الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

دارُ راما لأزياء الدُّمى : قصة قصيرة لاولاد العرب

أماني حصادية -
نُشر: 09/04/14 11:46,  حُتلن: 12:19

 دارُ راما لأزياء الدُّمى
الجزء (1)


كانتْ قصاصاتُ الأقمشة التي تراكمتْ على الطَّاولة رائعةَ الجمال, وقد وقفت راما بجانبِ جدَّتِها التي انتهت للتَّوِّ من خياطةِ فستانٍ جميلٍ لها وبدأت بجمعِ ما تناثر من خيوطٍ و قصاصاتٍ صغيرةٍ في سلَّة المهملات.
كانت ترمي القصاصاتِ الصَّغيرةَ جدًّا وتحتفظ على كرسيٍّ بجانبِ الطاولة بتلك الكبيرةِ منها وبعد أن انتهت تمامًا من تنظيفِ المكان و شكرت جدَّتَها و قبَّلتْها مراتٍ عديدةً حملت فستانَها الجديدَ وذهبت لتجرِّبَه في غرفتها.
بَدا وهي تلبسه جميلاً جدًّا, وقد راقها لونُه وأعجبتها تلك التفصيلةُ التي تجعلها تبدو كأميرةٍ حقيقيَّةٍ وهي تدور مُنتشِيةً به فينتفخ و يطير عاليًا..


خرجت من الغرفةِ بعد أن دارت عدَّة مراتٍ أمامَ مِرآتها ووقفت أمام والديْها و جدَّتِها ودارت مرَّتين بفرحٍ ثم قبَّلت الجميعَ وعادت نحوَ غرفتها لتقومَ بتعليقِ ثوبِها في الخزانة.
عندما نظرتْ إلى ملابسِها تمنَّت لو كانت تعرف الخياطةَ مثلَ جدَّتها تمامًا و تخيَّلت نفسَها تقوم بتفصيلِ وخياطةِ أجملِ الملابس لها و لدُميتِها المفضَّلة, ابتسمت طويلاً قبل أن تحدِّث نفسها قائلةً:
- لِمَ لَا؟.. لِمَ لَا أتعلَّم و أقوم بخياطةِ الملابس بعدها بنفسي؟
أسرعتْ نحوَ قِطع القماش وبدأت تقصُّ أولَ قطعةٍ منها, جعلتها كالمستطيلِ ثمَّ وضعتْها حولَ دميتِها وقامت بتحديدِ مكانِ الخياطة المناسب لتكون قطعةُ القماش تنورةً رائعةً.
لم تكن غرزاتُ راما متقنةً ولم تكن لديها فكرةٌ، لكنَّها عندما عرضت التَّنُّورةَ على جدَّتِها ابتسمت لها وقالتْ:
- لديكِ الموهبةُ يا راما.. ولديك صبرٌ ينفعك كثيرًا لو تعلَّمتِ الخياطةَ و أتقنتها.. ما رأيك أن نبدأ بالدروس؟
- رائعٌ يا جدَّتي سأكون سعيدةً وممتنَّةً.
فرحت راما كثيرًا بدعوةِ جدَّتها وجمعت كلَّ قِطع القماش الفائضةِ ووضعتها في سلَّتِها الحلوةِ ووضعت أدواتِ الخياطة التي رأتها مع الجدَّةِ و نامت ليلتَها سعيدةً جدًّا.
في اليومِ التالي قامت راما بكتابةِ دروسها بعد انتهائِها من تناول وجبة الغداء ودون أن تفكِّرَ في القيلولةِ أو اللعب أو حتى مشاهدةِ الرسوم المتحركة..
لقد كان الحماسُ لتعلُّمِ فنِّ الخياطة يملأ كيانها و يدفعها دفعًا لإنجازِ كلِّ ما عليها من مهامٍّ و فروضٍ لتجلسَ في الساعةِ الخامسةِ تمامًا أمامَ جدتها وتبدأ معها بالدرس الأول.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net  

مقالات متعلقة