الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 06:02

أين اختفى جوزيفنا يا ولدي /بقلم:أشرف هاني الياس

كل العرب
نُشر: 04/03/14 09:40,  حُتلن: 10:53

من بعدِ أيام جئتُ يا جوزيف
أرثيك، أم أشتكي من بؤسِ ذاكرتي

تمرُ في طياتي ذكراكَ دامعة
والنارُ توقظُ احداقي ومحبرتي

براءة عينيكَ أستثارت مشاعري
وفاضت بأنهار من الدمعِ في شعري

ورحيلُكَ حيناً يعبث ُ بدموع مقلتي
وحيناً بصدري وحيناً بأوردتي

هي الحياة أمامي تستحيلُ لظى
تغتالُني ، تقتلني ، وتصبُّ الزيت في رئتي

أكادُ أصرخ ُ من صمتي الطويلِ على
حزني ، وقد ملّتِ الأبحارَ أشرعتي

أتيتُ أسالُ عن الطفولة قاطبة
وكانت الجدران شاهِدتي

يا جوزيف، كيفَ حال الدنيا بعدَ غربتها
ادري انك لم ترقد ولم تبتِ

أتدري أنك في القلوبِ باقياً
أحييت الأمل في داري ومكتبتي

كل الأماكِنِ ما زالتْ تسألني
أين أختفى جوزيفنا يا ولدي

أراك في أحضانِ المجد غافياً
وأنت تحتضن الأنجيل سندِ

أراك في خطواتي، دائماً أبداً
تضيء أمالي وأحلامي وجامعتي

كل تفاصيلكَ الرائعة تدعوني لرؤيتها
فتستحل شعاعاً بين خواطري وأدبي

يا جوزيف أتيتنا اليوم محمولاً
والدموع أكبر من صمتي ومن لغتي

يجتاحني الأسى يا زارع الأمل
والدمع يحرث مِحرابي وصَومَعَتي

اه ه ه على الدنيا ولسعتها
أكتبكَ بمدادِ قبراً في ذاكرتي

ضاقَت اليوم مرابِعُ الجليل وأختنقت
سوداءُ تنفخُ عن طفل يحرقني

بكا من ليسَ يعرفكَ
وصلى حتَّى حاكاه طائرٌ غَرِد

رَوْحكَ مع القديسين الأبرار
وقبركَ يا جوزيف روضاً نورة يقدِ

رحمكَ الله يا شهيد الطفولة
وأنتَ في جنان المسيح ربُ المجدِ.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة