البطريرك ميشيل صباح:

سنخرج من صلاتنا ونعود إلى تعاملنا مع ظروفنا وحرماننا حريتنا

كم من الكذب يحيط بهم هم الأقوياء، يقنعون أنفسهم أنهم أولياء على غيرهم، وأنهم يسيرون في الصلاح وهم يثيرون الشرور كلما خطوا خطوة في ما يخططون له

على ضوء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة أقام مركز السبيل المسكوني مساء اليوم خدمة صلاة مسكونية في كنيسة الدومنيكان- القدس، من أجل رفع صوت الحق والعدل وإحلال السلام وإزالة القيود.

غبطة البطريرك ميشيل صباح- صورة من أرشيف موقع العرب

شارك في خدمة الصلاة العديد من رؤساء الكنائس، وأعضاء ائتلاف المؤسسات المقدسية وشخصيات مسيحية وإسلامية. استهلت خدمة الصلاة بدعاء لأجل السلام العادل وترتيلة "يا رب السلام".

 إعلان الدولة الفلسطينية
 قدم البطريرك ميشيل صباح كلمة في هذه المناسبة وفيما يلي بعض المقتطفات من كلمته: " جئنا في هذا المساء لنصلي. لنقف في حضرته تعالى. المناسبة؟ الصلاة لا تحتاج إلى مناسبة. كل لحظات حياتنا لحظاتُ نعمةٍ ومن ثم لحظاتُ صلاة. في كل لحظة من حياتنا الخاصة، ومن تاريخنا القومي، كما في تاريخ كل الشعوب، الله حاضر، وصلاتنا هي أن نراه يرعانا ويصنع تاريخنا ويدعونا إلى أن نصنعه معه... كل حياتنا صلاة، نعم. وفي هذا المساء هي توقُّفٌ عند لحظة خاصة، وعند مناسبة سياسية، هي طلب إعلان الدولة الفلسطينية. أي طلب إخراج الشعب الفلسطيني من لا شيء، أو شيء مضاف في أرضه، ليُعترَف به شعبا قائما، بحقوقه الإنسانية، للاعتراف به إنسانا مثل كل إنسان وشعبا مثل كل الشعوب... وفيما الناس يتناقشون، فيما كبار هذا العالم والأقوياء فيه، يتناقشون كيف يعترفون بالإنسان الفلسطيني، أهو دولة أم هو مجموعة أناس واقعة تحت الاحتلال، نحن نصلي. لله نقول: اللهم لا تُفقِدْنا إيماننا بك، وبالكرامة التي منحتنا إياها. في نظر الناس، نحن قضية للنقاش، وأمامك نحن صلاة. وأمام أنفسنا، نحن أكثر من دولة نحن إنسان منحتنا أنت كرامتنا، فلا نستجديها من أحد سواك... إن صلاة المزمور الذي صليناه معا بعد القراءة الأولى هي أيضا صلاتنا في هذه الأيام: " في ضيقي صَرَخْتُ إلى الرّبِّ"، نعم نحن في ضيق. حياتنا أصبحت لا تطاق. ويقول: "مِنْ شِفاهِ الكاذِبـينَ يا ربُّ، ومِنْ ألسِنَةِ الماكِرينَ نَجِّني".

زتابع: "من شفاه الكاذبين، كم من الكذب يحيط بنا، وبصورتنا، وبحقنا، وإنسانيتنا... فيحول دون وصولنا ووصولهم إلى السلام. كم من الكذب يحيط بهم هم الأقوياء، يقنعون أنفسهم أنهم أولياء على غيرهم، وأنهم يسيرون في الصلاح وهم يثيرون الشرور كلما خطوا خطوة في ما يخططون له. ونتابع صلاتنا ونصرخ إلى الله: طالَت عليَّ السُّكْنى معَ الّذينَ يُبغِضُونَ السَّلامَ. مع الذين يقولون سلام، ويصنعون الحرب". وختم البطريرك رسالته بهذه الكلمات: " هذا ما نقدمه لبناء الدولة. روح الحق الذي لا يقدر العالم أن يقبله. أيها الإخوة، صلينا واستمعنا إلى كلمة الله. سنخرج من صلاتنا ونعود إلى تعاملنا مع ظروفنا وحرماننا حريتنا. سنعمل كما يعمل كل الناس، ولكن سنعمل أيضا بما منحنا الله أن نعرف وأن نؤمن به. نسأله تعالى أن يلهمنا جميعا طرقه، أن يرسل روحه ليهدينا حتى نكون أهلا لأرضنا التي يسكنها مجد الله. آمين. كما رُفعت الصلوات والطلبات من اجل القدس. وفي نهاية الخدمة أضيئت الشموع ورتل السيد تيدي عبدالله بصوته العذب ترتيله القديس مار فرنسيس " يا رب استعملني لسلامك" ورافقه في العزف على الأرغن السيد يعقوب غزاوي".