الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 08:01

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا بقلم : محمد حسني عرار

كل العرب
نُشر: 29/04/11 15:02,  حُتلن: 10:46

 في هذه المقالة رأيت أن أعقب مستصرخا جيل الشباب بأسره على الأحداث الأخيرة التي تسود مدارسنا العربية وفي الوسط العربي من هتك للعرف بالقتل ، والتخريب ، والطيش السائد والغامر لأوساط الشباب الحديث"جيل اليوم" ! فبتنا نسمع عن تجاوزات يسودها العنف لم يعد فيها للإنسان أية قيمة لم يعد للمعلم أية قيمة ، ولم تعد لضوابط الشرع والقوانين أي صورة تطبيقية فيا جيل الشباب أسال الله أن تكون هذه الكلمات محفزا وشحننا لكم نحو التغير والمساهمة في اعمار بلادنا ليس خوض الفساد فيها والسعي في خرابها .

أحبتي الشباب !!!

انتم يا جيل النصر ، انتم يا أحبتي أبناؤنا وفلذات أكبادنا تضيعون في تيه الأماني وفي تيه الظلام فتظلمون وتظلمون ، تركتم وراء ظهوركم عقولكم وإرشادنا لكم ، تركتم انتمائكم لبلادكم وأرضكم ولمدارسكم فبتم تخوضون في الأرض فسادا لما ؟.... لما؟ تساؤل محير عجيب !!!! لما يقوم الشباب بفعل مثل هذه المشاغبات ليبطلوا ما احل الله وينتهكوا حرمات المدارس وحرمات المعلمين فمنهم من يضرم الحريق ومنهم من يطلق النار على مدارسهم وعلى معلميهم ويقوم بأشد الكبائر عند الله بغضا الا وهو القتل، نعم ايها الشباب القتل ....!
فأين نحن من القول القائل :

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا

وأين نحن من قول الله تبارك وتعالى : (( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا )) .
وقوله تبارك في علاه في أية أخرى : (( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون )) ، ومن آياته العزيز الجليل أن قال : (( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .

أين نحن من هذه التشريعات الربانية !!!

أين نحن يا جيل الشباب!! من آيات الله فلا نجد في أنفسنا الانتماء لممتلكاتنا ولبلادنا، لأنفسنا لمدارسنا لبيوتنا، للرسالة التي يؤديها المعلم اتجاهنا وهي رسالة العلم، فتارة يطلق احدهم النيران على المنازل وتارة يقوم احدهم بإضرام الحريق في الصفوف والمدارس وتارةً يقوم الجناةُ العصاة بهتك النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق وبادخال العزاء في نفس كل مسلم وفي روح كل مسلمة، بوازع الأنفة والجبروت والعزة ولكنها الذلة بعينها والخوف من المواجهة الشريفة بالحوار والتفاهم والركون للشرع والشريعة في الاحتكام بيننا كمسلمين ان كان الخلاف هو اساس القتل والتنكيل، ولكن ما يجمع هؤلاء الضالون المنتهكون لحرمات الله ، أنهم خائفون وجلون متنكرون في خفايا الظلام مثل الخفافيش الضالة بين ثنايا الليل يطلقون النار على الضحية بدون نزاهة على الاشخاص العزل واهل العلم والثقافة فويحكم والف والف من ويحكم ....!
ايها الناس ، ايها الشباب ، دعكم من هذه السبل التي سوف تودي بكم في نار جهنم وبئس المصير .

إلى كل صاحب ضمير حي !!!

إلى الشباب الطموح ، إلى الشابات الفضليات ، إلى الآباء الحكماء ، إلى الأمهات النيرات إلى الشيوخ الأفاضل نقول:

يا أحبتي إن الله سبحانه خبرنا عن لقمان الحكيم وهو يوجه في ابنه حيث قال : ((يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )) ، وقال أيضا (( يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يات بها الله إن الله لطيف خبير)) . يا عجبي على شباب ضاعوا في ظلمات التيه وضلوا عن السبيل وعن هدي القول الرشيد ويا عجبي على أباء لم ينصحوا أبنائهم ولم يوجهوهم حسن التوجيه فضاع جيلنا كله وصار حالنا في بلادنا إلى هذا الحال ، فان لم يقف كل واحد منا أمام مظاهر العنف المتصاعدة التي باتت مثل الداء العضال لن تكون العواقب إلى أن نار الظلام سوف تلتهم كل أبناء هذه البلاد وسوف يكون حالنا إلى أسوء حال .فيقول لقمان مرشدا ابنه يعلمه معنى الأدب والذوق في هذه الآية الكريمة : (( ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )) .

ارأيتم هذه المعاني الطيبة الجميلة ، أخبرتم لطف الحوار ولطف القول المنير، فيا أحبتي كفاكم، كفاكم فهذه الطريق كادت أن تودي بأرواح الشباب والبنات الى الهاوية وهي تثبت كل يوم انها تهوي بالقاتل قبل المقتول فمصير القاتل ان يقتل او ان يتيه في الأرض ويتشتت.
فاصحو من سباتكم وانفضوا عن وجوهكم الغبار واعملوا ايها الاباء وايتها الامهات على التغير واسعو ايها الشباب وايتها الشابات للاصلاح وتغير الوضع الذي تزهق فيه الأرواح بابخس الاثمان وبارخص النقود . الا تدرون ان هذه الارواح أرواحكم انتم وهذه المدارس التي أحرقتموها هي مدارسكم انتم وهؤلاء المعلمون الذين تعتدوا عليهم هم في مقام ابائكم وهم مربوكم فهل يجوز للمرء ان يحرق بيته او يقتل اباه او ينكل في اخوته ؟

ان هذه الضحايا التي تطلقون عليها النيران في الليالي الكالحات هي ارواحنا نحن أبناء هذه البلاد هي نفوس اغلى عند الله من بيته الحرام ، فرحم ربي الشاعر إذ قال :

بالعلم بل بالأدب تنال أعلى الرتب
فعش حياة العلما واقرأ صنوف الكتب
ودم على تواضع لا تفتخر بالنسب
كفاك أن تخرج من دنيا الورى بالحسب

فيا أحبتي انتم المطالبون بالحفاظ على مؤسساتنا وبيوتنا وكل ممتلكاتنا وانتم المطالبون بالكف عن

مظاهر العنف والقتل والتنكيل فسوف يأتي يوم ما تندمون فيه على هذه النار التي اشعلمتوها بين ثنيايا المجتمع لتحرقكم وتأكلم انتم في نهاية الامر فان الرسول الكريم قال : " انما الايام دول نداولها بين الناس فيوم لك ويوم عليك".
فلا تدمروا ما عمر أسلافكم ولا تأخذوا بأيديكم إلى نار تلظى ، إلى نار التهلكة فتضيع هذه البلاد كلها في ظلم المآسي والأتراح ولا تقلبوا مستقبلكم الباهر بان تصيروا أعلاما في الريادة لان تصيروا أعلاما في السجون فويحكم وكفاكم تيها وضلالا .

تابعوني على المدونة:
https://al-arar.blogspot.com/
بقلم : محمد حسني عرار ( العرار)

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:
alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة