محمد كمال اللبواني في مقاله:

أعتقد أنكم مع الإحترام، أمام أزمة مصداقية وجدية وأخشى أنكم بهذه الطريقة تعرضون شعوب المنطقة والأمن العالمي وشعوبكم لأشد المخاطر بسبب حساباتكم

تخيلوا ماذا يعني وجود ألف طن من سلاح الدمار الشامل بيد مجرمين وعصابات أو أن ينتشر في دول فاشلة عديدة متجاورة على امتدادا ما تسمونه بالشرق الأوسط الكبير

السادة أعضاء السلك الديبلوماسي ومسؤولي الملف السوري في الحكومات المحترمين. نحن كمواطنين سوريين كنا نعتقد أن العالم متوافق على ثلاثة خطوط حمراء على الأقل هي:
1- الجرائم ضد الإنسانية
2- أسلحة الدمار الشامل 
3- الإرهاب

وتعجبنا كثيرا كيف تم تجاوز الخط الأول على مدى سنتين دون فعل حقيقي مضاد، وها هو الآن يتم تجاوز الخط الثاني بسهولة لا تتناسب مع التحذيرات ولا التصريحات العلنية التي صدرت عنكم، وأخشى أننا صرنا في الطريق لأن يصبح تجاوز الخط الثالث أمرا عاديا أيضا في ذات السياق. لا يعقل أن تغطي دول عظمى مسؤولة عن الأمن في العالم (الصين وروسيا) جرائم بهذا الحجم، ولا يعقل أن يتصرف المجتمع الدولي الديمقراطي بطريقة غير مسؤولة وغير حاسمة. تخيلوا ماذا يعني وجود ألف طن من سلاح الدمار الشامل بيد مجرمين وعصابات، أو أن ينتشر في دول فاشلة عديدة متجاورة على امتدادا ما تسمونه بالشرق الأوسط الكبير، وتخيلوا أن تكون هذه الدول موطنا لهذه الخطوط الحمر الثلاثة معا.

أعتقد أنكم مع الإحترام، أمام أزمة مصداقية وجدية، وأخشى أنكم بهذه الطريقة تعرضون شعوب المنطقة، والأمن العالمي وشعوبكم لأشد المخاطر، بسبب حساباتكم (المرتبطة فقط بشؤون داخلية حزبية انتخابية)، ولا يعقل أن تكون الديمقراطيات العريقة قصرية النظر بهذه الطريقة، وغير مسؤولة عن القيم، وتتجاهل الهدف الأسمى والأهم، لكل حكومة وهو حماية حق الحياة والأمن والإنسان والقيم الإنسانية التي تجمعنا. نعم نحن ننتظر منكم تنفيذ وعودكم بعد أن ثبت ارتكاب هذا النظام بمساعدة حلفاءه للجرائم ضد الانسانية واستخدامه سلاح الدمار الشامل ضد شعبه ومواطنيه المسؤول هو عن حمايتهم. نحن مستعدون للتعاون معكم للحفاظ على قدر معقول من الأمن والكرامة للجميع. وهو ما يليق بنا كشعوب متحضرة.

* نقلا عن "العربية"

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net