الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 12:02

ضعف الإنسان /بقلم: ميساء نائل اغبارية

كل العرب
نُشر: 04/09/12 11:48,  حُتلن: 14:05

كل منا يعيش حياته كما تحلو له الظروف، منا من يصل الى ذروة حياته ويرى العقبات وكأنها شيئاً عادياً ولا يبالي, والآخر يراها مصيبة ولا يحرك ساكناً من صدمته. سيخطى لكم قلمـي حكاية رأيتها في عيناي ولربما عشت أحاسيسها ذات يوم. كان هنالك شخصاً في الحياة ابتدأ حياته كأي أنساناً آخر يعيش اليوم وينتظر التالي بين أصدقائه,وعائلته,ودراسته في المرحلة الثانوية,تارةً تراه يحث على تحقيق أحلامه,وتارةً اخرى تراه يتدهور في حاله,كان في حينها هنالك فتـاة تسمى بنظره "حبيبته"لكن ليست حبيبه الا من طرفاً واحد,طرفه هو,وفي الجانب المقابل كان هنالك صديقاً بكل معنـى من الكلمة,يفهمه دون ان يتكلم,يشعر به من نبرة صوته,لكن لا شيء يدوم .. دقت ساعة الرحيل دون سابق انذار,سافرت من كانت تدعى "حبيبته" الى أحضان رجلاً غيره,ولم تشعر دقيقةً بـ حبه الصامت هذا,وهنا كانت أول خيبةً يعيشها قلبه كاهتزاز الصاعقة وقعت عليه حينها.

مضت السنوات وأعتاد على هذه الخيبة حتى جاء موعد الخيبة الثانية ,خيبة صديقه المقرب له,قرر الرحيل هو الآخر دون سبب,لماذا؟كيف؟الى متى؟لا اجابة هنا. حاول مراراً وتكراراً إرجاع أي شيء مما مضى وتغليف جروحه لكن دون جدوى وكانت هذه الضربة الثانية في قلبه التي اسقطته ضائعاً ,ضعيفاً في طيات الحياة. بدأ العيش كـ أشباه إنسان تماماً,لم يعد يبالي لأحلامه,ولعائلته , كالشخـص الوحيد ,لا يهتم لشيء ولا يجري نحو شيء,بات فقط يبحث عن نفسه في أكوام الحياة.

لربما هنا سأجد نفسي ... لا .. لا لربما هناك مع تلك الفتاة الجميلة,او حتى مع ذاك الصديق الوفي لكن ما من حيلة لهذا الشاب سوى الضياع. ذات ليلة شعر بأنه حقاً يحتاج لشيئاً ما ,لـ شخصاً يستطيع سماعه,لحبيبةً تشعر بنبضات قلبه الضعيفة من أهواء القدر.
بات يتلاعب به القدر تارةً هنا وأخرى هناك,اخرين كثر أبحرت بهم الحياة الى الأخطاء الفادحة وتدمير النفس بكل ما هو سيء بسبب ضياع أرسلهم الى اشخاص سيئين ,لكن لحسن حظه وكأن الله سيلطف به فقد رسيت سفينته على ميناء لشخصاً أصبح صديقه الآن,كان في كل ليلة يأتي اليه يضع حمولته من الهموم ويذهب الى اليوم التالي ,يكلمه عما خذله,عن قهره من الحياة,عن خيباته ... كان يشعر صديقه هذا بحجم خيباته وضياعه,يصغي اليه بكل محبة ورحابة صدر. لجمال الصدفة أوصله ضعفه وضياعه الى أبواب إنسان نشله من خيباته الى نور الحياة.

فهل يا ترى كل ضعيفا في الحياة نهايته أنساناً كهذا يساعده في مصائبه ويعيده الى الحياة.أم القدر كان لصالحه هذه المرة وعوضه عما مضى؟ام انها نزوةً من وراءها خيبة جديد وضياع كبير؟؟

اسئلة كثيرة ترك لنا ضعف الأنسان.

مصمص

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع علي العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة