الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 22:02

سطّر يا قلم لماذا نكتب؟!/ بقلم: عفيف شليوط

كل العرب
نُشر: 16/02/13 09:40,  حُتلن: 07:46

عفيف شليوط في مقاله:

جميعاً نتوق لأن نشعر بأن لما نكتبه وقع خاص على المتلقي فما قيمة الكلمات التي نكتبها إن لم يقرأها أحد؟

الكتابة صوتٌ مُزمنٌ مستفزٌّ لا يمكن إخراسه ويرفض أن يموت في الهواء بل يبقى هذا الصوت ويعيش لفترات طويلة لتصل الى آلاف السنين

نكتب لنتنفس الصعداء تلبيةً لضمائرنا وترجمة لمشاعرنا نكتب لنؤثّر ونتأثّر لنُعبّر بآرائنا لنشكو لنتثقف ونُثقّف مجتمعنا

في هذه الأيام أنا في حالة ترقب وانتظار لصدور كتاب جديد لي لا يزال تحت دواليب المطبعة . رغم كونه ليس الكتاب الأول لي بل الكتاب العاشر الذي يصدر لي ، إلا أن لهذا الكتاب وقع خاص ، فهو نص لمسرحية قصيرة كتبتها في بداية مسيرتي الأدبية ، ويشمل الكتاب مقدمة تحليل وبحث لهذا النص كتبها الأديب والمربي اسكندر عمل، وسيصدر الكتاب عن دار نشر "كل شيء" لصاحبها الناشر صالح عباسي. هذا الترقب لذلك الكتاب هو لخصوصيته ، فهذا الكتاب يحوي نصاً مسرحياً تم إدراجه مؤخراً في المنهاج الجديد لمدارسنا الثانوية في الوسط العربي، وهذا الكتاب موجه بالأساس لطلاب المدارس الثانوية ليكون لهم المساعد والموجه في امتحانات البجروت.

الكاتب ليس وحيداً
إن أهمية الموضوع بالنسبة لي ولكل كاتب، أن يتم الاعتراف بأدبه من قبل مؤسسة رسمية أو شعبية لها مرجعياتها ونظامها الخاص، هذا الأمر يعني أن الكاتب ليس وحيداً ، وأنه لا يقف في الوادي وحيداً ، ليصرخ ويصرخ فلا يسمع سوى صدى صوته. هنالك من يسمعه ، هنالك من يقدر ما يكتب ، بغض النظر من هو الذي يسمعه ، لأننا جميعاً نتوق لأن نشعر بأن لما نكتبه وقع خاص على المتلقي ، فما قيمة الكلمات التي نكتبها إن لم يقرأها أحد ، تبقى مجرّد حروف بلا حياة ، الى أن يأتي القارىء فيحييها من جديد.

الكتابة لا تموت
فالكتابة صوتٌ مُزمنٌ، مستفزٌّ لا يمكن إخراسه، ويرفض أن يموت في الهواء، بل يبقى هذا الصوت ويعيش لفترات طويلة لتصل الى آلاف السنين، فمسرحيات الكاتب المسرحي الإغريقي سوفوكليس على سبيل المثال كتب مسرحياته قبل حوالي ألفين وخمسمئة سنة ، ولا تزال مسرحياته تتحدث إلينا حتى اليوم ، فصرخة أنتيجوني لا تزال تطارد الضمائر وتواجه بجرأة قوى الظلم والاضطهاد ، وهروب أوديب من مكان لآخر ليمنع تحقيق النبوءة ، ما كان إلا ليسرع عملية تحقيقها.
نحن نكتب لنشعر بالراحة، نهرب من عذاباتنا بواسطة الكتابة ، معتقدين بأن صدر الورق أكثر اتّساعًا من الناس المنشغلين عن سماعنا بأعمالهم ومشاغلهم اليومية، وفي أغلب الأحيان، نريد أن نكتب لنتنفس الصعداء ، تلبيةً لضمائرنا وترجمة لمشاعرنا . نكتب لنؤثّر ونتأثّر، لنُعبّر بآرائنا، لنشكو، لنتثقف ونُثقّف مجتمعنا.. باختصار: نكتب لنقرأ، ولهذا سرني أنه هنالك طلاب يقبلون على دراسة ما أكتب ، ومعلمون يجتهدون في تحليل كتاباتي، إذاً ما أكتبه يؤثر على الآخرين ويعبر عن طموحاتهم وأحلامهم وآلامهم وآمالهم.

قيمة الكتابة
وهنا أود أن أوجه كلمة خاصة الى قراء زاويتي "سطّر يا قلم" في الصحف الذين يتابعون كتاباتي ويترقبون ما أكتب ، فيسألوني ويناقشوني ويقترحون المواضيع لمعالجتها في الأسابيع القادمة ، وهنالك من يقترح عنواناً لمقال. الى هؤلاء أوّد أن أوجه كلمة شكر خاص لأنهم جعلوني أشعر بقيمة ما أكتب ، وكانوا الداعم والمساند للإستمرار في الكتابة ، لأن للكتابة أصبح لها معنى، أصبح لها وقع خاص، رسالة . فأنا أكتب لأنني أحقق ذاتي من خلال الكتابة، ولأنني أحمل شيئاً ما أحب أن يصل للناس، ودائماً يرهقني حمل هذا الشيء، وأشعر بالتقصير إذا لم أوصله بالكتابة!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير علي العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة