الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

أبو عرب شاعر الإنسان الفلسطيني/ بقلم: سعيد فالح بكارنة

كل العرب
نُشر: 11/04/14 19:18,  حُتلن: 23:13

سعيد فالح بكارنة في مقاله:

رحل "شاعر المخيمات الفلسطينية " أبو عرب ودفن في حمص خالد بن الوليد مع أنه تمنى أن يدفن في مسقط رأسه الشجرة كما عبر عن ذلك عندما اجتمعنا به في زيارته الأخيرة للبلاد في نيسان عام 2012 

إيماننا بالله تعالى كبير أن يجازيك يا أبا عرب بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا فهو تعالى القائل : "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" 

قبل شهر ونيف رحل عنا الشاعر الفلسطيني الكبير" أبو عرب " ، حبيبنا وقريبنا الذي طالما سمعنا عنه قبل أن تطير شهرته ويصبح معروفا لدى أغلب أبناء الشعب الفلسطيني في البلاد والشتات .
منذ نعومة أظفارنا كنا نسمع عنه من والدي الذي هو ابن عمته ، وكذلك ممن تبقى في هذه البلاد من كبار عائلتنا ومن كبار قريتنا الحبيبة "الشجرة " ،كنا نسمع عن الموهبة الشعرية الرائعة التي يمتلكها الشجراوي إبراهيم محمد الصالح والتي ورثها عن جده لأمه شاعر الشجرة الشيخ علي الأحمد بكارنة والتي لم يكتب لأشعاره أن ترى النور في ديوان مطبوع .
رحل "شاعر المخيمات الفلسطينية " أبو عرب ، ودفن في حمص خالد بن الوليد مع أنه تمنى أن يدفن في مسقط رأسه الشجرة كما عبر عن ذلك عندما اجتمعنا به في زيارته الأخيرة للبلاد في نيسان عام 2012 .
رحل ابن الشهيد محمد الصالح ، ووالد الشهيد معن ،وابن البلد وعاشق الوطن وأبو العرب الذي يعتبر موسوعة متنقلة لأسماء المدن والقرى والأماكن الجغرافية في شمال فلسطين ،رحل شاعر اللاجئين ،وعاشق فلسطين ،وشاعر مخيماتها وثورتها.
رحل أبو عرب عاشق الشجرة بلدة والشعراء والعلماء، بلد الشيخ علي الأحمد والشيخ يوسف درويش وناجي العلي وفؤاد ياسين ، وبلدة الشهداء عبد الرحيم محمود وسعد علي الأحمد وإبراهيم محمد ذياب وغيرهم .
رحل عنا أبو عرب فكان لرحيله بالغ الأثر في قلوب ملايين الشعب الفلسطيني الذين بادلوه الوفاء بالوفاء و الحب بالحب، لأنهم يعلمون أن أبا عرب رحمه الله تعالى وهو الرجل المتواضع ابن الفلاحين ، والذي لم يكن يبتغي من وراء قصائده وأغانيه الوطنية الأرباح المالية العالية، كما أنه لم يكن في يوم من الأيام "شاعر بلاط" يمجد الزعماء والحكام و يتعصب لهم ، بل يمجد الشهداء والعلماء و الإنسان الفلسطيني البسيط ويتفاعل مع مشاكله ويتضامن معه .
من مثلك يا أبا عرب وأنت الإنسان الذي يعلم أن الموت حق ، وكل نفس ذائقة الموت، قال الشاعر :
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الموت ما الدارُ ؟
الدار دار نعيم إن عملت بما يرضي الإله وإن خالفت فالنارُ
هما محلان ما للمرء غيرهما فانظر لنفسك أي الدور تختارُ
إيماننا بالله تعالى كبير ، أن يجازيك يا أبا عرب بالحسنات إحسانا ، وبالسيئات عفوا وغفرانا ، فهو تعالى القائل : " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " .
رحم الله أبا عرب وأسكنه فسيح جناته ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة