الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 14:01

الخبر وصل ولكن من يأبه/ بقلم: المحامي صلاح كريّم

كل العرب
نُشر: 05/03/13 12:45,  حُتلن: 13:35

المحامي صلاح كريّم في مقاله:

اول خطوات التقدم هي السعي للحرية المنضبطة التي تتبعها خطوات عملية عديدة تسمح للشعوب بأن تكمل مسيرتها على بصيرة

قالت جولدا مئير رئيسة وزراء اسرائيل سابقا بعد ان تم احراق المسجد الاقصى في العام 1969 (لم انم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخلو العرب اسرائيل افواجا من كل مكان ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت ان باستطاعتنا ان نفعل اي شيء نريده) وبالفعل فانها صدقت فيما قالت

ظننت بسذاجة أن امتنا لم تسمع بخبر ركل الجندي الاسرائيلي للمصحف الشريف بقدمه والدوس عليه داخل المسجد الاقصى المبارك، في ظل التطورات المتسارعة للاحداث ولكن تبين ان الامة سمعت بالخبر في كل مكان خاصة في ظل ثورة الاتصالات ولكن من يأبه مر هذا الخبر على شريط الاخبار كاي خبر آخر وانتهى الموضوع

بين الالم الذي تعيشه الامة وبين الامل في ان يزهر ربيع شعوبها يتشكل الواقع الذي نعيش، بين من ينتظر الثمار التي تعقب الازهار، وبين من يقول انك لن تجني من الشوك العنب، بين متفائل من التغيير الحاصل وبين من يصفه بالفوضى الخلاقة،  بين من يعتقد اننا نعيش لحظات تاريخية مفصلية، وبين من يرى انها طفرات لن يطول الزمان حتى تخبو. بين هذا وذاك تعيش الامة واقعا مريرا ممزوج بالامل بان المستقبل يحمل بشائر خير للجيل القادم. حقيقة وبعد التفكير بعمق بالمتغيرات التي تجري على كافة المستويات ارتأيت ان اصنف نفسي مع فئة المتفائلين، وذلك لاعتقادي انه لا يمكن ان يحصل اي تقدم ورفع لهذه الامة وهي ترزح تحت انظمة قمعية واستبدادية، وان اول خطوات التقدم هي السعي للحرية المنضبطة التي تتبعها خطوات عملية عديدة تسمح للشعوب بأن تكمل مسيرتها على بصيرة.

الأنظمة المستبدة والفاسدة
وبالتوازي مع الحرية الشخصية تسير الحرية الفكرية حيث ان تأخر احداهما لا يحقق مراد الآخر، بمعنى انه حتى لو تحررت الشعوب من نير الانظمة المستبدة الفاسدة من دون ان تتحرر فكريا ونفسيا وتعرف طريقها نحو الهدف فلن يكون لهذه الحرية اي قيمة، وعليه يجب علينا التوقف عن القاء فشلنا على الآخرين واتهامهم بالمكر والتخطيط لنا من غير ان نحرك ساكنا في مواجهة هذه المخططات، اننا بفعلنا هذا نسلم اننا قطيع منقاد وفق مصالح القوى والمحاور العظمى في العالم ونبقى ضحية لمخططاتهم من دون ان نفعل اي شيء لتحقيق مصالحنا نحن، وهكذا يبقى الحال على ما هو عليه ويستمر سعي القوى العظمى في عالمنا نحو تحقيق مصالحها على حسابنا بينما نستمر في القاء اللوم عليهم دون ان نحرك ساكنا في سبيل دحر مخططاتهم وتحقيق مصالحنا نحن.

رسالة خطيرة
قالت جولدا مئير رئيسة وزراء اسرائيل سابقا بعد ان تم احراق المسجد الاقصى في العام 1969 (لم انم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخلو العرب اسرائيل افواجا من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت ان باستطاعتنا ان نفعل اي شيء نريده) وبالفعل فانها صدقت فيما قالت حيث ان عدم وجود ردة فعل تتناسب مع هذا الحدث العظيم من قبل الامة التي ديست كرامتها ولم تنتفض بعد اهانة بهذا الحجم كان مؤشرا قويا شجع المتمادين على السير في غيهم. ظننت بسذاجة أن امتنا لم تسمع بخبر ركل الجندي الاسرائيلي للمصحف الشريف بقدمه والدوس عليه داخل المسجد الاقصى المبارك، في ظل التطورات المتسارعة للاحداث، ولكن تبين ان الامة سمعت بالخبر في كل مكان خاصة في ظل ثورة الاتصالات، ولكن من يأبه، مر هذا الخبر على شريط الاخبار كاي خبر آخر وانتهى الموضوع، وهذا باعتقادي يحمل رسالة خطيرة، مفادها ان الامة التي تمرغ كرامتها وابرز رموزها الدينية بالتراب ولا تحرك ساكنا، لسان حالها يقول لجولدا مئير قري عينا في قبرك فما زال حالنا على ما هو عليه ولم يتغير.

ظلم وقهر واستبداد
قد يقول البعض كيف يستوي هذا مع تصنيفك لنفسك مع فئة المتفائلين بالتغيير الحاصل كما ذكرت، واجيب بان املي بالله كبير انه حين ينفض غبار هذا التغيير وتستقر الامور مع ما تحمله هذه المرحلة من ألم، فهذا المخاض العسير سوف يولد غدا افضل ان شاء الله، حيث ان كل الدلائل تشير الى ان هذا الجيل الذي يثور الآن ليخلع عن نفسه ثوب الركون للظلم والقهر والاستبداد لا بد انه جيل لن يستكين حتى يعيد لهذه الامة عزها ومجدها وريادتها. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


 

مقالات متعلقة