تدخل في ملكية الزوجين بالتساوي الأموال المنقولة التي كانا يملكانها والتي سيتملكانها والأموال المنقولة التي يحوزها أحدهما

 زواج النائبة المسيحية اللبنانية نائلة التويني مدنياً أيضاً من الإعلامي الشيعي مالك مكتبي، مقدّم برنامج "أحمر بالخط العريض"

كثرَ تفكير الشباب والفتيات المقدمين على الارتباط بالإقدام على الزواج المدني، خصوصاً من أدركوا سن الرشد وقرّروا تأسيس أسرة دون أيّ قيد عرقيّ أو ديني أو تابع لجنسية معيّنة، أي الخضوع الى علاقة زوجية بين طرفين عبر عقد بالتراضي يشمل الحقوق والواجبات للمؤسسة الزوجية المرتجاة وكيفية التعاطي مع نتائج قيام هذه المؤسسة، التي في حال خضع الزوجان الى قوانينها، يعني أن لا ارتباط بينهما ضمن قوانين الطوائف، أي القوانين الدينية الجاهزة التي تطبّق عبر الزواج الديني، التي لها نصوص وطقوس وشروط مختلفة عنه، اضافة الى أن الزوجان يكونان متساويان في الحقوق لدى القيام بالزواج وأيضاً لدى انحلاله، الأمر الذي لم يعترف به رجال الدين من كل الطوائف الشرقية، ونادى كثير منهم برفض مثل هذا الزواج، وبالمقابل هنالك الكثير من الأصوات، خصوصاً الشبابية التي تنادي بضرورة إقرار قانون مماثل في مجتمعنا )المادة 16 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان).



نصوص القانون المدني تختلف بين بلد وآخر لكن ليس بالاختلاف الكبير، وهذا الزواج غير موجود في بلادنا العربية.
الزواج المدني غدا، كأي عقد من العقود، ليس فيه إلا إيجاب وقبول تكنفهما مظاهر الرضا بين الزوجين. يشترط في الزوجين اختلاف الجنسين وبلوغهما، الفحص الطبي، انتفاء الغش حول شخصية أحدهما وعدم قيام زواج آخر، وأن لا تكون الزوجة في عدّة طلاق، وأن لا تكون بينهما رابطة مانعة.
لا بد من إعلان رغبة الفريقين في الزواج المدني قبل عشرة أيام على الأقل ويجري العقد أمام مأمور النفوس ويتوجب حضورهما بالذات، فالوكالة لا يجوز في عقود هذا الزواج، ويتعين تبادل الموافقة أمام مأمور النفوس بحضور شاهدين بالغين عمر الإحدى وعشرين سنة.

أسلوب العيش المشترك
اتفاق الفريقين على أسلوب العيش المشترك من الناحية المالية فهناك ثلاثة أنواع من الأنظمة:
1. النظام القانوني
المشترك... حيث تدخل في ملكية الزوجين بالتساوي الأموال المنقولة التي كانا يملكانها والتي سيتملكانها والأموال المنقولة التي يحوزها أحدهما أو كلاهما بعد عقد الزواج. وإزاء ذلك يلتزم الزوجان، بوجه التضامن، بكافة الديون التي كانت عليهما أو على أحدهما قبل الزواج، وبالديون التي قد تنشأ من مصاريف الحياة الزوجية، وأيضاً بالديون التي قد تترتب بذمة الزوج، أما ديون الزوجة فان توجبت فبموافقة الزوج، وللزوج، في هذا النظام، حق التصرف بالأموال المشتركة دون حاجة لموافقة زوجته، كما أن حق إدارة أموالها العقارية الخاصة بها، لكن ليس له التصرف بها.

2. النظام التعاقدي
أما إذا أراد الزوجان أن يعدلا في هذا النظام، بأن يطبقا شيئاً آخر، أو يخرجا مالاً من الأموال المشتركة، فيكونان قد قاما باختيار النظام التعاقدي المشترك.

3. نظام البائنة
يقوم على الأموال التي تقدّمها الزوجة لزوجها، إسهاماً منها في تحمّل تكاليف الزوج. أموال البائنة هذه، للزوج حق إدارتها واستغلالها، لكن ليس له التصرّف بها. وفي هذا النظام تبقى أموال الزوجة التي لم تدخلها في البائنة، حرّة التصرف بها إدارة وبيعاً.
وحدد القانون بعد ذلك حقوق الزوجين وواجباتها فنصّ على أنهما ملزمان بواجب الوفاء، كالامتناع عن الزنا ومقدّماته، والمساعدة عند الشيخوخة أو المرض والمساكنة في سكن واحد وقبول العلاقات الجنسية، كما نص في مادته 213 على أن الزوج هو رئيس العائلة. وأجاز القانون الطلاق ونظم في مواده 229 - 232 أسبابه.

الطلاق بحكم المحكمة
قانون ربط الطلاق يكون بحكم المحكمة. هناك حالات يتحتم فيها على القاضي الحكم به ، ولا يملك التقدير كالزنا والحكم بعقوبة جسدية شائنة ، تندرج من خمس سنوات إلى الإعدام، أما العنف أو الإهانة الخطيرة، فللقاضي حق التقدير. وقد ينتهي الأمر بالهجر، وهو أسلوب تجمد فيه الحياة الزوجية، إلى حين اتفاقهما على استئنافها، أو على فصم عراها.
ماشت كل من فرنسا، في إلزاميتها للزواج المدني، ألمانيا والنمسا والسويد ورومانيا والاتحاد السوفييتي والبرازيل وسويسرا وبلجيكا والنرويج ودول أميركا اللاتينية وتركيا.

رفيق وجانيت عصيا رغبة أهلهما وتزوجا رغم الدين والعقائد... مدنياً
تعتبر قبرص أو تركيا، بالنسبة الى سكان معظم الدول العربية المنتمين إلى طوائف دينية مختلفة والراغبين في الزواج، المخرج الوحيد لعقد زواج مدني، خصوصاً عندما لا يريد أحد من الطرفين إعتناق دين الآخر، أو لا يستطيع ذلك، أو بكل بساطة يريد الطرفان أن يحفظا حقوقهما في حال حصل الانفصال. رفيق مثلاً، ينتمي الى طائفة الموحّدين الدروز وجانيت تنتمي الى الطائفة المسيحية ذات المذهب الكاثوليكي. رفيق كدرزي لا يستطيع أن يتزوج امرأة من دين آخر، كما لا يحق لأي شخص من غير طائفة الدروز أن ينتمي إلى هذه الطائفة، وعليه فإن زواج رفيق من إحدى المسيحيات يعتبر مستحيلا، لكنهما تزوجا رغماً عن العائلتين في قبرص بعد أن أبدى رفيق أسفه لعائلة جانيت بعدم قدرته على اعتناق الدين المسيحي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أسفه لأهله بعدم اقتناعه بأن من يحب لا تنتمي الى دينه وبالتالي لا يستطيع التخلي عنها، ما أضاف على غضب العائلتين غضباً، خصوصاً أن جانيت رفضت الزواج الكنسي بعد الزواج المدني كرمى عائلتها.
جانيت لم ترَ عائلتها منذ خمس سنوات رغم انها تحدّث ابنها عن جدته وجده وتقول له انهما مسافران. عائلتها اعتبرتها ميتة لأنها اثارت فضيحة وامتنع الكثير من رفاقها عن التعاطي معها. حالة جانيت حالة شائعة في لبنان، الا ان القليلات يتخذن قرارها بل غالباً ما يتخلين عن احلامهن خوفاً من المجتمع الذي لا يرحم.

نانسي وفادي.. نايلة ومالك... الزواج المدني قاسمهما المشترك
يغيب موضوع الزواج المدني الاختياري ومن ثم لا يلبث أن يظهر في وسائل الإعلام، عند حصوله بين المسؤولين أو المشاهير. وقد أحدث في العامين السابقين زواج النجمة اللبنانية نانسي عجرم من طبيب الأسنان فادي الهاشم مدنياً، رغم أن كليهما ينتميان الى الدين المسيحي، اضافة الى زواج النائبة المسيحية اللبنانية نائلة التويني مدنياً أيضاً من الإعلامي الشيعي مالك مكتبي، مقدّم برنامج "أحمر بالخط العريض" والذي أحدث هزة كبيرة في أوساط الطائفتين الأرثوذكسية والشيعية، خصوصاً أنها نائبة في البرلمان اللبناني وتمثل الطائفة المسيحية الأورثوذكسية في منطقة بيروت، الا أن قوة هذه الهزّة عجزت عن تحطيم قفل أحد أدراج مجلس النواب اللبناني، حيث يرقد منذ 11 عاماً مشروع قانون موحّد للأحوال الشخصية.
عندما سئلت نانسي عن سبب زواجها مدنياً، بما أنها وزوجها ينتميان الى الدين المسيحي، أجابت:" زوجي أراد ذلك وأنا احترمت رغبته، ولأننا نحب كل الأديان وجدنا ان الزواج المدني أفضل، ثم ليست الورقة هي التي تحدّد مصير شخصين قررا الارتباط، بل الأمر المهم هو الحب الذي في داخلهما واحترامهما لبعضهما البعض".
أما نايلة التويني فقالت:" سنبقى على ديننا أنا ومالك... انا اورثوذكسية على رأس السطح وسأبقى كذلك.. ومالك شيعي وسيبقى على مذهبه، وقصة زواجنا "أحمر بالخط العريض"...