الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 14 / مايو 21:02

زياد دياب يكتب: بن لادن خدم بوش في حياته و خدم اوباما في مماته

كل العرب
نُشر: 04/05/11 07:47,  حُتلن: 08:11

زياد دياب:

الثورات العربية أسست لحقبة جديدة ومثلت بالنسبة لشعوب المنطقة أملا حقيقيا وجديدا في الخلاص والنهضة والحرية وتحقيق احلام وتطلعات الامة والتحرر من التبعية والتصدي لاعداء الامة العربية

كل الصور و الصدامات مع الإسلام في العالم ازدادت بعد أعمال بن لادن، سواء الاعمال العنصرية ضد المسلمين أو الرموز الإسلامية أو حتى ظهور قصة الرسومات الدنماركية، و كل مظاهر الإسلاموفوبيا

ابتداء، أنا أعارض بن لادن في جل ما يتبناه، أنني لم أتفق معه يوما... لكن، جلال الموت يمنع من التشفي به، جلال الموت سيجعلنا ننتظر بعض الشيء حتى تبرد جثة الرجل ويصير تاريخا، ونبحث في قتلته... لم أعلنوا عن قتله الآن؟!!، على أغلب ظني أنه قد قتل قبل عهد بعيد, الأمر يحتاج للإنتظار بعض السنوات لتكشف لنا المخابرات عن الحقيقة كاملة لأن ما نراه حالياً هو فيلم باكستاني بإخراج أمريكي، وأيم الله لو تم اعتقال الرجل وأفضى ما عنده من أسرار، ولن تدعه أمريكا يفضي بها، لكان خيرا وأحب إلينا من هذا الذي حدث، فلندع له بعض الشيء فقد ذهب إلى ربه كما صدر الخبر، ولنر لم صنعت أمريكا هذا الصنيع، ثم نعود إلى الرجل وقد صار تاريخا ولم يعد بذي أثر.

تساؤلات
لم أعلنت أمريكا عن قتل الرجل اليوم؟، ولم سارعت في دفنه في البحر؟، ما الذي أرادت أمريكا أن تدفنه مع ابن لادن وما سبب اختيار التوقيت؟، أما بن لادن، فلا نأكل لحمه ميتا، ونعف عن لوك كبده، ذلك خلق نأباه، ولا نتشفى بميت، لا سيما أنه مات بغير صنيعنا.
تكلفة الحرب على أفغانستان حتى الأن هي:400,377,380,030 والأن السؤال: هل أنتهت القاعدة ؟ وهل ذراعها "طالبان" انتهت؟، أم أنها لازالت تمثل القوى الأكبر في أفغانستان؟، وهل خروج الناتو و الأمريكان الأن من افغانستان يعتبر انسحاب مهزوم ام ماذا تحديداً؟، كل هذه الأسئلة قد يعتّم عليها الأن بعد قتل بن لادن، ولكن ستظل مطروحة من قبل البعض بالتأكيد لأن الفاتورة كبيرة جداً، و في النهاية بن لادن مقيم في باكستان وليس في أفغانستان.

انسحاب أمريكا من أفغانستان
أن أمريكا تريد أن تنسحب من افغانستان واوباما يريد للانسحاب ان يكون بهذا العام رغم انه يواجه معارضة بالكونغرس وهي تحاول عمل إخراج هذا الانسحاب ليكون على شكل نصر وليس هزيمة, وهذا الخبر هو محاولة لتخفيف جرعة الهزيمة ولإقناع الرأي العام الامريكي بأن المهمة قد أنجزت خصوصا بعد أن يخرج الامريكان وينهار كل ما صنعوه ويعود الوضع السياسي والميداني لأفغانستان لما كان عليه قبل غزو أفغانستان، و من يتابع أخبار افغانستان في السنة الاخيرة يلاحظ أن أمريكا تخلي قواعدها تحت شدة القصف وطالبان تسيطر تلقائيا على هذه القواعد، وهي تحكم الآن أكثر من نصف أفغانستان وترفض كل توسلات أمريكا والباكستان ونظام كرزاي وحلفاء امريكا بالتفاوض معهم، فقوات طالبان الآن قريبة من كابول لجهة الجنوب.

هدف الشرف
قتل ين لادن بالنسبة للولايت المتحدة هو بالضبط مثل هدف الشرف لمنتخب كرة قدم يلعب في الوقت بدل الضائع ومغلوب بنتيجة 5-0 ويريد أن يجعل النتيجة 5-1 ليحرز هدف الشرف ويخفف من وطئ الهزيمة، أما الفوز بالمباراة كغاية فقد تبخر كليا, هذا عمل كان مطلوب لإنهاء حرب افغانستان واقناع الامريكيين أن المهمة انجزت، واقفال هذه الصفحة و وضع حد لهذه المهمة الفاشلة، فلم يكن من الممكن الانسحاب من افغانستان دون اقناع الرأي العام الأمريكي أن قوات الجيش الامريكي فعلت شيئا ما هناك، خصوصا أن طالبان المتحالفة مع القاعدة أوشكت على الانتصار ونظام كرازاي لن يعيش طويلا بعد ان استولت طالبان على جنوب افغانستان وعلى قواعد اخلاها الامريكيون بجنوب كابول وشرق افغانستان.
بالواقع باى فهم عسكرى بسيط كان يمكن أعتقال بن لادن، وكان يمكن بدل الرصاص الحى استعمال أى وسائط لتخديره وشل حركته؟، هم أرادوه ميتا لكى تدفن معه اسرارا كثيرة جدا لايراد أن تخرج للعلن!, مقتله في هذا الوقت ورمي جثمانه في البحر بحجة ألا يعتبر قبره مزاراً وإعلان الخبر بتلك الإثارة وإتباعه بإعلان أن هناك شريط مسجل لابن لادن قبل موته قد يتم عرضه قريباً يؤكد ذلك, بالإضافة إلى أنه يعني الكثير للولايات المتحدة ولأوباما نفسه, فالخبر جاء قبيل افتتاح المتحف الخاص باعتداءات 11 ايلول في نيويورك وهو بذلك يضع قاعدة جماهيرية لأوباما في نيويورك، وربما يضمن له 4 سنوات أخرى في رئاسة الولايات المتحدة، تفتح صفحة سياسة جديدة مع الشرق الأوسط الجديد ما بعد انتهاء سيناريو الثورات وزوال الحكام العرب، رموز التحالف القديم مع أمريكا، وهي بلا شك صفحة ستغطي على بقايا أسرار كثيرة مات أغلبها بموت بن لادن.
بن لادن كان أكبر مصيبة حلّت بالعالم العربي والإسلامي، وأكاد أجزم بأنه كان بمثابة العميل رقم واحد لأميركا بما أنه كان صنيعتها أساساً، لقد تخلصت أميركا منه لأنه لم يعد يمثل لها أي أوراق رابحة بعد اليوم خصوصاً بعد نجاح الثورات السلمية في كل من تونس ومصر, لقد أصبح بن لادن كالمواد المشعة التي تلوث كل من يقترب منها وقد فهمت الشعوب العربية بغالبيتها هذا التحالف الشيطاني بين القاعدة وبين أميركا، طبعاً أنا لا أقصد أنه كان عميلاً بشكل مباشر لهم، ولكنهم استغلوه كما استغله غيرهم من الطغاة باستخدامه فزاعة للشعوب.

ما هي القيمة التي قدمها بن لادن للعرب؟
ما هي القيمة التي قدمها بن لادن بالنسبة للعرب و المسلمين ؟، ما الذي أصبح افضل بالنسبة لفلسطين، او حتى بالنسبة للإسلام و المسلمين نتيجة افكار بن لادن ؟
- تعقيد إجراءات السفر حول العالم، فكل مسافر الان يخضع لتفتيش مزعج في مطارات العالم!!.
- تدمير برجين لحقه تدمير و احتلال بلدين ( العراق و افغانستان)!!.
- مئات الاوف من القتلى!!ز
- كل الصور و الصدامات مع الإسلام في العالم ازدادت بعد أعمال بن لادن، سواء الاعمال العنصرية ضد المسلمين أو الرموز الإسلامية أو حتى ظهور قصة الرسومات الدنماركية، و كل مظاهر الإسلاموفوبيا!!.
- النقطة الاهم; قضية فلسطين و الضرر الهائل الذي لحق بها بسبب بن لادن و جماعته، و مستوى الوحشية الاسرائيلية قبل و بعد 11 سبتمبر، و بدلا من ان تكون فلسطين قضية وطن محتل أصبحت بيدقا في صراع الديانات !!!, ((قال بن لادن للفسطاط الكافر حسب تقسيمه للعالم، لن تنعموا بالامن ما لم ننعم به فلسطين!!، ماذا حصل؟، نرى الفسطاط الكافر ينعم بالامن و فلسطين غارقة بمزيد و مزيد من الدمار)), كم مسلم قتل بن لادن؟، و كم محارب للإسلام قتل؟!!.
الثورات العربية أسست لحقبة جديدة ومثلت بالنسبة لشعوب المنطقة أملا حقيقيا وجديدا في الخلاص والنهضة والحرية وتحقيق احلام وتطلعات الامة والتحرر من التبعية والتصدي لاعداء الامة العربية، بعد ان خيب الحكام امالهم وكذلك بعد أن خيبت الحركات التكفيرية الجهادية امالهم هي الاخرى، وبالتالي فنحن امام حقبة جديدة سوف تنهي دور القاعدة وأساليب عملها التي اثبتت انها غير مجدية وليست طريقا للتغيير.
أن الثورات العربية غيرت المعادلة فتخلصوا من ورقة ابن لادن وبهذا المعنى فالثورات العربية هي التي ستسقط الأنظمة الطاغية ومن ستسقط القاعدة الباغية ومن ستسقط الصهيونية الغازية وستنهض هذه الأمة فهي الباقية، وفي النهاية.. نعم بن لادن خدم الأمريكان في حياته و مماته بالفعل.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:  alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة