الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 05:02

الجديد والمهم في أيام الغضب والحراك الشبابي/ بقلم: النائب الدكتور باسل غطاس

كل العرب
نُشر: 05/12/13 14:03,  حُتلن: 16:44

النائب الدكتور باسل غطاس في مقاله:

أسمع بعض النقد من القيادات التقليدية وخاصة في النقب حيث تصل درجة النقد إلى اتهام الحراك بتهم دنيئة تخوينية

أسلوب الوقفات الاحتجاجية على المفارق مع شعارات الكرتون لم تعد تجد نفعا وكذلك الاضراب العام الذي يعلن عنه بين الفينة والأخرى

يوم الغضب الأخير له أهمية خاصة ذلك أن المجتمع العربي قد غرق في معركة انتخابات محلية طويلة ومرهقة استنفذت طاقات الناس وألهتها في المشاكل الداخلية للقرى والمدن العربية 

موضوع برافر بما يحمله من مخاطر جدية ونوايا عدوانية اتجاه الأقلية العربية كلها وليس اتجاه عرب النقب فقط يتطلب مستوى أعلى من النضال الشعبي والمواجهة الجماهيرية

أيام الغضب المتعاقبة والتي كان الثالث منها يوم السبت الماضي 3011 تشكل علامة فارقة في تاريخنا الكفاحي تأكدت بما لا يقبل الشك في يوم الغضب الأخير.

الخلافات والانشغالات
ونقول إن يوم الغضب الأخير له أهمية خاصة ذلك أن المجتمع العربي قد غرق في معركة انتخابات محلية طويلة ومرهقة استنفذت طاقات الناس وألهتها في المشاكل الداخلية للقرى والمدن العربية وخلقت حالة من الخلافات والانشغالات التي مزقت نسيج المجتمع في الكثير من القرى والمدن العربية. في هذه الظروف لم يكن مفهوما ضمنا عودة الحركة الاحتجاجية على قانون برافر الجائر، حتى مجرد وجود الحراك الشبابي وقدرته على إعادة لملمة الصفوف والدعوة ليوم غضب جديد لم تكن أيضا شيئا مفهوما ضمنا. لهذا أرى أن يوم الغضب الأخير بالتجاوب الجماهيري غير المسبوق وبالجاهزية والاستعداد عند الشباب للمواجهة والصدام وعودة الحراك الشبابي الى طليعة التنظيم الكفاحي وخاصة في النقب ونجاحه تنظيم مظاهرة حاشدة وصاخبة في حورة هو ما يحوله لعلامة فارقة.

المرحلة تستوجب منا التوقف عند بعض النقاط الهامة تحليلا ونقدا وذلك كي نتقن التصعيد المطلوب لإفشال المخطط العنصري شعبيا.

أولا: ضرورة التصعيد مع المحافظة على السلمية
أصبح جليا للعيان أن موضوع برافر بما يحمله من مخاطر جدية ونوايا عدوانية اتجاه الأقلية العربية كلها وليس اتجاه عرب النقب فقط يتطلب مستوى أعلى من النضال الشعبي والمواجهة الجماهيرية وأن أسلوب الوقفات الاحتجاجية على المفارق مع شعارات الكرتون لم تعد تجد نفعا وكذلك الاضراب العام الذي يعلن عنه بين الفينة والأخرى هو من باب "أعلن وكفى الله المؤمنين شر القتال". إذا كنا كشعب ننوي فعلا منع برافر من أن يمر المطلوب هو أيام غضب أشد وأقوى من يوم الغضب الأخير وبمشاركة ليس آلاف وانما عشرات الآلاف وبمظاهرات احتجاجية صاخبة تفرض نفسها على الرأي العام الدولي والاسرائيلي مع توثيق العلاقة مع البعد الفلسطيني والعربي مما يوضح بما لا يقبل الشك أن مشروع برافر الاقتلاعي العنصري يجعل الوضع العام في المنطقة كلها مرشح للاشتعال. من الضروري أن تقتنع كافة القوى السياسية العربية أو معظمها على الأقل بضرورة رفع سقف مستوى الأعمال الاحتجاجية والمواجهة وليكن لنا عبرة من يوم الغضب الأخير حيث أصدر نتنياهو تصريحه الذي يدعو فيه وزير الأمن الداخلي إلى ملاحقة ومعاقبة المتظاهرين فيما كانت المظاهرات مستمرة. أي أن إغلاق الشوارع والمواجهات التي فرضتها الشرطة على المتظاهرين السلميين هي ما فرضت العناوين وأخرجت للعالم أفضل الصور. علينا أن نتمسك بسلمية عمليات الاحتجاج وان رفعنا سقف المواجهة والتصدي واتبعنا أساليب غير مألوفة.

ثانيا: الحراك الشبابي
الحراك الشبابي يلعب دورا مركزيا في الأحداث القادمة، أصبح حقيقة واقعة، أقترح على الجميع الاعتراف بها بل تأييدها ودعمها وأن يلحق حاله من لم يفعل ذلك بعد. ليس سرا دعم التجمع ومباركته لهذا الحراك وانخراط كوادره الشبابية فيه منذ ساعات ولادته الأولى ومع ذلك حافظ التجمع بوعي كامل على استقلالية الحراك وامتنع عن قصد عن اي محاولة لاحتوائه أو التأثير على قراراته ما عدا تقديم النصح والتوجيه عندما طلب منا ذلك. أسمع بعض النقد من القيادات التقليدية وخاصة في النقب حيث تصل درجة النقد إلى اتهام الحراك بتهم دنيئة تخوينية، ولكن حقيقة ما عدا في بعض الأمور التفصيلية والهامشية لا موجب لهذا النقد أبدا. بل يستحق الحراك على ما صنعه حتى الأن كل الاحترام والتقدير فالشباب كانوا طليعة المتظاهرين والمنظمين والمواجهين والمعتقلين والمصابين. لنا الكثير من الملاحظات التي تقال للشباب في دوائر ضيقة وبأسلوب النصح والحوار وليس الإملاء أو وضع الشروط. وهذه الملاحظات أساسا في مجال تحسين التنظيم واتقان التحضير حتى يستطيع الحراك الشبابي أن يتحول إلى حراك شعبي عارم وهذا يعني مسؤولية كبيرة. المطلوب من شباب كافة الحركات السياسية الانخراط في الحراك الشبابي وبحماس دون انتظار توجيه أو قرارات من التنظيم هذا ما ينتظر من الشباب أصلا العمل العفوي والتمرد على المألوف وعندنا جيل جديد واع ومسؤول متمسك بهويته وبانتمائه العربي الفلسطيني مرفوع الرأس وهاماته تطاول السماء جيل تحتل فيه الفتاة موقع القيادة بكل معنى الكلمة أسوة بالشاب بل وتتفوق عليه في الكثير من الأحيان.

ثالثا: الشرطة وأجهزة الأمن
يبدو من مراقبة ردود فعل الشرطة التي تعكس بطبيعة الحال إرادة الحكومة والقيادة السياسية أنها ستصعد مع التصعيد آخذة بعين الاعتبار الظروف العينية لكل مكان ولكل مظاهرة مع أننا نستطيع أن نجزم أنها حتى الآن ترد بشكل أعنف وأشرس في النقب وذلك في تقديري من أجل تحقيق الردع حيث تتوقع المؤسسة أن يكون النقب هو مركز المظاهرات والاحتجاجات في الأشهر القادمة. ستصعد الشرطة ليس فقط بممارسة العنف والقمع الجسدي ضد المتظاهرين وانما أيضا بملاحقة الناشطين وتقديم أكبر عدد من المعتقلين للمحاكمة وستعتمد على أنها تصور وبكثافة كل مظاهرة ومن عدة مواقع وستسرع في توجيه تهم مثل مهاجمة الشرطة والتظاهر غير الشرعي وعرقلة عمل الشرطة وما إلى ذلك.

من ناحيتنا نحن علينا أيضا أن نتجهز ونتهيأ لمرحلة طويلة من الاحتجاجات السلمية وذلك بمستويين ألأول المحافظة فعلا وفي كل الظروف على سلمية المظاهرة والمقاومة السلبية حتى للاعتقال أو لممارسات القوات الخاصة الوحشية. بشكل سلبي يعني بدون استخدام عنف مضاد من طرف المتظاهرين لا بالقاء الحجارة ولا حتى بالضرب أو العراك وبهذا عدم الاتاحة للشرطة توجيه تهم من الممكن أن تصل العقوبة عليها إلى سجن سنوات. المستوى الثاني هو الاعداد القانوني والتوثيقي والشعبي أولا للدفاع عن المعتقلين والتضامن معهم ومع عائلاتهم وكذلك مع المصابين والتوثيق بهدف ملاحقة الشرطة المعتدية وتقديم شكاوى هنا (وإن كنا لا نثق في جهاز التحقيق والنيابة الاسرائيلية) وفي المحافل الدولية، على كل شرطي في إسرائيل أن يعرف أننا سنلاحقه ونقاضيه وأننا لن نصمت على الاعتداء والعنف الجسدي والكلامي ضد أبنائنا وبناتنا.

رابعا: القيادة
لا شك أن قيادة المجتمع العربي في البلاد برمتها تحت الامتحان خاصة أننا في خضم مرحلة تاريخية جديدة. وعندما أقول قيادة أقصد كافة القيادات السياسية والحزبية والسلطات المحلية والجمعيات العربية الفاعلة وكذلك النشطاء القياديين على مستوى الميدان. كل هؤلاء هم القيادة وليس فقط لجنة المتابعة أو أعضاء الكنيست وأن تحمل قسما المسؤولية المباشرة أكثر بطبيعة الموقع التمثيلي. القيادة ككل تتحمل المسؤولية في المرحلة القادمة في قيادة وتوجيه النضال وفي إفساح المجال بل وتحفيز الحراك الشبابي والشعبي لكي يتصعد ويمتد وفي إدارة الصراع في المرحلة القادمة. المطلوب الآن من القيادة التضامن الداخلي والاجماع على دفع النضال الجماهيري والشعبي إلى أعلى المستويات. الهجوم العشوائي والتعميمي الذي يقوم به البعض مثل رياضة صباحية يخطأ الهدف ويسهم في خلق أجواء عدمية بدل بناء التضامن واللحمة الداخلية وهذا هو المطلوب هذه الأيام.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة