الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 05:02

ليدي-هيفاء اسدي مناضلة في معركة النهوض:المجتمع ذكوري

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 18/03/14 09:19,  حُتلن: 21:16

هيفاء اسدي من دير الأسد متزوجة من رجل اعمال وام لخمسة أولاد، ساهر سنة ثالثة طب، هديل سنة ثانية تمريض، خالد صف حادي عشر، اسيل صف تاسع وحلا صف رابع، لها مشوار طويل، زخم ومليء بالانجازات والتقدم والنجاح

شغلت السيدة هيفاء العديد من المناصب على مدار السنوات، الى ان وصلت الى المنصب الرفيع الذي تشغله في المجلس المحلي في دير الاسد. لنتعرف عليها سوية

ها قد عاد علينا الثامن من اذار من جديد، والذي يحتفل فيه العالم برمته بيوم المرأة العالمي. يعتبر هذا اليوم مناسبة عظيمة للاحتفال بانجازات المرأة التي امتدت اذرعها الى ترك اجمل البصمات على شتى الاطر والمجالات. ويمثل هذا اليوم تذكيرًا سنويًّا بدور المرأة ومساهمتها باعتبارها عنصرًا فعالاً ومؤثرًا في المجتمع الانساني على مر العصور. ذلكم ان المراة هي الام وهي الزوجة والاخت والمعلمة المربية والعاملة المنتجة، لا بل هي الانسانية كلها. لقد شهدنا على مر العقود الاخيرة وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والتربوية، انجازات نسوية لا يمكن الا تبجيلها وتقديرها بما يليق بها. وللحديث عن هذا اليوم توجهت مجلة ليدي الى السيدة هيفاء اسدي مديرة قسم الصحة والبيئة، ومستشارة رئيس المجلس المحلي بدير الاسد للنهوض بمكانة المراة.

ليدي: سيدتي هلّا حدثتنا عن المناصب والوظائف التي عملت بها خلال السنوات الماضية؟
هيفاء:
في بداية حياتي تأهلت وعملت كمساعدة لطبيب اسنان لمدة عشر سنوات، وبعدها قررت دراسة موضوع هندسة البيئة في كلية الجليل الغربي. في عام 1996 ترشحت لوظيفة سكرتيرة في وحدة البيئة –الشاغور. كنت محظوظة بالعمل الى جانب المدير في حينها السيد نعيم كريّم الذي فوّض الي مهام تثقيفية، تطلبت عملي مع المدارس والهيئات التدريسية لرفع مستوى الوعي البيئي لدى الطلاب. في عام 2004 تم اغلاق الوحدة – وحدة الشاغور، فتوجهت الى العمل في قسم الصحة والبيئة في المجلس المحلي في مجد الكروم. خلال الاربع سنوات التي عملت فيها في مجد الكروم استطعت، بحمد الله، ان احصل على اللقب الاول في موضوعي علم النفس وادارة سلطات محلية من جامعة حيفا. اضافة الى ذلك قمت بعدة كورسات ودورات تدريبية تعنى بموضوع البيئة، كترخيص المحلات التجارية، ودورة تأهيلية لفحص مستوى الضجة في المصانع، وتخصصت في التخطيط البيئي. كما وحصلت على رخصة لفحص مستوى غاز الرّادون الموجود في الطبقات السفلى من الارض.

ليدي: كيف وصلت الى وظيفة مدير قسم الصحة والبيئة ووظيفة مستشارة رئيس المجلس المحلي بخصوص مكانة المراة في دير الاسد؟
هيفاء
: كانت هنالك مناقصة لمنصب مدير قسم الصحة والبيئة في دير الاسد فتقدمت لها، وبحمد الله، حظيت بالمنصب. من اوائل المهام التي اخذتها على عاتقي كان اجراء مسح شامل للوضح الصحي والبيئي في القرية، اضافة الى جس نبض الشارع ومدى وعيه فيما يتعلق بترخيص المحلات. اجراء المسح ساعدنا كثيرًا في وضع خطط عملية لاعادة الامور الى نصابها في القرية، بما يتعلق بعملنا في قسم الصحة والبيئة، من خلالها القينا الضوء على تثقيف الجمهور بالنسبة لترخيص المحلات التجارية وكيفية الحصول عليها، وانه في حالة استفسار هنالك عنوان في المجلس المحلي يمكن التوجه اليه لطلب المساعدة والمعلومات اللازمة. قمنا بتقديم المساعدة لكثير من اصحاب المحلات التجارية في الحصول على رخص. قمنا بحملات تثقيفية تخص مجال الصحة والبيئة في المدارس والبساتين، بالتعاون مع المدرسين والاهالي في القرية. ومنذ فترة وجيزة كانت هنالك مناقصة اخرى جديدة لمنصب مستشارة رئيس المجلي المحلي، السيد احمد دبّاح، للنهوض بمكانة المراة. وفي هذه المرة ايضًا كنت محظوظة ووفّقت بالحصول على هذه الوظيفة الى جانب وظيفتي السابقة كمديرة لقسم الصحة والبيئة في المجلس.

ليدي: ما مدى اهمية تخصيص منصب استشاري للنهوض بمكانة المراة في السلطات المحلية في نظرك؟
هيفاء:
حسنًا، ان مجتمعنا العربي مجتمع ذكوري، لا يلقي لموضوع الرفع من مكانة المراة اي بال او اهمية. وفوق هذا فان دور السلطات المحلية في بلداتنا العربية يكاد يكون معدومًا بهذا الخصوص، وبالتالي لم يكن منصب يسمى "مستشار/ة للنهوض بمكانة المراة" في المجالس المحلية. غير ان السيد رئيس المجلس المحلي في قريتنا دير الأسد، السيد احمد دبّاح، كان سباقًا بتخصيص وظيفة ومنصب يعنى بمكانة المراة ودورها في مجتمعنا العربي. فقد عمل جاهدًا على توفير الاطار المناسب والمنصة المناسبة للنساء في القرية، والتي يمكننا من خلالها معرفة احتياجاتهن والاجابة عليها. وبالفعل، بعد اسبوعين من تعييني في هذا المنصب تقدمت بدعوة عامة لجميع نساء القرية، لحضور ما اسميناه لاحقًا بمؤتمر النساء الشهري، في المركز الجماهيري في دير الاسد. وحقيقة كان هنالك اقبال كثير وحضور كبير إلى هذا اللقاء. احد اهم بنود الاجتماع كان تخصيص هذ اللقاء مؤتمرًا شهريًّا للنساء، ليكون حلقة تجتمع فيها نساء القرية لنقاش مواضيع تعنيهن او لتلقي دورات تدريبية ومنحهن فرصة مشاركة تجاربهن خاصة.

ليدي: ما هي اهم الموضوعات التي تترأس جدول اعمالك كمستشارة للرفع من مكانة المراة؟
هيفاء:
اهدف من خلال منصبي كمستشارة رئيس المجلس المحلي للنهوض بمكانة المراة، الى العمل على الترابط الاجتماعي بين النساء وتقبل الانتقادات البناءة وتبادل الخبرات، وفتح افاق جديدة امام نساء القرية والانتقال من الامية الى الابجدية. كما ونرجو البحث اكثر في قضايا الصحة والوعي البيئي، الى جانب التأكيد على دور المراة في نشر الوعي الديني ومفهوم الحياة الزوجية وكيفية الحفاظ عليها. وعلى اجندة اعمالنا ايضًا العمل سوية على ايجاد الطرق المناسبة للحد من ظاهرة الطلاق المنتشرة، والتطرق الى موضوع العنف والظلم والتحرش الجنسي. فنحن نهدف الى كسر جاحز الصمت ومنح النساء الفرصة للحديث عن مشاكلهن وتجاربهن. ونعمل على التخطيط لدورات تدريبية بهدف منح النساء مهارات جديدة. نامل ان نرفع مستوى الوعي لدى الرجال ايضًا، في اهمية المسيرة المزدوجة لحياة زوجية سليمة وناجحة. ونسعى الى تخريج نساء قياديات يتحلين بالثقة بالنفس، ويتمتعن بالقدرة على طرد السلبية واعتناق الايجابية سراجًا ينير دروبهن. ومن الموضوعات المدرجة على جدول اعمالنا موضوع التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على المراة العربية؛ كيفية استخدامها استخدامًا صحيحًا، والتطرق الى حالات الطلاق التي تسبب بها الاستخدام الخاطئ للفيس بوك وغيره من المواقع الاجتماعية المنتشرة. ونحن في غاية الامل والتفاؤل بان يتم التعاون مع جمعيات نسائية محلية وقطرية وحتى عالمية، للاستفادة من خبراتهم بهدف تقديم الافضل لجمهورنا النسوي.

ليدي: كيف تقضين يوم المراة العالمي كونك عاملة على النهوض بمكانتها؟
هيفاء:
يوم المراة العالمي ويوم الام مناسبتان عظيمتان. منذ عام 2004 نقوم على ترتيب رحلة نسائية الى طبريا، بالتنسيق مع السيد حمد سويطات، للاحتفال بهاتين المناسبتين. منذ العام الاول ومنذ الرحلة الأولى، لاقينا اقبالاً عظيمًا وتقديرًا كبيرًا على قيامنا بهذه الرحلة التعليمية الترفيهية لنساء دير الأسد، مجد الكروم والبعنة. في العادة يتضمن برنامج الرحلة محاضرات عن مكانة المراة ولقطات فنية ووجبة غداء وغيرها العديد العديد. ومنذ ذلك العام ونحن نرتب هذه الرحلة، اما في يوم المراة العالمي واما في يوم الام في الحادي والعشرين من اذار. ان هذا اليوم غاية في الاهمية لدي، لانه يوم اشعر فيه بتقدير الناس من حولي وشكرهم لمجهودي وعطائي. وانا شخصيًّا اكتفي بالنظرات الباسمة والوجوه النضرة للنساء المشاركات في البرنامج. كما ويحتفل اولادي وزوجي بي في يوم المراة العالمي احتفالاً فريدًا من نوعه كونه يصادف يوم ميلادي ايضًا.

ليدي: ما هي اكثر المواقف النسائية التي تؤثر فيك؟
هيفاء:
المظلومة حين تصرخ، المتألمة حين تقول "اه" والسعيدة حين تبكي.

ليدي: من هي الشخصية النسائية التي تعتبرينها قدوة لك؟
هيفاء:
امي وحماتي. فكلتاهما قدمتا الكثير من اجلي ومنحتاني الدعم الكافي لاتمم مشواري على مر الاعوام. الام تبقى أمًّا رغم كل اخطائها ونواقصها. وان كانت لم تصل الى ماحققت انت من اهداف، ولم تصل الى المناصب الرفيعة التي استطعت نيلها، فقد حققت ما حققت بمجهودها وعلمها ودعمها. فهي لا تقل انجازًا عنك، الا انها لم تحظ بالفرص التي توفرت بمشيئة القدر امامك. فبالتالي تبقى هي صاحبة المكانة الارفع والمكان الاجل، الذي من اجله تستحق التعظيم والتبجيل. وفي يوم الام اهدي امي وحماتي وكل النساء دمعة تعبر عن شكري وامتناني لهن، تكون وسام شرف يزين اعناقهن.

ليدي: كلمة تودين ان توجهيها من خلال منبر مجلة ليدي؟
هيفاء:
في البدء اود ان اشكر زوجي واولادي الذين تحملوا تغيبي عن البيت كثيرًا، وقلة ساعات قضائي الوقت معهم في المنزل. وبالرغم من التغيب انا فخورة بهم جميعًا واعتبر انني نجحت في انشاء اسرة صالحة وناجحة، واحب ان اشكر كل من دعم وساهم من اهلي واهل زوجي وصديقاتي. اما على صعيد اخر، فأتوجه الى كل امراة واقول لها: انه بمقدورك ان تصلي الى ما تريدين وتحققي ما ترغبين. لا شيء مستحيل. كل امراة هي عنصر فعال وبناء في المجتمع، حتى الام التي لا تجيد القراءة والكتابة واستطاعت تخريج ابناء صالحين، فهي بذلك تكون قد قدمت انجازًا كبيرًا للمجتمع. يحق لكل سيدة ان تمحو نظرة الدونية التي قد تنظر اليها بعض العيون العمياء، التي ترمي الى ان تسحق كرامتها وتجبرها ان تكون في مكان لا يليق بمكانتها. ومن حقها ان تحصد رفيع المناصب والدرجات، وتطلق العنان امام قدراتها وطاقاتها الابداعية وتحمي نفسها من الاذى بكل الوانه، وتمنح نفسها الامن والاستقرار الذاتي لانها ركيزة اساسية في تطوير المجتمع.

مقالات متعلقة