الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 23:02

قصة بسمة نمت بداخلي/بقلم:سبيل حمود

كل العرب
نُشر: 31/03/14 11:33,  حُتلن: 12:13

في احد ايام الربيع ذي العطر المنيع مع شروق الشمس الساعة العاشرة صباحًا سمعتُ صوت نداءٍ، قد جذب فكري هذا الصوت واشغل حواسي قفزتُ من مكاني قفزةَ غزالٍ يجري في عروقه دم متوهج، فتحت النافذة فاذا بها صديقتي اسيل كانت حالتها تبدو صعبة وكانت العبرات تنهمر من مقلتيها الخضراوين كانهمار شلال يتجسد فيه الحزن .
عندما رأيت حالتها هذه دب الخوف والشك بين ضلوعي ; فنزلت اليها والهلع يسكنني.
حين وصلتها قالت لي بلهفةٍ :خذيني الى الحديقة العامة انا اكاد اختنقُ.

هبنا الى الحديقة ، جلسنا على المقعد الخشبي وكانت اثار الحزن والهم قد بدت على وجهها النقي، سألتها : ما بك يا صديقتي يبدوا ان مشاكل العالم تتداول حياتك .
تنفست الصعداء من كبدها وقالت: نعم يا اختاه تستطيعين القول ان جنتي تتلاشى من مخيلتي.
اجبتها: وماذا تقصدين بذلك، لا تتكلمي بالألغاز ارجوك !!!

قالت : امي، قد اصيبت بالمرض الخبيث اشبه بالجهنمي ما العمل؟؟
عندما اخبرتني صديقتي بهذا الخبر بكى البكاء لبكائي وهدت الذكرياتي كياني وبدا الدمع الاسود يتساقط زخاتٍ زخات من عيني ولكي اخفف عنها قلت لها: لا تحزني هذه هي الحياة فليشفها الله، وقالت لي : إذا هاجرت امي سمائي فمن ذا يعيد غناء البلابل حينها , إذا هاجرت الحياة سأصبح كذرةٍ مرتجفةٍ في دائرة الحياة من دون انتظام، امي لقد سكنها القنوط والسقام.

اجبتها جوابًا مرضيًا :لا تفكري هكذا بل رددي انها ستشفى.
وبدأت بالبكاء من جديد حتى اكبت على كتفي، وفجأة !!! جاء طفل صغير يبدو لي انه في سن الثامنة من عمره نادانا قائلا: ايتها الجميلتان، وتبسم بسمةً رقيقةً تحملُ روح البراءة وروح التفاؤل ثم قال: تفاءلن فالقدر بيد الله.
نظرنا اليه بتعجب وقلنا: ماذا تقصد بقولك هذا؟؟
وإذا به شخص من عائلة اسيل آتٍ من بعيد قائلاً : اسيل، اسيل لقد وُجد حل مرض امك اللعين وجدنا الحل ابشري.
قال الطفل: تفاءلوا لعل البسمةَ تشفي حزننا وها هي قد شفتهُ.
ومنذ تلك اللحظة اثرت بي بسمة الطفل وطبعًا هاجرتُ عالم اليأس وحل علي عالم التفاؤل، فوجد حل المرض لا ادري إذا حقًا بسمة الطفل قد شفت حزننا لكننا أدركنا اهمية البسمة في حياتنا وهذا بفضل الطفل; فشكرناه شكرا جزيلاً.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة