الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 10:01

الأب جبرائيل نداف: قانون رفع سن الزواج لن يحل المشاكل الزوجية

كل العرب
نُشر: 28/05/11 22:35,  حُتلن: 17:54

الاب جبرائيل نداف في مقاله:

على الشاب والشابة ان يعلما ان الزواج ليس لعبة كما انه ليس استئجار دار لفترة من الزمن يبدلها المستأجر عندما يملّ السكن فيها

المؤمن بالله العلي القدير لا يهدف من الزواج الى اشباع رغباته او انجاب الأطفال فحسب بل ان يعيش ملء المحبة مع الطرف الآخر

على الأنسان العاقل ان يحاول اختيار من هو قريب منه في السن والثقافة والبيئة والأخلاق والقومية والدين حتى يحقق سعادة زوجية حقيقية

الأسباب الحقيقية التي تدفع الزواج الى الطلاق هي: انتشار الأباحية الجنسية اليوم والأنحرافات المتعددة والخيانة من قبل الزوج أو من قبل الزوجة

الكنيسة حددت منذ البدء جيلا/ سناً معيناً لا يتغير مع تقدم الزمن ومن خلاله نرى ان الشاب والفتاة قد وصلا الى مرحلة يستطيع كل واحد منهما التمييز واتخاذ القرار

العلاقة الجنسية التي تقوم في/بعد الزواج ليس كما نعرف مجرد التحام بين جسدين لعدة دقائق كما يحدث عند الحيوانات إنما هي علاقة التحام إنساني أولاً يبدأ بالفكر والفهم

الزواج المبكر أو ما يسمى اليوم" بتزويج الأطفال "هو أمر مرفوض بالنسبة للكنيسة التي حددت جيلاً أدنى بالنسبة للشاب والفتاة وهو مشروط كما ذكرنا ومقرون بالنضوج الفكري والجسدي , ونحن في دولة اسرائيل نخضع للقانون المدني وهو لا يتعارض مع الرأي الكنسي الذي حدد عمر الزواج ب(18 سنة) وبالمناسبة معدل الزيجات لدى المسيحيين بشكل عام يتراوح ما بين جيل (23 – 25 سنة ) – يعني لم يتزوج عندنا شخص عمره اقل من 20 سنة الا حالة واحدة نادرة لأن الشعور الذاتي لدى الشخص هو الذي يهيئه لقبول هذا الرباط الزوجي الجدي العظيم فهو إما ان يكون مصدر سعادة وهناء واستقرار للمقبل اليه بوعي ونضوج وإما ان يكون مصدر تعاسة وشقاء وتجربة مرّة قد تؤثر عليه نفسياُ وجسدياً .

الظروف الأجتماعية
وحسب رأيي ليس كل ما يبيحه الشرع هو أمر ملزم للتنفيذ اذا ما تعارض مع الظروف الأجتماعية والحياتية والثقافية حتى وإن كان الشخص قد اكتمل البلوغ وعلى الأنسان العاقل ان يحاول اختيار من هو قريب منه في السن والثقافة والبيئة والأخلاق والقومية والدين حتى يحقق سعادة زوجية حقيقية له ولجميع افراد اسرته . إذاً , المطلوب اولاً : نضوج عقلي وجسماني وهذا اساسي جداً لنجاح أي زواج والا ماذا تتوقع من طفلة عندما تربي او تنجب طفلا وتربيه بصورة سيئة نتيجة لأحباطات الأم او لصغر سنها وعدم ادراكها لجميع الأمور, لذلك حددت الكنيسة منذ البدء جيلا/ سناً معيناً لا يتغير مع تقدم الزمن ومن خلاله نرى ان الشاب والفتاة قد وصلا الى مرحلة يستطيع كل واحد منهما التمييز واتخاذ القرار والأختيار.

 الزواج اصبح مسؤولية كبيرة
ومن هنا نفهم ان الزواج اصبح مسؤولية كبيرة وليس مجرد مغامرة عابرة او صفقة ! فهو من المفروض ان يدوم مدى العمر في السراء والضراء وفي كل ظرف ووضع ثابت أو متغير او متبدل وعلى هذا الأرتباط ان يكون سليما ومتيناً هدفه ان يؤدي الى حياة سعيدة ناجحة ومكرّمة بعيدة عن النكد والحزن والخلاف وما شابه وعليه فالمشكلة الملّحة اليوم اذا اردنا ان نشير اليها بصراحة هي ليست فقط الجيل المناسب للزواج لأننا اتفقنا على جيل يسمح بالزواج وانتهى الموضوع, المشكلة الأكبر هي ممن تزوجوا بجيل متوسط الى متأخر الى حد ما ولم ينجحوا بزواجهم ولا مجال الآن لطرح كافة الأسباب التي تؤدي لذلك فالعملية بحسب رايي لا تتوقف على رقم 17 أو 18 فارق سنه اكثر او اقل؟لأننا اذا قلنا ! ان الجيل الذي حددوه في السابق لا يناسب او يختلف بيولوجياً او فسيولوجياً اليوم فعلى هذا المنوال سنقترح قانوناً كل فترة لتغيير سن الزواج وقد نصل والله اعلم الى اختيار جيل 30 او 40 سنة مناسب للزواج !!

امور روحية ونفسية وصحية 
 في اعتقادنا هي امور روحية ونفسية وصحية وجنسية وتربوية وهذه امور مجتمعة لضمان زواج واحد فالجيل وحده لا يكفي مع انه نقطة البداية ومن الصعب كما تعلمون ان يجد بكل الأحوال الأنسان شريكاً له تجتمع فيه كل الفضائل وكل الصفات الحسنة ومع هذا على الشاب والشابة ان يعلما ان الزواج ليس لعبة كما انه ليس استئجار دار لفترة من الزمن يبدلها المستأجر عندما يملّ السكن فيها لذا من المفضل على الشاب والشابة التعرف على الفوارق التي بينهما وتجاوزها إذا أمكن في فترة الخطوبة وقبل الزواج او تجاوزها بعد الزواج.
لا جدال اذا ان الجيل المناسب للزواج اتفق عليه دينياً ومدنياً ولا مجال, برأيي لتغييره في كل فترة فهذه السنه التي "سنطالب بزيادتها" مثلا لن تحل كافة المشاكل المعلقة ,هناك جيل و فيه يكون الشخص قد بدأ نضوجه العقلي والجسماني وهو يستطيع ان يتزوج . ان الخلافات الزوجية والأسباب الحقيقية للطلاق وفسخ الزواج هي التي تدعو لانعقاد دراسات لكي تبحث في سن قانون جديد لرفع سن الزواج وكأن الجيل مرة أخرى أو الرقم هو سبب المشاكل الوحيد فإذا سمحنا بزيادة عام او 2 هل سيتغير الوضع ؟ هذا هو السؤال الأهم الذي يجب ان نبحث فيه ونحدد اسباب الفشل الزوجي ونعالجه فإن الأبحاث تشير الى الأسباب الحقيقية التي تدفع الزواج الى الطلاق أهمها : انتشار الأباحية الجنسية اليوم والأنحرافات المتعددة والخيانة من قبل الزوج أو من قبل الزوجة

- لجوء الرجل الى اسلوب العنف والقسوة نتيجة ضغوطات نفسية وعصبية والتقصير في واجباتهم العاطفية والمادية مع نسائهم واستعمال القوة والشدة مع الأولاد .

- الأدمان على الكحول والمخدرات والقمار.

- الزواج المبكر الخاطف الذي لا يقوم على النضج العاطفي والعقلي والمادي المطلوب لهذه العلاقة التي يرتكز استمرارها اولا واخرا على مدى تحلي الأزواج بالوعي والمسؤولية الصحيحة وبالأستقلال الفكري والمادي .
هنالك فرق شاسع بين ان يتزوج الأنسان امرأة بدافع من رغباته الجسدية وبين ان يتزوج انسان مؤمن امراة مؤمنة فالمؤمن بالله العلي القدير لا يهدف من الزواج الى اشباع رغباته او انجاب الأطفال فحسب بل ان يعيش ملء المحبة مع الطرف الآخر , هذه المحبة التي ارادها الله ان تكون اساس علاقتنا الزوجية فالزواج اذن شركة محبة مقدسة لأن مصدرها الله والمسيح حاضر فيها دائماً .

العلاقة الجنسية بعد الزواج
أما الأنسان العادي الذي لا يرى في هذه الحياة سوى اهوائه فإنه يتزوج ويطلّق ويتزوج ثانية ويطلّق . إن العلاقة الجنسية التي تقوم في/بعد الزواج ليس كما نعرف مجرد التحام بين جسدين لعدة دقائق كما يحدث عند الحيوانات , إنما هي علاقة التحام إنساني أولاً يبدأ بالفكر والفهم المتبادل وينتهي في إنجاب المثل العليا في المجتمع وإن غياب الحب عن هذه العلاقة يكون مجرد عمل بيولوجي . وفي الختام أقول اننا بحاجة لتربية جيل مؤمن بالله يسير بموجب وصاياه ويعمل بها , القائمة على محبة الآخر وتقبله الى غيرها من الخيوط التي تشد بناء كيان العائلة المتماسك وتبني مجتمعاً سعيداً الى مدى الأيام .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة