الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 00:02

صورة عرب الداخل في الإعلام الإسرائيلي/بقلم: عارف أبو قويدر

كل العرب
نُشر: 10/04/14 16:52,  حُتلن: 08:10

عارف أبو قويدر في مقاله:

كثرة دخول وسائل الإتصال من قنوات وصحف في حلبة وسائل الإعلام الإسرائيلية في السنوات الأخيرة لم يؤد إلى تغير ملحوظ في تمثيل العرب في إسرائيل

وسائل الإعلام تشوه الواقع الإجتماعي لعرب إسرائيل وفق تصويرهم بصور نمطية ومنحهم تمثيل أدنى

الإعلام الإسرائيلي لا يعالج القضايا الجوهرية التي تعتبر تحديا للعلاقات العربية الإسرائلية في البلاد الأمر الذي يضر ضررا كبيرا على تحسين ظروفهم بل يفوق ذلك بكثير

لا شك أن الأقلية العربية في البلاد تعاني الأمريين فهي أقلية فلسطينية، تحاول جاهدةً أن تحافظ على مكانتها القومية والإندماج في الحياة الإجتماعية والإقتصادية داخل البلاد. إن الطرح الأكاديمي في هذا السياق يدل بشكل غير قابل للتأويل، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تصور أنماط سلبية تقوي الشكك وعدم الثقة تجاه العرب بشكل عام في البلاد، وبذلك تسوق للجمهور تفسيرات ترسم "العربي كمهمش" ومنحط أخلاقيا، فعلى سبيل المثال، لا الحصر نرى أن الأخبار التي تتعلق بالعرب تظهر أنهم يتبعون إلى فئات معادية للدولة، فتمثيل العربي داخل تلك الصحف يتأطر بين كونهم مختلسين في أحسن الأحوال وطابور خامس في أسوء الأحوال. بكلمات أخرى الأقلية العربية في البلاد لم تحصل على التمثيل الديمقراطي، فحسب، بل أن تمثيلها أقل من نسبتها في المجتمع وتمثيل الشخصيات تمثل وفق أراء مسبقة سلبية للغاية وأقل من فرق الأغلبية.

تمثيل العرب في وسائل الإعلام الإسرائيلية قليل جدا ونسبة حضورهن في الساحة الإعلامية أقل من نسبتهم السكانية، يعد العرب كأقل قيمة من اليهود، اللبراليين، الرجالة والقادمين. إن تمثيل عرب إسرائيل يظهر من خلال أنهم يشكلون خطرا على الأغلبية اليهودية، فصورة العربي في الإعلام الإسرائيلي تتجلى بالسرقة، الإجرام، الإنحراف، القتل، المظاهرات والإضرابات. الأبحاث الأدبية دلت على أن وسائل الإعلام تمثل "العربي" كتهديد إستراتيجي. مثل: الإضرابات، المشاكسات، كتهديد عملي على كيان الدولة وسبلنتها.

إن كثرة دخول وسائل الإتصال من قنوات وصحف في حلبة وسائل الإعلام الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، لم يؤد إلى تغير ملحوظ في تمثيل العرب في إسرائيل، فمثلاً صحيفة "نتنياهو هايوم" كغيرها من الصحف عدا صحيفة هأرتس اليسارية تعمل خلافا للإلتزامها الأخلاقية، وبالتناقض مع قانون "السلطة الثانية للتلفزيون والراديو"، والذي ينص أنه يتوجب العمل وفق بث عادل ومتوازن يضمن التعبير المناسب لجميع الآراء المختلفة من الطيف العام، والإلتزام بتوفير تمثيل لمجموعة متنوعة من الآراء والأفكار.

بداية بحر هذا الأسبوع رأينا كل ما ذكر انفاً، فعلى سبيل المثال في مجال الرياضة. فبدأت الصحف والمواقع الرياضية بحملة شعواء على التصرفات المرفوضة التي قام بها اللاعب طالب طواطحة (أحد عناصر المستقبل لقريق مكابي حيفا الذي يمر في أتعس لحظاته هذا الموسم) مناصفة مع ذلك فنرى جليا تجاهل كبير من التصريحات العنصرية في جميع الملاعب الرياضية ومباريات كرة القدم بين أبناء سخنين و بيتار القدس على وجه الخصوص.

جميع المشجعين وغير المشجعين يرون أخطاء النجوم اليهود في الدوري الإسرائيلي والهتفات العنصرية التي لا تدان من قبل وسائل الإعلام الإسرائلية على النقيض تماما من قضية "التصرفات غير الأخلاقية للاعب مكابي حيفا طالب طواطحة". الصحف الإسرائيلي على مختلف مشاربها أظهرت التصرف أنه مخزي وإكثرت القيل والقال في هذا الموضوع وبذلك نلاحظ أن وسائل الإعلام لا تعمل على ردم الفجوات بين العرب واليهود. بل تعمل على أن يسلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على الأجزاء السلبية من المجتمع العربي بداعي إبراز عدائهم للدولة واللصوصية.

مثال آخر يلمسه كل من يطلع على الإعلام الإسرائيلي مؤخرا وهو تفريق الأقلية العربية في البلاد فتستخدم الصحافة مصطلحات نحو "عرب إسرائيل"، عربي من أم - الفحم" أو "البدو"، والتمييز بين المجموعات المختلفة في المجتمع وترويج الفروق بين الأقليات رغبة جامعة للجهات الجهات السياسية والأمنية. لإجمال تلك السطور نرى أن وسائل الإعلام تشوه الواقع الإجتماعي لعرب إسرائيل وفق تصويرهم بصور نمطية ومنحهم تمثيل أدنى، فالإعلام الإسرائيلي لا يعالج القضايا الجوهرية التي تعتبر تحديا للعلاقات العربية الإسرائلية في البلاد الأمر الذي يضر ضررا كبيرا على تحسين ظروفهم بل يفوق ذلك بكثير فالتمثيل السلبي للعرب في وسائل الإعلام يمس مساسا بالغا في قرارات الشركات الإقتصادية في الدولة مثل التوظيف، وإستعدادها للإستثمار في مجتمعات الأقليات وتخصيص الموارد للعرب في البلاد.

*الكاتب حاصل على جائزة مراجعة الاعلام الاسرائيلي لعام 2013 من قبل مؤسسة "لاعرف" حق المواطن في المعرفة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة