الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 25 / مايو 05:01

الكسل لا يطعم العسل قصة حلوة للاطفال

كل العرب
نُشر: 01/05/12 19:51,  حُتلن: 08:13

كان الجميع يعيش في قرية صغيرة هادئة بعيدة عن ضوضاء المدينة الصاخبة. كل شخص يعمل بجد ونشاط وكأنهم أسرة واحدة. هذا يقلم الأشجار، هذا يقطف الثمار وآخر يحفر الأرض ليخرج الماء.


صورة توضيحية. تصوير: Thinkstock

وكانت أم عدنان تطبخ الطعام لتقدمه لهم، بمساعدة نساء القرية. وفي نهاية الموسم كانوا يقتسمون ما كسبوه من رزق حلال فيما بينهم. كان هناك شاب كسول يُدعى مصطفى، يدّعي المرض دائماً، يحمل العصا في يده كي يتوكأ عليها وكأنه عجوز طاعن في السن.حتى ملابسه كانت دائماً متسخة ومرقّعة بعدة رقعات، لأنه لا يملك المال لشراء ملابس جديدة. وكان يأكل مما يأكل شباب القرية من طعام أم عدنان، ويستلقي على الأرض تحت ظل الشجرة، ينظر إلى الشباب وهم يعملون ويجدون ثم يغطّ في نوم عميق، حتى يأتي الطعام، فيوقظه بعض الشباب، ليقوم معهم عندما يأكلون.

تضايق الشباب من تصرف مصطفى وقرروا أن يلقنوه درساً لن ينساه أبداً. إتفق الشباب مع أم عدنان أن تضع الطعام خلف المنزل بعيداً عن مصطفى، حتى لا يشعر مصطفى بقدوم الطعام فيستيقظ. إنتهى الشباب من تناول الطعام، وإستلقوا قليلاً ليرتاحوا ومن ثم يعاودوا نشاطهم من جديد. إستيقظ مصطفى عند المغيب، ونظر من حوله فرأى الشباب يعملون بجد ونشاط.شعر مصطفى بالجوع يقرص معدته، إقترب من أم عدنان وهو يتوكأ على عصاه، وسألها عن الطعام. تبسمت أم عدنان وقالت: لقد أكلنا وشبعنا يا مصطفى، وأنت تغطّ في النوم العميق، ولم يبقَ لدي طعام.

غضب مصطفى ولكنه لم يستطع أن يقول شيئاً، لأن شباب القرية كثيراً ما حدثوه عن قيمة العمل وأن قيمة الإنسان بالعمل وليس بالراحة والإسترخاء. عاد مصطفى إلى مكانه وإستلقى مرة أخرى، ولكنه لم يستطع النوم، من شدة جوعه. بقي مصطفى هكذا حتى نام والجوع يقرصه قرصاً شديداً.

في اليوم الثاني عاد مصطفى مرة أخرى وإستلقى تحت ظل الشجرة ونام، وقد أوصى أم عدنان أن توقظه عندما يحين وقت الطعام. أيضاً هذه المرة تناول الشباب الطعام خلف المنزل ولم يوقظوا مصطفى. إستيقظ مصطفى وتلفّت حوله فلم يجد أحداً. أخذ العصى وتوكأ عليها، وبدأ يبحث عن شباب القرية هنا وهناك، حتى وصل إليهم فوجدهم قد انتهوا من طعامهم، وكل واحد منهم قد إستلقى ليرتاح قليلاً. غضب مصطفى وجاء إلى أم عدنان وطلب منها الطعام، فقالت له: الطعام فقط لمن يشتغل ويتعب، وليس لمن ينام ويرتاح تحت ظل الشجرة. أمسك مصطفى معدته وأخذ يصيح من الألم، ولكن دون جدوى، فالطعام قد نفد.

في اليوم الثالث، جاء مصطفى مبكراً، ولم يحمل عصاه، وشمّر عن ساعديه، وأخذ يعمل بجد واجتهاد. نظر شباب القرية إلى مصطفى، وفرحوا به فرحاً كبيراً. وعند الظهيرة إقتربت أم عدنان من مصطفى وقالت له: هيا يا مصطفى إلى الطعام، فأنت تعبت اليوم كثيراً، وتحتاج إلى الطعام يا عزيزي.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة