الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 21 / مايو 12:01

رسالتان :لمن يهمه الأمر!/بقلم: الشيخ نائل فواز

كل العرب
نُشر: 03/02/14 15:23,  حُتلن: 18:01

الشيخ نائل فواز- رئيس الحركة الاسلامية في أم الفحم في مقاله:

ما يحصل في مصر الكنانة وبلاد الشام وبيت المقدس من قتل وتشريد واعتقال وإيذاء وتعذيب وما يحدث لمقدّساتنا من انتهاكات وعلى رأسها استباحة حرمة المسجد الأقصى هو ابتلاءٌ واختبارٌ لاستحقاق الأمة للنصر

الإبتلاء تمحيص واختبار يظهر فيه صدق المدّعي فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله وقدره ويحتسب الأجر منه وحينئذ يهون عليه الأمر

الرسالة الثانية أوجِّهها إلى عموم أهل الطفلة بيان الغول والتي انتقلت إلى جوار ربِّها تلك البريئة التي لم تعلم لماذا قتلت وماذا فعلت حتى يحكم عليها بالموت! أقول لكم: اصبروا واحتسبوا الأجر عند الله؛ فقد يكون ذلك الابتلاء الجلل العظيم

الرسالة الاولى
بداية أتوجَّه إلى الفئة المؤمنة الصابرة التي ابتلاها الله بحمل أمانة هذا الدين ومحاربة الظلم والظالمين، هؤلاء الذين يعملون على حفظ الأرض والعرض والمقدّسات، ويدافعون عن حرمة المسلمين، وهم الذين يقفون في صفِّ المستضعفين؛ نبشِّركم أن الله يحبُّكم، ولهذا اصطفاكم من خلقه لتحملوا أمانة هذا الدين، فالابتلاء من سنن الكون، ففيه التَّمحيص والتربية والاختبار ورفع الدرجات وإبعاد الخبث وكشف المستور.

إنّ ما يحصل في مصر الكنانة وبلاد الشام وبيت المقدس من قتل وتشريد واعتقال وإيذاء وتعذيب، وما يحدث لمقدّساتنا من انتهاكات وعلى رأسها استباحة حرمة المسجد الأقصى، هو ابتلاءٌ واختبارٌ لاستحقاق الأمة للنصر؛ فلا يأتي النصر إلا بعد ابتلاء ومكابدة، قال تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في كبّد). كما وقدّر الله لنا أن نرى ونسمع عن محاكمة الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية، ومحاكمة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، وقدَّر الله أن تكون المحاكمة في اليوم نفسه، لأنّ عقليّة الطغاة واحدة وهدفهم واحد، ألا وهو محاربة الاسلام بكل ما يملكون ظنًّا بذلك أنهم سيدمرون الاسلام بتلك الأفكار الخبيثة، هذا ولم يعلموا أنهم يحاربون القويّ الجبّار الذي لا يغفل ولا ينام! فاصبروا أيُّها المبتلون، فإنّ الله مولاكم، نعم المولى ونعم النّصير، وتذكّروا قول الله: (ولنبلونَّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشِّر الصابرين) . البقرة.
قيل للإمام الشافعي رحمه الله: أَيّهما أَفضل: الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين؟ فقال: التَّمكين درجة الأنبياء، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتحن صبر، وإذا صبر مكَّن. ( المحنة أولاً والصبر عليها ثانيًا، والتمكين جزاء الصبر على المحنة؛ وهو المرحلة الأخيرة ).
فالإبتلاء تمحيص واختبار يظهر فيه صدق المدّعي. فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله وقدره، ويحتسب الأجر منه، وحينئذ يهون عليه الأمر. ويذكر عن بعض العابدات أنه أصيب أصبعها بقطع أو جرح ولكنها لم تتألم ولم تظهر التضجّر. فقيل لها في ذلك، فقالت: إنّ حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها، والمؤمن يحتسب الأجر من الله تعالى ويسلم تسليمًا.

الرسالة الثانية
أمّا الرسالة الثانية فأوجِّهها إلى عموم أهل الطفلة بيان الغول، والتي انتقلت إلى جوار ربِّها، تلك البريئة التي لم تعلم لماذا قتلت، وماذا فعلت حتى يحكم عليها بالموت ( بأيِّ ذنب قتلت)؟!! أقول لكم: اصبروا واحتسبوا الأجر عند الله؛ فقد يكون ذلك الابتلاء الجلل العظيم، والذي أصابكم في أعظم ما تملكون هو من باب رفع الدرجات والمقام عند الله. روى مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ). فإن الله سبحانه أثنى على الصابرين ثناءً كبيراً وأخبر أنه معهم وأنه يوفيهم أجرهم بغير حساب .
أخرج الترمذي عن جابر مرفوعًا: يود أناس يوم القيامة أنّ جلودهم كانت تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء.
وما أجمل هذا الحديث وأروعه: روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد لعبد، قال الله عزّ وجلّ لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع . فيقول: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد)!...
إنّني وفي هذا السياق لأدعو الجميع إلى مراجعة النفس ومحاسبة الضمير في كلِّ تصرّفاتنا وسلوكنا، هذا جنبًا إلى جنب توعية أبنائنا وبناتنا على مجمل قضايانا وردود أفعالنا؛ وذلك لنبصر الطريق الصّحيح، والذي من خلاله نصل إلى مبتغانا دون أن نضل أو يضلِّلنا أحد من خارج السِّرب.
الله اسأل أن يحفظ ديننا وذرياتنا ،وان يحمي اقصانا ومقدساتنا ، وأن يبعد عن الفتن والفساد ما ظهر منه وما بطن ، اللهم امين ...اللهم امين ....اللهم امين ....وصلي اللهم على سيد الاولين والاخرين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة