قال نزار قباني: في حارتنا ديكٌ........
وأنا أقول: في حارتنا فيلٌ مُمتلئ ٌمغرورْ
يقبعُ تحت الشجر الأحمقِ فوق السورْ
يسدي فينا يقهرُ فينا يُمرمرُ فينا وهو من وضَعَ الدُستورْ .

في حارتنا ثمّةَ فيلُ عدوانيٌّ شرّانِيٌّ نازيُّ الأعمالْ
أخذ السُلطةَ بالتزويرِ وبالتخويفْ
ألغى وِدًّ ألغى قُرباً ألقى البؤسَ على الأخيارْ

في حارتنا ثَمّةَ فيلٌ من أصلٍ عَجَمي
يُديرُ إحدى الميلشيات
يلبس في رمضانَ لباس الحَجِّ
وفي الأعيادِ لباسَ الفزّاعات
يخطُبُ فينا يَعِظُ فينا فيزرع فينا الكُفرَ على الإيمانْ .

حينَ يكون الفيل بعُرْسِ الحارةِ..
يمشي زَهواً كالمختارِ
يجلس ملكاً كالفاروقِ
تخْرجُ كلُّ صِغارِ الفيلة كي تلقاهُ بالترحابِ وبالتهليلْ..
يا سيّدنا الفيل يا مولانا الفيل
يا ضَرَّابَ السُخُنِ ويا حزبَ الشيطانْ
أنتَ زعيمُ جَلاميدِ الجُدران
هل أنتَ بحاجة إلى مَسألةٍ
هل أنت بحاجة إلى مأدَبةٍ
هل أنت بحاجة إلى تَجليسٍ أو تَمليسْ؟

في عزبتنا ثَمّةَ فيلٌ مُنتفخٌ مسعورْ
كان يخالف رأيَ أبيهِ
كان يَعُضُّ لحمَ أخيهِ
مُقتنعٌ في الرأيِ المغلوطْْ

هذا الفيلُ كلُ مواهِبِه أن يرفعَ نار الجهلِ على الأصحابْ
كان إعتاد القتلَ سِلاحْ
كان إعتاد الغدرَ فلاَحْ
ألغى ديناً ألغى عيداً أشعلَ نارَ الحربِ على الجيرانْ

كيفَ سيأتي الحُب إلينا ؟
كيف سينمو الخير لدينا ؟
هذا غابٌ لا يحكُمهُ كتاب الله
ولكن تحكمه الأشرارُ من الفيَلةْ .

في حارتنا يذهب فيلٌ يأتي فيلٌ والمطلوبُ, هو الإحسانْ
يُظلمُ عَدلٌ إنسانيٌّ
يُنصَرُ فكرٌ شَيطانيٌّ
سقط العدلُ عن الميزانْ

حينَ الليثُ سمِع القصّةَ..
أصدرَ أمراً للأشبالِ بصيدِ الفيلْ
كان يزأرُ بصوتِ عالٍ
كيف تجرّأَ فيلٌ من أبناءِ الغابةِ بنزعِ الرابةَ منِّي؟!!
كيف تجرّأَ هذا الفيل؟
أُريدُ للقصّةِ تحلِيلْ .

المغار اكتوبر 2011

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.i