الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 22:02

جامعيو الطب العرب في رومانيا يقيمون مهرجانا طلابيا

أمين بشير -
نُشر: 03/04/14 15:25,  حُتلن: 18:25

الدكتور فيصل حمودة من شفاعمرو:

بدون شك أن تنظيم مثل هذا الحفل أعاد ذاكرتي سنوات عديدة للوراء عندما كنت طالباً في كلية الطب في سنوات الثمانينات من القرن الماضي وعندما اقترحت إبنتي لمى الفكرة علي لم أتردد للحظة بتقديم الإستشارة والمساعدة

الطالبة دلال شكر راشدي من العراق:

هذا الاحتفال زادني قوة وخاصةً انه الأول من نوعه لذلك شعرت بالكبير أبي وبالصغير أخي وهنا الجميع أخوة وإخوان لي من أم لم تلدنا وأتمنى أن نستمر في السنوات القادمة في مثل هذه الاحتفالات

كانت تلك الليلة بمثابة حلم راود الطلاب العرب في كليات الطب الرومانية، منذ سنوات طويلة يعيشون بالغربة بين مقاعد الدراسة ولكن قلوبهم تتغنى بأوتار جذورهم وتراثهم الأصيل، ويعشقون ريحة تراب بلادهم. ومن منطلق التواصل والتعارف والتعايش بين جميع أطياف الطلاب العرب من مختلف البلدان العربية في إطار يوحدهم في بلاد الغربة. لذلك لم يترددا الطالبان بدر عدنان طراد من سخنين ولمى فيصل حمودة من شفاعمرو بالتعاون مع الطلاب جريس داهود من عبلين وألاء عثاملة من اللد، ومريم جرمومي من المغرب ودلال راشدي من العراق، بتجسيد الفكرة والحلم الى أرض الواقع، وذلك بعد ولادة الفكرة بإقتراح من أحد المسؤولين في جامعة كلوج د. دان جي بان بإقامة أمسية ثقافية للطلاب العرب نظراً لعلاقته المميزة مع الطلاب العرب وتجربته السابقة في إحياء أمسيات مماثلة قبل عقود مضت.



ومباشرةً إنطلقت التحضيرات والإجتماعات المكوكية منذ طرح الفكرة أي قبل شهرين تقريباً، لإقامة أمسية فنية ثقافية والتي تحولت الى مهرجان كبير، حيث تم الاتصال مع الطلاب العرب بمختلف الجامعات الرومانية، وأوكلت الجامعة منظمين للحفل وهما (بدر ولمى)، ومن خلال والديهما تم الإتصال والتنسيق مع الشاعر الشعبي مروان قادرية من شفاعمرو والفنان محمد زبيدات من سخنين وفرقة الدبكة بقيادة الدكتور أحمد القاضي، وتم الحفل بمساهمة رجل الأعمال فلسطيني الجذور المقيم في رومانيا علي القاضي حيث كان له الدور المميز في إنجاح الحفل. حيث غصت إحدى قاعات مدينة كلوج الرومانية بمئات الطلاب والأهالي والمسؤولين بالمشاركة في المهرجان من مختلف الكليات الرومانية تحت سقف واحد، وبالتحديد في مدينة كلوج بعنوان " ريحة آرיضينا".  كما حضر الإحتفال سفير فلسطين في رومانيا د. احمد عقل مباركاً وشاكراً من بادر ونظم هذا الحفل، وطاقم المسؤولين في كلية الطب وأهالي الطلاب من البلاد والإعلامي حسين الشاعر الذي قام بتغطية المهرجان إعلامياً.

تواصل ثقافي 
افتتحت الأمسية طالبة الطب بيسان حلومي من بلدة كفرمندا، التي تميزت بلباقتها العالية في إدارة المهرجان. تلاها الطالب بدر عدنان طراد من كلية الطب وأحد المنظمين للأمسية حيث تميز بكلمة مقتضبة تقزمت الجمل بجانبها حيث قال هناك كلمة، تقول شيء ، ولكن الصمت أحيانا يقول كل شيء هو صمت من دون قول او ردة فعل على ما يحدث في عالمنا العربي الحبيب وأكد أن المشاركون في الإحتفال هم مميزون حقيقيون لا يلحقون بالآخرين بل يقودون الطريق، وأشار أن هذا الإحتفال بمثابة اللبنة الأولى للقاءات بإسم التواصل الثقافي واختتم بكلمة تراثية " أن العجائن خمائر وانتم خمائر وأساس هذا المجتمع". تلاه كلمة بإسم الأهالي في البلاد ألقاها عدنان طراد، قال: "إن علينا بناء الإنسان وليس بناء الجدران، وحضورنا الى رومانيا بمثابة دعم لأبنائنا وبناتنا من أجل الإنتماء والتواصل بين أبناء الجلدة الواحدة، من منطلق الحفاظ على جواز سفرنا الثقافي والإجتماعي والأخلاقي، وليس كما يكتب في الصفحة الأولى في جواز السفر العربي أن من يفقد الجواز يعاقب، بعكس بقية دول العالم التي تؤكد في جوازاتها مدى إنتماء الإنسان الى بلده والعكس صحيح". بعده إستمع الحضور الى الفنان محمد زبيدات من مدينة سخنين أحد المشاركين في نيو ستار، حيث افتتح أغانيه بأغنية " موطني" وخلال الفقرات أطرب المشاركين بأغاني فلكلورية وتراثية وإحداها "علي الكوفية".

لقاءات وإحتفالات ثقافية 
كما استمتع الحضور بعرض شيق لفرقة الدبكة، تلاها كلمة ممثل جامعة كلوج د. دان جي بان الذي أثنى على هذا العمل الجبار وأن الجامعة على إستعداد بمد يد العون لمثل هذه اللقاءات والإحتفالات الثقافية، تلاه عروض متنوعة للطلاب، وكانت مفاجأة المهرجان الشاعر الشعبي مروان قادرية من مدينة شفاعمرو الذي ألهب المشاركين بمقاطع طنانة ورنانة من الزجل الشعبي (الحداء) والسحجة العربية في تذويت الفلكلور التراثي العربي الأصيل.

إنجاح الحفل 
هذا، وحضر الإحتفال الدكتور فيصل حمودة من مدينة شفاعمرو وكان مساهماً فعالا في إنجاح الإحتفال وهو خريج كلية الطب في كلوج في سنوات الثمانينات، فقال: " بدون شك أن تنظيم مثل هذا الحفل أعاد ذاكرتي سنوات عديدة للوراء، عندما كنت طالباً في كلية الطب في سنوات الثمانينات من القرن الماضي ، وعندما اقترحت إبنتي لمى الفكرة علي لم أتردد للحظة بتقديم الإستشارة والمساعدة وقمت بالإتصال مع المسؤولين والفنانين وهنا تذكرت مقولة "يا جذر جذري سأعود حتماً فانتظرني"، وهكذا كان وسنستمر في تقديم المساعدة حتى نشعرهم أنهم بين أهلهم.

تواصل ودعم
الإعلامي حسين الشاعر شكر المنظمين على هذه الدعوة، مؤكداً أن الحفل يحمل في طياته أسمى معاني التواصل بين بلاد الغربة والجذور وهذه رسالة واضحة لكل أب وأم أن يدفعا بأبنائهم نحو العلم والمعرفة في بلاد الغربة لأن هذه البقية الباقية، وشجع موقف الأهل على حضورهم ودعمهم لأبنائهم في الغربة لأنهم سلاحهم في تحقيق النجاح في كل مجال.
أما الطلاب الذين وضعوا بصماتهم على تنظيم الإحتفال كانت كلماتهم راسخة ومدى شعورهم بالفرحة بتحقيق الحلم على ارض الواقع.
والطالبة لمى فيصل حمودة من مدينة شفاعمرو، "المهندسة" من وراء الكواليس في تنظيم الاحتفال، قالت: "ما أجمل أن تحصد الثمرة بعد غرسها والإعتناء بها، حيث أمنت انه بالعلم وحده ترتقي الأمم وجمع الخير والتواصل قوة ورأفة وألفة ونور وإنتماء وهكذا توج الإحتفال، ولا بد من شكر خاص لوالدي لنؤكد معاً أن تجربة الآباء تلقي بظلالها على مهارة الأبناء".

مواصلة المسيرة العلمية 
الطالب جريس داهود من بلدة عبلين، قال: "لا تحسب المجد ثمراً أنت أكله ولن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر"، وأقولها بصراحة حلمنا وصبرنا كثيراً ولكن عندما تحقق الحلم دفعنا بقوة نحو التقدم والإبحار في مواصلة مسيرتنا التعليمية بإمتياز.
الطالبة مريم جرمومي من المغرب أردفت قائلة: "بهذا الحشد وهذا الجمع الغفير أشعر بين أهلي ولست بغريبة من بلاد المغرب".
أما الطالبة ألاء عثاملة، قالت: "شعورا وليس شعاراً سعادتي كما قال الفيلسوف : " ما سعادة الأمم بكثرة أموالها ولا بقوة استحكاماتها ولا بجمال مبانيها وإنما سعادتها بأبنائها الذين تثقفت عقولهم وحسنت تربيتهم وإستقامة أخلاقهم ونحن هنا في الكليات سفراء لأهلنا ونؤكد إننا ماضون بسلاح العلم والحفاظ على موروثنا الثقافي والفلكلوري.

نجاح وإستمرار 
الطالبة دلال شكر راشدي من العراق قالت: "هذا الاحتفال زادني قوة وخاصةً انه الأول من نوعه، لذلك شعرت بالكبير أبي وبالصغير أخي وهنا الجميع أخوة وإخوان لي من أم لم تلدنا، وأتمنى أن نستمر في السنوات القادمة في مثل هذه الاحتفالات".
وأضافت قائلة: "الأمسية التي تحولت الى احتفال كبير بل عرس تراثي شعبي فلكلوري.. طال ساعات طويلة بعد أن حقق نجاحاً واستحسان الطلاب الذي جمع بين الأهل بأبنائهم واختتم المهرجان بكلمة واحدة من الجميع أن المهرجان سيصبح تقليدي في كل عام".

مقالات متعلقة