الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 16 / مايو 02:02

كارثة في عكا/ بقلم: مصطفى قطيط

كل العرب
نُشر: 28/02/14 07:03,  حُتلن: 08:15

يا عكّا يا مجدٌ بانِ
جنّدتُ لِفَقدِكِ ألحاني
وسكبت حروفاً من قلبي
لنوايا تكشفُ وجداني
فسألتُ البحرَ يزودني
حبراً ويمدُّه من ثاني
والسُّورَ بصخرٍ يفديني
وعليه سأكتبُ ديواني
وسألت اللهَ الإخلاصَ
صدقاً عملاً به وصاني
ولساناً ينطقُ بالفصحى
يستوحي لفظَ القرآنِ
فصرختُ الآه فيتبعها
أبياتٌ تكشفُ أحزاني

عكا بلدي ما أدماكِ؟ *** ترمي دماً كالبركانِ
ما نفرغُ من دفنِ فًّلانِ *** حتّى به نتبعه الثاني
وشبابُكِ لا تقوى سيراً *** جيلُ أغواهُ الإدمانِ
ومساجدنا باتت ترجو *** قدماً وتضجُّ بأشجانِ
وتُهوَّدُ مدينتُنَا صحواً *** وعيونُ رجالكِ ثملانِ
وتطولُ مساكننا أَيدٍ *** فنموتُ بِدَاءِ السرطانِ
وهوائيةَ الموتِ العليا *** نُصبتْ وبأمرِ الشيطانِ
ونفوسٌ تهلكُ من ماذا؟ *** والقتلُ غدا بِالإمكانِ
مكروا مكراً, زحفوا زحفاً *** بثُّوا سُماً كالثعبانِ
ولقد هزَّتْ صورٌ نُشرتْ *** لخرابٍ طمَّ البنيانِ
قد حرتُ إذا عيني نظرت *** فبدت كالشامِ وكاليمنِ
فبيوتٌ خرَّت بالحالِ *** والكلُّ لعدلٍ عطشانِ
وحيارى الناسُ فلا تدري *** فعلاً من إنسٍ أَو جانِ
ولقد دفنوا خمساً ليلاَ *** وجميعاً ذُقنا الخُسرانِ
فارحمْ بدراً يا رحمنِ *** وحنانَ ودارَ السرحانِ
وصلاحُ الدين إذا عادَ *** لَبَكَ حزناً نصرَ الدينِ
ولقد تركوا فينا أَمِنَة *** بنتاً كملاكٍ حسَّانِ
والخانُ هُنَا صَبَّحَ يلعنُهُ *** مَن خَانَ خِتامَ الأديانِ
ولئن جاؤوا كالطوفانِ *** قسماً سنصونُ الأَوطانِ
وإذا سقطت حجراً حجراً *** سنعيدُ جميعَ الأركان
سنغوصُ البحرَ لنكتشفَ *** ونعودُ نجيبُ الحيرانِ
واللهَ دعوتُ بإحسانِ *** فعسى أن يظهرهُ الجاني
عكَّا لا ترضى الخذلانِ *** بل عكَّا تأبى النسيانِ

وختاماً لا ننسى أحمد
مبعوثُ الهي المنَّانِ
فعليكَ صَلاَتي مَتمومة
بكَ طابتْ كلُّ الأزمانِ
والهي الحمدُ لك دوماً
لولاك تزولُ الأكوانِ
رحماتُك ربِّي في بلدٍ
حضنت تاريخَ العثمانِ
الطفْ ربي فينا وامنُن
واجعلْ فرجاً للإنسانِ
وإماماً يرسي الميزانِ
حُكماً وبنورِ الفرقانِ

عكا

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة