الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 10:02

الشوك الناعم لطلاب ابن سينا وإعدادية السلام

إبراهيم أبو عطا-
نُشر: 20/11/11 10:35,  حُتلن: 22:18

الشوك الناعم تعالج موضوع الإدمان على المخدرات والكحول وتأثير ذلك على صحة الإنسان العامة وعلى أدائه الاجتماعي والعائلي

مها زحالقة مصالحة:

المسرحية هي خطوة رادعة ووقائية وليست علاجية وعلى الطلاب الإصغاء لكل المشاهد الهامة بُغية استقبال الرسائل الاجتماعية والقيم الهامة التي تدعو إلى نبذ عالم المخدرات واتخاذ الحيطة والحذر

تحت رعاية مجلس كفر قرع المحلي ومبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية وقسم مكافحة العنف في المجلس المحلي، تم عرض مسرحية "الشوك الناعم" الهادفة والتثقيفية من الدرجة الأولى لجمهور طلاب الثوامن في المدرسة الإعدادية ابن سينا وطلاب الثوامن والتواسع في مدرسة السلام الإعدادية، وتأتي هذه الخطوة ضمن المساعي والخطط التربوية التي يقوم بها المجلس المحلي بقسميه أعلاه لكشف طلابنا للعواقب الوخيمة التي ينزلق إليها كل من يدخل جهنم المخدرات والانعكاسات الاجتماعية والأخلاقية والصحية والاقتصادية واللا انسانية التي تُحول حياته وحياة محبيه وأبناء أسرته إلى دوامة من الحزن والبؤس التي يمكن لها لن تنتهي بالموت.

كانت في استقبال الطلاب مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية التي افتتحت العرض المسرحي بكلمة ترحيبية وجهتها لأسرة المربيات الفاضلات والمربين الأفاضل، كما وحيت مديرة مدرسة ابن سينا نوال عليمي كناعنة على حضورها المسرحية مع الطلاب، كما وحيت بكر زيد نائب مدير مدرسة السلام الإعدادية على مشاركته المسرحية لطلاب مدرسته، وأكدت في تحيتها على ضرورة الإصغاء للمسرحية وكل المشاهد الهامة التي بها من قبل الطلاب من اجل استقبال الرسائل الاجتماعية والقيم الهامة التي تدعو إلى نبذ عالم المخدرات واتخاذ الحيطة والحذر كيلا يقع الطلاب في مصيدة هذا العالم الذي يبدو ورديا في بدايته لمن يجهل عواقبه وينتهي بشرب العلقم وكأس التعاسة على حد تعبيرها كما جاء في كلمتها.

الوجع البشري في مجتمعنا
كما دعت طلاب المدرستين إلى التركيز في بعض المفارقات في المسرحية مثل مشاعر السخرية المرة على طريقة المضحك المبكي في الآن ذاته بالإضافة إلى محاولة استبطان الشخصيات من اجل إبراز عمقها الداخلي النفساني، الذي يكشف عن الألم ألممض في مثل هذه الحالات التي تختصر الكثير من أوضاع الوجع البشري في مجتمعنا والمجتمعات كافة جراء هذه الآفة الصحية والاجتماعية الخطيرة.

هذا ووجهت تحية حارة لمسرح الكرمة على الاختيار الهادف لمضمون المسرحية التي نحن بأمس الحاجة لمناقشتها مع أولادنا وطلابنا في جيل المراهقة ومرحلة ما قبل المراهقة، كما وأوصت الطلاب بعدم الاستهتار بما يرون من العواقب لأن المسرحية لم تأت لتعالج ظواهر الإدمان، إنما هي خطوة واقية ورادعة للطلاب كي لا يطرقوا باب عالم الإدمان. ووجهت تحية كبيرة لأسرة الممثلين استهلتها بتحية للفنان خالد عواد الذي يجسد دور الأخ والضمير الصاحي في المسرحية والفنان أسامة مصري الذي يجسد دور الشرير حنكز وهو شيطان ورسول المخدرات، بالإضافة إلى ضحية المخدرات الفنان المبدع خالد مطر في دور رضا، كما وحيت الفنانة لبنى بقاعي التي أدت دور الزوجة التي تتعذب وتألقت في ذلك مجسدة آلام زوجات المدمنين وهي ظاهرة صارخة في المجتمع وآخذة في التفاقم للأسف. كما وحيت الفنانة ميساء خميس عموري التي أدت دور الأم التي تحاول إنقاذ ابنها الذي وصل أسفل الدرك وبدافع الحب والحرص على حياته وهي ولقلة إيمانها تلجأ لعالم الشعوذة والسحر وأبدعت خميس عموري أيضا في تجسيد هذه الفئة الجاهلة وقليلة الإيمان في مجتمعنا.

القيم والرسائل الاجتماعية
استمتع طلاب المدرستين بمشاهدة المسرحية لمدة ساعة من الوقت ورافقوا ذلك بالإصغاء التام والتلهف للمشاهد المتنوعة التي وظفت الفكاهة لترسيخ المضمون، تجدر الإشارة إلى أن المسرحية عرضت مرتين لفوجين من الطلاب. واختتم العرض بكلمة شكر من الفنان خالد عواد لجمهور طلاب مدرسة ابن سينا ومدرسة السلام الإعداديتين ومها زحالقة مصالحة على تنظيم هذه العروض الهادفة للطلاب. من جهتها نوهت مديرة قسم الثقافة بنهاية عرض المسرحية بضرورة إجراء النقاشات بين صفوف الطلاب في المدرستين بالتعاون مع الطواقم الاستشارية بُغية تذويت النسبة الكبرى من القيم والرسائل الاجتماعية موضوع المسرحية وتأملت بأن يعود الطلاب إلى بيوتهم وفي جعبتهم رسالة إنسانية هامة.

مضمون وهدف عرض المسرحية
الشوك الناعم تعالج موضوع الإدمان على المخدرات والكحول وتأثير ذلك على صحة الإنسان العامة وعلى أدائه الاجتماعي والعائلي. ويقف في مركز أحداث المسرحية شخص مر بمرحلة الفطام من المخدرات ويحظى بدعم كامل من أفراد أسرته، لكن عملية عودته إلى الحياة الطبيعية واندماجه مع المجتمع والبيئة تعترضها عقبات كثيرة ناجمة عن مخلفات المرحلة السابقة. أسلوب كتابة المسرحية يراوح بين ما يحصل في الفترة اللاحقة للفطام على مشاكلها وصعوباتها العديدة لكن خلال ذلك تعود بنا الأحداث والحوار أيضا إلى ما كان. وهكذا مع توالي المشاهد المختلفة ينكشف المتلقي أمام رحلة العذاب التي يتعرض لها المدمن على المخدرات والتي لا تقفز في الوقت نفسه عن أبناء أسرته جميعا.
برزت في المسرحية التي شاهدها الطلاب النقاط الآتية:
- فترة الإدمان والتي يتحول فيها المدمن إلى مخلوق عجيب غريب، عدواني، محتال، لا يتورع عن الاعتداء على كل من يحيط به وسرقة ممتلكاتهم.
- فترة ما بعد الفطام، حيث يمر المدمن في فترة حساب لمسيرة مع الذات، كما انه يكون عرضة لعذابات نفسية تؤدي به إلى العزلة عن كل ما يحيط به، يتملكه شعور قوي بأن المجتمع لن يغفر له فعلته البائسة.
- مستوى الضرر النفساني، الاجتماعي، الصحي، الذي يلحق بالمدمن على المخدرات ويترك آثار تدميريه ما بعد مرحلة الفطام أيضا.
- مستوى سلوك أفراد العائلة وتأثير هذا السلوك، سواء في فترة الإدمان أو في فترة الفطام وما بعدها.
روفقت المسرحية بمختارات موسيقية من زياد الرحباني واميمة خليل مما زاد من روعتها. 

مقالات متعلقة