الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 18:02

ضحية تشرين الاول /بقلم:سوزان سواعد

كل العرب
نُشر: 07/04/14 12:51,  حُتلن: 15:36

خاطرة  ضحية تشرين الأول لسوزان سواعد:

هي فتاة لم يتعد عمرها الثامنة عشرة ارادت ان تختبر به الاخلاص ان تجرب معه متعة الحب ان تربي عشقا وسط  عاداتوتقاليد  خانقة وسط مجتمع يموت ويحيا خائفا من قضية الشرف تلك

هو كغيره من شباب ورجال القرية بمحاذاة طريق الحب يمر ولكن مستحيل ان يأخذه كمسلك له لانه رجل والرجل لا يسير وراء عواطف واحاسيس تافهة


هي ضحية تشرين الاول هي بلحظة انتهت كل حياتها احلامها وامالها ....
كانت رائحة المطر الاول تملأ ارجاء القرية بهذا المطر ودع الاطفال اخر اطلالة لأيلول واخر اطلالة لها ايضا ..
على غير عادتها بقيت جالسة في غرفتها ولم تستقبل حبات المطر الاولى على الرغم من انها من عشاق المطر ، كانت  مشغولةبهاتفها الخلوي رسائل تَرسل ورسائل تصل وكان هو يتقمص دور العاشق ذو القلب الكبير، ومن حوله يجلس جمهور من الشباب يتابعون مسلسله معها وكيف بإمكانه ان يأخذ منها ما يشاء ويستدرجها في الكلام .
" اريد ان اراك اليوم، دعينا نودع الصيف معا دعي الشتاء يكون الشاهد الاول على حبنا يا عزيزتي " تحركت مشاعرها ازاء هذه الكلمات احست بان عاطفة رهيبة غير مسيطرة اجتاحتها .. وعلى عجل وبدون تردد وافقت على رؤيته حضرت نفسها جهزت العديد من الاكاذيب لاهلها وانطلقت وانطلقت اليه املة بمسلسل رومانسي ستصوره معه، املة بأن تجد رجلا بانتظارها .
هي فتاة لم يتعد عمرها الثامنة عشرة ارادت ان تختبر به الاخلاص ان تجرب معه متعة الحب ان تربي عشقا وسط  عاداتوتقاليد  خانقة وسط مجتمع يموت ويحيا خائفا من قضية الشرف تلك.
وهو كغيره من شباب ورجال القرية بمحاذاة طريق الحب يمر ولكن مستحيل ان يأخذه كمسلك له لانه رجل والرجل لا يسير وراء عواطف واحاسيس تافهة.
ها قد اجتمعا بالفعل وكانا في ضيافة المطر ووراء اشجار السنديان يختبئ اصدقاؤه ليتابعون لحظات سقوطها.
مسكينه تظن ان القبله هي كل شي بالحب تظن ان القبله همسة اخطأت في طريقها الى الاذن فاستقرت في الشفاه هي مسكينه حقا !
كانت تعيش الدور. تارة تنظر اليه بخجل وتاره تمسك يده بقوة، اما هو فكان يهيئ نفسه لافتراسها ..وما هي الا لحظات فقط حتى انقض عليها وسلب ما يشاء, لحظات فقط حتى نادى لاصدقاءه ليظهرون من وراء شجر السنديان وليشاركوه الفريسة.
اخذوا ما شاءوا وذهبوا وهي كانت لا تزال مرتمية على الارض ودمعه من حرارتها احرقت وجنتيها وشتاء تشرين الاول المتوقع بأن يشهد لحبهما كان الشاهد الاول لفضحية كبرى ...
بعد ساعتين من الزمن قامت ولملمت احلامها المتناثرة وحُطام حبها وركضت كالمجنونة وفي حديقه بيتهم الخلفية شدت الحبال على رقبتها واطلقت العنان لروحها التي اُغتًصبت ...
نعم انها ضحيه تشرين الاول هي بلحظة طيش وعواطف جارفة فارغة انتهت حياتها ومع اخر اطلاله لايلول كانت اخر اطلاله لها ..ومع اخر غروب لشمسها غابت هي ايضا ...

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة