الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 15:01

انقسام الجواكر الانتخابية أفضل من وحدة النفاق والمجاملات/ بقلم: يوسف شداد

كل العرب
نُشر: 07/12/12 12:04,  حُتلن: 16:25

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

لماذا لم تأخذ الاحزاب العربية بالحسبان العقاب الجماعي الذي قد يفرضه الشارع نتيجة عدم تحقيق الوحدة؟

قرار الاحزاب العربية بعدم الاستجابة الى مطلب الجماهير العربية لمواجهة مد اليمين هو اشبه بمن قفز في الظلام

كفى لإخفاء حقيقة أن الأحزاب العربية لا تريد الوحدة ولا تريد حتى الشراكة على الرغم من تلاقي الأهداف

صوت الوحدة خفت وسط ضوضاء النواب وحربهم الاعلامية للحفاظ أولا على موقعهم في القائمة وثانيا على المصوتين لهم ونشطائهم

الوحدة كانت حديثا لا سقف له ولا قاع ومجرد كلمات ينطقها هذا النائب وذاك للتجمل في عيون الشارع العربي في البلاد ليس أكثر

لست خائب الأمل من فشل وحدة الاحزاب العربية لسبب واحد بسيط وهو أن الوحدة لو نجحت لكانت ستكون وحدة النفاق والمجاملات

ما دامت الوحدة كلاما في الهواء ستبقى هذه التساؤلات مبهمة الاجابة ما دمنا نفتقد لنموذج مطبق للوحدة تستخلص منه كل العبر السياسية الممكنة

كان كافيا ما قرأته خلال الشهر الأخير من بيانات وتصريحات عديدة منها المبطنة ومنها الصريحة الواضحة ومنها المعسولة ومعلولة التطبيق لكي أصل الى هذا الاستنتاج

دعكم من السؤال المشكك في كمية الاصوات والمقاعد التي كنتم ستحصدونها في حال تمت الوحدة ودعكم من طلبكم لضمانات بأن الوحدة ستحقق أوسع تمثيل في البرلمان

أمام هذه الحقائق وازاء اللامبالاة التي يبديها الشارع العربي في البلاد من انتخابات الكنيست لا عتب على الناخب العربي المقاطع ما دام العتب مرفوعا عن النواب العرب الذين اختلفوا على أصغر الامور ومنهم من شوه فعلا صورة العمل البرلماني

لقد فوتت الأحزاب العربية باعتقادي فرصة تاريخية للوحدة تلبية لمطلب الشارع بسبب نوابها الذين نصّبوا أنفسهم "جواكر" انتخابية واخشى ما اخشاه أن يكون الثمن باهظا متمثلا بمقاطعة غير مسبوقة تسقط حقنا الديمقراطي بتمثيل في الكنيست

لم أكن مرة من دعاة اسقاط الأحزاب العربية أو تقليص تمثيلها في الكنيست الاسرائيلي ، وبالنسبة لي وللكثيرين من أبناء مجتمعنا العربي فإن ضمان أوسع تمثيل في البرلمان هو هدف راق تتقن الشعوب الديمقراطية الوصول اليه، مستغلة الفكر الايديولوجي الذي يميزها، لتحقيق مكاسب شعبية والتأثير على مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية.

وحدة وهمية
ربما لو أنني لم اكن في موقعي لما كنت سأكتب هذه الكلمات في هذا اليوم، ولكن ما قرأته من بيانات وتصريحات وردود وكلام من قبل قادة الأحزاب العربية والمتنفذين فيها خلال المساعي لتركيب القوائم ومحاولات انجاح مشروع الوحدة، دفعني الى طرح موقفي مما شهدته الساحة الصحفية والسياسية من تراشق تهم بين النواب، وحديث لا سقف له ولا قاع عن وحدة وهمية كانت مجرد كلمات ينطقها هذا النائب وذاك للتجمل في عيون الشارع العربي في البلاد ليس أكثر.

النفاق والمجاملات
أنا لست خائب الأمل من فشل وحدة الاحزاب العربية، لسبب واحد بسيط وهو أن الوحدة لو نجحت لكانت ستكون وحدة النفاق والمجاملات، وكان كافيا ما قرأته خلال الشهر الأخير من بيانات وتصريحات عديدة منها المبطنة ومنها الصريحة الواضحة ومنها المعسولة ومعلولة التطبيق لكي أصل الى هذا الاستنتاج. ولذلك أقبل الانقسام على وحدة النفاق والتلون.

الأحزاب العربية لا تريد الوحدة
كفى لإخفاء حقيقة أن الأحزاب العربية لا تريد الوحدة ولا تريد حتى الشراكة على الرغم من تلاقي الأهداف. لقد افتقدت خلال فترة تحضير القوائم الانتخابية قبل تسليمها في الشهر الأخير، الى النقاش والطرح الذي يدفع باتجاه تقريب الشارع من النواب العرب وأحزابهم على ضوء نسبة المقاطعين للانتخابات والتي بلغت 47% في عام 2009، ولكن هذا الصوت خفت واختفى وسط ضوضاء النواب وحربهم الاعلامية للحفاظ أولا على موقعهم في القائمة وثانيا على المصوتين لهم. لماذا لم تأخذ الاحزاب العربية بالحسبان العقاب الجماعي الذي قد يفرضه الشارع نتيجة عدم تحقيق الوحدة؟. من الواضح أن طرق الأحزاب العربية لا تلتقي، فحتى الشراكة والتي كانت يجب أن تكون بديلة للوحدة التي فشلت لم تنجح؟.
أخشى أن تكون الأحزاب العربية كمن قفز في الظلام بعد أن دخلت المعركة الانتخابية مع كثير من علامات الاستفهام، بدءا من تركيبة القوائم التي لم تتغير في أماكنها المضمونة على مستوى المرشحين في الوقت الذي نادت فيه أصوات مطالبة بالتغيير وضخ الدماء الجديدة، وانتهاء بسقوط مشروع الوحدة الذي زاد من قناعة الشارع أن قيادتنا منقسمة ومتصارعة مع بعضها، في توقيت دعا خلاله الشارع الى مواجهة مد اليمين في اسرائيل بوحدة الأحزاب والصوت والرؤيا الوحدوية لمستقبل جماهيرنا العربية. وأمام هذه الحقائق وازاء اللامبالاة التي يبديها الشارع العربي في البلاد من انتخابات الكنيست، لا عتب على الناخب العربي المقاطع ما دام العتب مرفوعا عن النواب العرب الذين اختلفوا على أصغر الامور، ومنهم من شوه فعلا صورة العمل البرلماني.

تقسيم الكعكة الانتخابية
على النواب العرب أن يعلموا جيدا أنه بإجهاضهم لمشروع الوحدة والتي كانت مطلبا واضحا من قبل جماهيرنا العربية، قرروا وفق حساباتهم وجداولهم تقسيم الكعكة الانتخابية بينهم فقط وحرمان المواطن منها، ودعكم من السؤال المشكك في كمية الاصوات والمقاعد التي كنتم ستحصدونها في حال تمت الوحدة، ودعكم من طلبكم لضمانات بأن الوحدة ستحقق أوسع تمثيل في البرلمان، فما دامت الوحدة كلاما في الهواء ستبقى هذه التساؤلات مبهمة الاجابة، ما دمنا نفتقد لنموذج مطبق للوحدة تستخلص منه كل العبر السياسية الممكنة.
لقد فوتت الأحزاب العربية باعتقادي فرصة تاريخية للوحدة تلبية لمطلب الشارع بسبب نوابها الذين نصّبوا أنفسهم "جواكر" انتخابية، واخشى ما اخشاه أن يكون الثمن باهظا متمثلا بمقاطعة غير مسبوقة تسقط حقنا الديمقراطي بتمثيل في الكنيست.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة