الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 21 / مايو 02:02

مصر وصراع الهوية/ بقلم: أ.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 03/07/13 14:12,  حُتلن: 20:51

أ.محمد خليل مصلح في مقاله:

هوية مصر تتعرض للطمس والاغتيال والتيار الإسلامي والعروبية في مصر يتعرضا للاغتيال السياسي والديني والاستبعاد والاقتلاع من الواقع 

الأمر في غاية الخطورة والتعقيد الإدارة الأمريكية وإسرائيل وترقب الأوضاع ومجريات الأحداث وتتابعها لحظة بلحظة متمنية أن ينهار حكم الإسلاميين في مصر لما يشكله ذلك من انفراج سياسي إستراتيجي في المنطقة

الخطأ الاستراتيجي أن الرئيس مرسي وجماعة الإخوان ارتضت إبقاء الأمور على ما هي عليه ؛ على أمل إصلاح الفساد والنظام دون عملية جراحية ، وهذا لم ينجح في التاريخ 

مصر اليوم بحاجة إلى قيادة ومنظومة سياسية اجتماعية إعلامية اقتصادية قضائية قوية متناغمة ومتعاونة يعلوا فيها المصالح الوطنية والقومية والإسلامية على الحسابات المغلوطة للبعض

إسرائيل اليوم تبتز العالم لترسيخ هويتها الدينية وان الدولة دولة يهودية وتشترط الاعتراف بذلك بل يتغلب اليوم في الداخل مفهوم اليهودية على الديمقراطية ومع ذلك الحكومة المتطرفة لم تشهد انقلابا عليها من القوى الديمقراطية

هل المسألة فشل أو إخفاق الرئيس ؟ يبدو لكل عاقل أن هذا بعيد كليا عن الحقيقة ، وأن هذا الادعاء ما هو إلا غطاء وتضليل وتزوير للحقيقة ؛ الموضوع في نظرنا أن هوية مصر تتعرض للطمس والاغتيال ، وأن التيار الإسلامي والعروبية في مصر يتعرضا للاغتيال السياسي والديني والاستبعاد والاقتلاع من الواقع ؛ وهذه ليست المرة الأولى بل تعرض التيار الإسلامي من خمسينات القرن لهذا الاضطهاد والحرمان ؛ حرموا من المشاركة السياسية بكل الوسائل القمعية تلك إلى ما قبل الثورة على أيدي النظام العسكري القمعي السابق ؛ من بعد ثورة 23يوليو عبد الناصر مع أن الإخوان كانوا هم عصب تلك الثورة ، ومع ذلك لم ينجحوا الإخوان في قيادة الثورة وتعرضوا لانقلاب من العسكر في تلك المرحلة ، لذلك من حقنا أن ندق أجراس الخطر لما قد يحمله بيان الجيش الأخير ، والذي وضع نفسه قيم على الرئيس الأعلى للجيش والدولة الرئيس مرسي ، وفي نفس الوقت ما حمله البيان من جمل وعبارات تربك الساحة وتساوي بين التمرد والشرعية هذا أمر جد خطير ! . ونحن نتساءل هل مصر مقبلة على انقلاب عسكري بالتوافق مع المتمردين والخارجين على الشرعية بنفس السيناريو القديم ؟ الأمر في غاية الخطورة والتعقيد ؛ الإدارة الأمريكية وإسرائيل ؛ ترقب الأوضاع ومجريات الأحداث ، وتتابعها لحظة بلحظة ؛ متمنية أن ينهار حكم الإسلاميين في مصر ؛ لما يشكله ذلك من انفراج سياسي إستراتيجي في المنطقة ؛ تعيد الأمور إلى ما قبل الثورة ؛ ويعود معها النظام القديم بدون رئيسه مبارك ؛ لكن بكل مكوناته وأجهزته الفاسدة .


الأسئلة وعلامات الاستفهام والاستهجان والاستنكار ترتسم على الوجوه والحيرة والقلق ؛ تلك علامات المرحلة التي ستبقى مطبوعة الوجوه وراسخة في الأذهان وتوجع القلوب ؛ لو نجحت هذا الانقلاب الدموي المضاد ؛ كتبنا في السابق بعد نجاح الثورة بقليل أن الثورة والإسلاميين سيتعرضون لثورة مضادة أو انقلاب بطريقة ما ، وتخوفنا ان يعيد التاريخ نفسه ؛ فتنصب المشانق من جديد للإسلاميين .

إصلاح الفساد والنظام
قد يبدو هذا التصور متطرف عند البعض خاصة من إخواننا المصريين لطبيعتهم ؛ لكني أرى انه سيناريو غير مستبعد ؛ إذا لم نعمل اليوم قبل غد لاسترداد زمام المبادرة ، والسيطرة على مقاليد الحكم ؛ بتعبير آخر الإسراع في وتيرة التغيير وتنظيف المكان الذي يجلس في الرئيس والمحيط السياسي والقضائي والإعلامي ؛ ما يعني أننا بحاجة إلى انقلاب ابيض ناعم وبأقصى سرعة ممكنة ؛ الخطأ الاستراتيجي أن الرئيس مرسي وجماعة الإخوان ارتضت إبقاء الأمور على ما هي عليه ؛ على أمل إصلاح الفساد والنظام دون عملية جراحية ، وهذا لم ينجح في التاريخ ؛ الثورات عبارة عن عملية جراحية شاملة خاصة أنها جاءت بعد عقود من الاستبداد والفساد ، والتعامل مع هذا النتاج بالطريقة التي تمت بها في نظري كانت السقطة الخطيرة ، والتي التقطتها كل مكونات النظام السابق الفاسد ، والتي التقت مع رغبات الموتورين ومحبي المناصب وأصحاب المصالح وكاره الإخوان والإسلام للارتداد والنكوص والثورة المضادة أو بتعبير اصح الانقلاب الدموي عليه .

تغيير في المنظومة السياسية
لماذا نظهر للعالم أننا مسيحيون أكثر من المسيح نفسه ؟ وكأننا نقر بملاحقة هاجس الإرهاب ، والتطرف الذي وقع به البعض . أليس في ذلك إغراء للموتورين للتمادي في الاعتداء على أرواحنا وممتلكاتنا وعلى حقوقنا الطبيعية في ممارسة الحكم ؟ أليس من حقنا أن نحسم لنضع العربة على سكتها ، لتترسخ قواعد العمل السياسي السلمي الديمقراطي ؟ مصر اليوم بحاجة إلى قيادة ، ومنظومة سياسية اجتماعية إعلامية اقتصادية قضائية قوية متناغمة ، ومتعاونة يعلوا فيها المصالح الوطنية والقومية والإسلامية على الحسابات المغلوطة للبعض ؛ الدول المتحضرة في كل العالم تجري التغييرات على منظومتها السياسة والحكم ، وتتنازع دون أن تسمع لها ضجيجا ، ولا ترى لها دماء ؛ إسرائيل اليوم تبتز العالم لترسيخ هويتها الدينية وان الدولة دولة يهودية وتشترط الاعتراف بذلك ، بل يتغلب اليوم في الداخل مفهوم اليهودية على الديمقراطية ومع ذلك الحكومة المتطرفة لم تشهد انقلابا عليها من القوى الديمقراطية بل هناك توافق على صيغة لقانون القومية رفع إلى الكنيست السابقة ينص على أن إسرائيل " دولة يهودية ذات نظام ديمقراطي " ؛ لأنه يحكمها قواعد راسخة من الديمقراطية لتداول الحكم ؛ فساحة المواجهة صناديق الاقتراع ؛ الصراع على الهوية قضية مصيرية يجب على كل القوى داخل مصر وغيرها التسليم بها لأنها عاجلا أم آجلا ستحسم إن لم يكن بشكل ديمقراطي أتمنى ألا يكون بشكل دموي ولتعلم تلك القوى أن المنظومة الاستعمارية هي المستفيد الوحيد الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ويجب ألا نسمح بذلك حتى لو اضطررنا للحسم .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة