قوى المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة وهو ما يشل حركة الاحتجاج في الضفة انتصارا لما يجري في القدس الآن. لكن ذرائع السلطة الفلسطينية كانت دائما جاهزة ومعدة سلفا ، مثل كل سلطة هجينة وغير شرعية ، تكفر النقد وتعتبره قدحا وذما وترى في الرأي الآخر عدوا يستوجب إقصاؤه وإرهابه .
لا يملك د. عبد الستار قاسم غير مصداقيته الوطنية وقلمه الصارم في مواجهة الاحتلال والعسف الدايتوني. فالرجل يساق الآن إلى محاكم السلطة الفلسطينية لأنه مثقف حر تبنى قضايا شعبه ودافع عن حقوق أمته وانتصر لكرامة الناس . إن السبب المباشر " للاستدعاء " يكمن في حالة الهلع التي تعيشها مراكز السلطة الفلسطينية والخوف من النقد المتزايد لسياسة التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي " فضلاً عن حالة الغليان الشعبي التي تشهدها فلسطين المحتلة هذه الأيام .

السلطة الفلسطينية تستأسد على المثقفين والغلابا
تستأسد السلطة الفلسطينية على المثقفين والغلابا وتعقد لهم المحاكمات الغير شرعية كي يرضى عليها من يمدها بالمال والسلاح والشرعية الكاذبة. وتسعى السلطة الفلسطينية إلى تحويل ما يقوله الكاتب المناضل عبد الستار قاسم إلى " مشكلة " أو " طوشة " مع رجل امن فلسطيني بهدف تضليل الرأي العام الفلسطيني والعربي ، ولا نظن ان هذا المنطق المتهاوي يمكن أن ينطلي على أي احد . ومن المفيد دائما تذكير القارئ/ة العزيز إن الدكتور قاسم كان قد وقف أمام ذات المحكمة /المهزلة ، لأكثر من مرة ، بعد تكرار اعتقاله وممارسة سياسة التضييق عليه بشتى الوسائل.
اعتقال الدكتور عبد الستار قاسم يعني حقيقة واحدة ويتيمة : تستمر السلطة الفلسطينية في تبني القمع طريقا للحوار مع الرأي الآخر فيما يستمر المثقف الوطني بمواجهة الاحتلال والعسف الداخلي ويعلن موقفه ضد من اختاروا الارتماء في أحضان الجنرال الأمريكي كييث دايتون.

عبد الستار قاسم ينتمي إلى شريحة ثورية
ينتمي عبد الستار قاسم إلى شريحة ثورية ضيقة من المثقفين الفلسطينيين وجدت نفسها مضطرة لمواجهة الفساد الرسمي في السلطة والى العمل السياسي المباشر ضد بيع الحقوق الفلسطينية ، فأصدرت بعد سنوات قليلة من توقيع اتفاقية أوسلو ما عرف ببيان " العشرين " الشهير والذي كان بمثابة صرخة مدوية ضد الجوع والاحتلال والفساد الفلسطيني الرسمي وأقدمت السلطة حينئذ على اعتقال عدداً من المبادرين على رأسهم الدكتور عادل سمارة ود. عبد الجواد صالح ومعاوية المصري وعبد الستار قاسم وآخرين.
يكتب الدكتور عبد الستار قاسم دفاعاً عن فقراء فلسطين وانتصاراً لمقاومة الشعب من أجل تحرير وطنه واسترداد حقوقه الوطنية المشروعة ، ويحرض علناً ضد سياسة الاحتلال وكم الأفواه ، ويدعو طلابه وقراءه دائماً إلى التفكير النقدي ومغادرة سياسة " الكوتا " والفئوية الفصائلية المقيتة. يؤمن هذا المثقف العضوي بقدرة أمته العربية على تجاوز أزمتها والنهوض مجدداً في وجه قوى الاحتلال والاستعمار والهيمنة، ولا يتوانى في توجيه سهام نقده اللاذع إلى من باعوا القضية الوطنية الفلسطينية ودمروا المشروع الوطني التحرري الفلسطيني واختزلوه الى مجرد وظائف وصفقات تجارية . صفقات لم تبدأ ببيع الطحين الفاسد في نابلس ولا تنتهي بمسلسل الفساد المالي والأخلاقي والسياسي الذي أصاب أجهزة السلطة لا سيما الأمنية منها.

مقالات متعلقة