الكاتبة نانسي مزاوي شحوك شقت طريقها في جامعة حيفا بدراسة أدب اللغة العربية هذه اللغة التي تعشقها وتداعب حروفها بكلماتها العذبة والإنسيابية

نانسي مزاوي شحوك:

حان الوقت بعد سنوات طويلة من حلم الكتابة، بأن أقوم بجمع المقطوعات والتي تعتبر قصيرة نوعا ما، لتكون بذلك تجربتي الأولى

نحن مجتمع غير قارىء والتكنولوجيا تغلب على الأمور ولكنني تعمدت أن تكون الإصدارات قصيرة وأن تكون الجمل المكتوبة ملفتة للنظر

أصدرت الكاتبة والشاعرة المتألقة، نانسي مزاوي شحوك، حيفاوية الأصل، متزوجة وتسكن في بلدة الرامة، كتابها الأول خواطر نثرية –همسات وعبر، بعد حلم راودها لسنين طويلة، إلا أن مقولة "كلشي بوقته حلو" تنطبق جملة وتفصيلا على الإصدار الحديث والذي لن يكون الأخير. فبالرغم من تعلمها في المسار العلمي والتكنولوجي في المدرسة إلا أن الكاتبة نانسي مزاوي شحوك شقت طريقها في جامعة حيفا بدراسة أدب اللغة العربية، هذه اللغة التي تعشقها وتداعب حروفها بكلماتها العذبة والإنسيابية.

مجتمع غير قارىء
وتقول نانسي مزاوي شحوك التي أصدرت كتابها الأول منذ أيام في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب: "حان الوقت بعد سنوات طويلة من حلم الكتابة، بأن أقوم بجمع المقطوعات والتي تعتبر قصيرة نوعا ما، لتكون بذلك تجربتي الأولى". وعما إذا كانت نانسي تعتبر مجتمعنا العربي مجتمعا مطالعا وقارئا في عصر التطور التكنولوجي، أكدت بالقول: "نحن مجتمع غير قارىء، والتكنولوجيا تغلب على الأمور، ولكنني تعمدت أن تكون الإصدارات قصيرة، وأن تكون الجمل المكتوبة ملفتة للنظر".
وتشرح لنا عن الكتاب قائلة: "يتكون الإصدار من 72 صفحة وهم مقسم الى 3 أقسام: الأول: عبر من الواقع، وهو عبارة عن أمور واقعية مثل الصداقة والمرأة. الثاني: نسمات رومانسية، وهو عبارة عن فقرات قصيرة تتحدث عن الرومانسيات وما فيها من حب وعشق، والقسم الأخير عبير الهمس، الذي يحوي على مقطوعات أطول بعض الشيء، والتي تحمل عنوان بريق عينيك".

عروس البحر
"عروس البحر هي مسقط رأسي، رماني هواها لاقطن بلدتي الرامة الجليلية الشامخة المتعالية وسط الجبال، همساتي استوحيتها من رقة النسيم الذي يغمر قلبي، وعبري التقطتها من تناقضات الحياة التي استوقفتني في دربي، هذا ما تضمنه الغلاف الاخير من كتاب بريق عينيك "خواطر نثرية –همسات وعبر " للكاتبة نانسي مزاوي شحوك الذي صدر عن دار الوسط اليوم للاعلام الورقي والاكتروني في رام الله.

الإصدار الأول
وتضمن الاصدار الذي يعتبر الاول للكاتبة شحوك، 54 قطعة نثرية عبرت عما يجول في ذهن وفكر الكاتبة التي قالت في مطلع كتابها:
"لُغةُ المَرءِ لا تكْمُن فَقط في لَفْظِه وَفي لِسانِه... بَل أصْلُ اللغَةِ يَنبُعُ مِن أعْماقِ القَلبِ.. مِن رَعْشَةِ الجَسَدِ.. وَمِن بَريقِ العَيْنِ".
بريق عينيك". واختتمت نانسي مزاوي شحوك كتابها بمقطوعة "بريق عينيك " التي تقول فيها: بريق عينيك، أنا اليومَ في قِمَّةِ شَوْقي إِلَيْك، في أَوجِ عشقي لِكَفَّيْك، يَرْجِفُ قَلْبي طَوْعاً خَوْفاً حَبيبي عَلَيْك...
أنا دَوْماَ يا عُمري كُنْتُ وسَأظَلُّ وَرْدَةً سِحْرِيَّةً مَحْفورَةً في وَجْنَتَيْك...
فَكَيْفَ تَطْلُبُ مِنّي يا حَبيبَ العُمْرِ أنْ أغْفِرَ لكَ خَطأً يَكْمُنُ في قَلبي كالنّقاء، وبَدلاً مِنْ لَوْمِك، أهتِفُ في سِرِّك حَبيبي أنا دَوْماً مُلْك يَدَيْك...
لا تَتَساءَل، ولا تُفَكِّر كَثيراُ، فَقَلْبي مُشَتَّتاً لَدَيْك....
أُحِبُّك، وَسَيَظَلُّ حُبُّك مَغْموراً في الفُؤادِ، يَطُلُّ مِنْ ثَنايا الخَفقاتِ هاتِفاً حبيبي لَبَّيْك... مَوْجوعٌ أَنْتَ، نادِمٌ أنْتَ، تَعْشَقُني أنْتَ، لا تَهوى فُراقي، وَتَهابُ قُرْبي، وَوُجودُك مَعي يَعْكِسُ ابتِسامَةً خَفِيَّةً على شَفَتَيْك...
فلا تَتَرَدَّد يا جَمْرَةَ روحي وجُذورَ كَياني في بَعْثَرَةِ الهَوى في أيّامي، وَفي سَحْقِ أحْزاني مِنْ نَظْرَةٍ طَويلَةِ المَدى تَشِعُّ بِجِفني مِنْ لَهَبٍ وَبريقٍ يَشِعُّ مِنْ عَيْنَيْك".