الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 00:02

المفاوضات رغم كل شيء!/ بقلم:أ.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 12/04/14 15:04,  حُتلن: 08:08

أ.محمد خليل مصلح في مقاله:

دائل او خيارات نتنياهو محدود جدا من ناحية وعدمية من ناحية اخرى ضم حزب العمل بدل بينت غير ممكن لأن المشكلة حينها ستنتقل الى داخل الليكود مما قد يسبب بانفجار الليكود من الداخل

قدرة نتنياهو مشكوك فيها ومع ذلك فهو يتحدث اليوم عن الاستقلال والدولة والقرار بقصد التحريض والإثارة ضد القوى التي تضغط عليه خاصة الادارة الامريكية والسياسات الراهنة واوباما بالتحديد

الانتظار سيد الموقف بالنسبة لنتنياهو الموقف الفلسطيني طري ممكن ليه بالاتجاه الذي ينقذ نتنياهو وللإبقاء في نفس الوقت على السلطة بوقف العقوبات بتحريك الوضع السياسي والقبول بعضوية السلطة في المنظمات الدولية الثلاثة عشر

يبدو أن المفاوض الفلسطيني والسلطة الفلسطينية رهينة لهذا التصور والمنهج، اذ ان الواضح للإسرائيليين ان خيارات ابو مازن وسلطته محدودة وان الانتظار وان عليهم ان ينتظروا تفجير الموقف من الداخل الفلسطيني بدلا من ان يتفجر من الداخل الاسرائيلي ؛ هكذا يبدوا الوضع بالنسبة لنتنياهو ؛ إن "إسرائيل مستقلة في قراراتها وقادرة على رفض المفاوضات في أي وقت". بحسب ما جاء على لسان نتنياهو خلال مؤتمر لحزبه عقد في مدينة "مفدال هعيمك " أمس ، رداً على خطاب وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمام الكونغرس والذي حمل من خلاله (إسرائيل) مسؤولية فشل المفاوضات ".

ومع ذلك نتنياهو اليوم يشعر بحالة من الرهاب النفسي ان يفقد كل شيء في لحظة ما فهو لم ولن يكون مناحيم بيغن باسلوبه في الحكم او في صناعة سلام على غرار اتفاقية كامب ديفيد المصرية او القادر على فك القيود السياسية الذي وضعها لنفسه او التي وضعها الجهات اليمينية داخل الحزب وخارجه او الاستغناء عن الدعم النفسي لكل من ليبرمان او بينت بعد ان خسر دعم حزب شاس الحليف الطبيعي لليكود بعد ان ابقاه خارج الائتلاف ؛ الانتظار للحظة المناسبة هي الخطوة العقلانية بالنسبة لنتنياهو او تفجير الموقف الحالي والوضع القائم وفي هذا مخاطرة كبير جدا قد يدفع بخروج بعض الشركاء مثل ليفني ولبيد ؛ الوضع جد صعب خاصة بعد حملت اسرائيل على لسان كيري بالتسيب بفشل المفاوضات وان تراجع كيري عن هذا القصد الا ان نتنياهو امام تهديد اكثر رعب هو انهيار التحالف مع ليبرمان ؛ بعد ان كشفت صحيفة معاريف النقاب عن مساعي حثيثة لخلق شراكة سياسية بين حزب "اسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان وحزب جديد يعكف الوزير الليكودي السابق "موشيه كحلون" على تشكيله لخوض انتخابات الكنيست القادمة والتهديد من كتلة البيت اليهودي البرلمانية التي قررت دعم موقف رئيس الحزب الوزير نفتالي بينت الذي أعلن ان حزبه سينسحب من الائتلاف الحكومي اذا تمت المصادقة على اطلاق سراح معتقلين من المواطنين العرب الاسرائيليين في اطار التفاهمات مع الجانب الفلسطيني.

بدائل او خيارات نتنياهو محدود جدا من ناحية وعدمية من ناحية اخرى ضم حزب العمل بدل بينت غير ممكن لأن المشكلة حينها ستنتقل الى داخل الليكود مما قد يسبب بانفجار الليكود من الداخل وفي ذلك خسارة كبيرة لنتنياهو والخيار الثاني ضم كتلة شاس ويهودات هتوراه وهذا الخيار يواجهه عقبتين الاولى تصريح زعيم شاس درعي بعدم دعم نتنياهو والعمل جاري على اسقاطه والعقبة الثانية معارضة لبيد لذلك لما بينهما من خلاف على المسائل الدينية والتجنيد للحريديم ؛ يبقى الخيار الثالث وهو التوجه للانتخابات المبكرة وفي ذلك نهاية مسيرة نتنياهو السياسية لان كل الاطراف الداخلية والخارجية ستعمل لإسقاطه والتخلص منه دون اسف عليه .
قدرة نتنياهو مشكوك فيها ؛ ومع ذلك فهو يتحدث اليوم عن الاستقلال والدولة والقرار بقصد التحريض والإثارة ضد القوى التي تضغط عليه خاصة الادارة الامريكية والسياسات الراهنة واوباما بالتحديد ، وهذا كان واضحا في تراجع كيري عن اتهام اسرائيل بالإضرار بمسيرة المفاوضات ؛ الاستقلال اليهودي بعد سنين العبودية في التاريخ اليهودي من المحرمات : "أهمية الاستقلال هو أن تصر على مواقفك ، والقدرة على أن تقول نعم أو لا ، ونحن (شعب) مستقل ومن حقنا أن نصر على مواقفنا ".
ومع ذلك فقدرة نتنياهو محدود اليوم بعوامل داخلية وخارجية فهو مكبل اليدين وكل ما يأمل به هو ان تتفجر الامور من داخل الفلسطينيين او الرهان على المحور المصري الاماراتي السعودي للضغط على السيد ابو مازن بورقة دحلان او بعدم تلبية مطالبه بتوفير شبكة امان مالية وسياسية بالعودة للمفاوضات ؛ هذا دون التجاهل للطلب الاساسي لذلك المحور بعدم الاقتراب من حماس في اطار الحرب القائمة على جماعة الاخوان المسلمين ؛ هدف يجمع بين ذلك المحور و " اسرائيل " بعد ان وضعت الجماعة على قائمة الارهاب .
الانتظار سيد الموقف بالنسبة لنتنياهو ؛ الموقف الفلسطيني طري ممكن ليه بالاتجاه الذي ينقذ نتنياهو وللإبقاء في نفس الوقت على السلطة بوقف العقوبات بتحريك الوضع السياسي والقبول بعضوية السلطة في المنظمات الدولية الثلاثة عشر والقبول بهذا الوضع الجديد للسلطة ومنحها الشعور بهذا النصر الكاذب. وأضاف نتنياهو: "أهمية الاستقلال هو أن تصر على مواقفك، والقدرة على أن تقول نعم أو لا ، ونحن (شعب) مستقل ومن حقنا أن نصر على مواقفنا".
القناة العاشرة الاسرائيلية مساء اليوم الخميس، أن طواقم المفاوضات الاسرائيلي والفلسطيني بحضور المبعوث الامريكي الخاص لعملية السلام "مارتن انديك" والمجتمعين في هذه الاثناء بالقدس توصلوا الى صيغة اتفاق لإنهاء الأزمة والعودة إلى طاولة المفاوضات.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة