المعتمرون يسارعون بزيارة جبل الرحمة في عرفات للاضطلاع على سيرة جبل وقف عنده الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

على ارتفاع 30 متراً من جبل الرحمة أو ما يسمى بجبل إلال، يقف شاخصٌ بطول أربعة أمتار شاهداً عن تاريخ طويل وسيرة جبل وقف عنده الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، ففي هذا المكان تتسارع خطى زوار مكة رغم صعوبة المرتقى، ليتجاوزوا سلسلة من السلالم تصل الى نحو 100 درجة تصعد بهم إلى سفح الجبل لغرض الزيارة ومشاهدة الشاخص عن قرب.

وتدور قصص وحكايات حول هذا الشاخص، أبطالـها من المعتمرين القادمين للبيت المعظّم لأداء مناسك العمرة، فكل يمارس طقوسه وطريقته في الزيارة، فمنهم من يخط بقلمه أسماء عائلته، وآخرون يشيرون بأصابعهم ويبتهلون بالدعاء عنده ويلتفون حوله، وفي أسفل الجبل لم يخلُ مجرى عين زبيدة الذي كان يغذّي الحجاج قديماً بصور وكتابات المعتمرين، قد يصفها البعض بمناجاة بين العبد وربه.

تخليدا للذكرى
يقول معتمر مغربي: "أتينا لأداء العمرة في رمضان، وكما تعلم نقوم بزيارة المعالم الدينية.. أما بخصوص الكتابات نكتب على الشاخص ذكريات وأسماء أسرتنا مناجاة فقط"، ولا تخلو زيارة العُمّار في ذلك المكان من تخليد للذكرى، فعدسات الكاميرا صديقة لهم تقتنص كل حركة هنا وهناك، كما لا تخلو ساحة المكان الفسيحة عند الشاخص من مبيعات للسبح والخواتم يعتبرها البعض ثمينة بثمن المكان وروحانيته، ويقول معتمر يمني: "جئت للعمرة، وجميل أن اقتنص صوراً للذكرى للأهل في اليمن ومشاهدة هذه الأماكن الروحانية"، وعند الساعات الأخيرة قبل مغرب الشمس تضطرب حركة المعتمرين بين مغادرة للمكان وبقاء فيه، فيما يجدها البعض الآخر ساعة دعاء وصلاة ومناجاة، ومشاهدة للمكان وعظمته.