الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

خانوا تربية آباءهم/ بقلم: جيهان عامر مجذوب

كل العرب
نُشر: 17/04/14 08:32,  حُتلن: 14:15

تجاوزنا معركة التقاط جوانب مشرقة وبوثقة صدر مساواة بين الجلاد والضحية.
عرفتها اربعة خانها زوجياً خانتهُ تربوياً، خانها وطنياً خانتهُ اكاديميا ، للخاء والياء والالف والنون تعريف.
نعيش موتة الخيانة الحقيقية التي من فجرها تلد الخيانات الاخرى، الامر يترجم بكل ما هو جارح وفاحش.
الابناء في بيوت الخيانة يلتهم نكرانهم لتربية اباءهم، فها نحن امام جريمة بحق الابوين الذين كرسوا ونذروا حياتهم لجيناتهم سوياً.
استهوت الابناء المتعة، المال، الفتن ومن احشائها ينبثق الاعمق!
من عمق رحمها وُلد جنين والاخر دون استئذان وها كلاهما يتنصل من واجباتهم نحو الاخر .
يترك الاباء ابناءهم وهم على يقين ان بصماتهم قد نُقشت في بيوتهم لكنهم غفلوا ان جينات بعضهم كانت خائنة ، مجرمة بحقهم متفشية بكل انواعها.
فالابناء كسروا ميثاقاً اعتمدوا عليه ابائهم ووثقوه في محياهم لا شك وبعد موتهم.
فحانهم الشاب ِبرقودهِ بزاوية ٍ قطيعة السبل بأمواج سيجارة تلتهم احشاءهُ ، فخانتهم بوضع سترة سوداء تخفي عيوبها تخفي تفاصيل جسدها ويداهُم ممزقة العنان برضاهم ودعائهم لها لا يعلمون ان باب جامعتها او باب مدرستها يبدأ رويداً رويداً بكشف جسدها وعُري الاسود من على تفاصيلهِ.
فيجهل والِداها بأنها خرجت صفحة بيضاء لا يرسم وجهها ويخططهُ سوى عينين وفم وانف .
فيغرونها وتميل شهوتها لاحمرار الشفاه واكتساء الاعين بالوانها الخمسة وتصبح امام ضميرها خطيئة خروجها بهذه وتعود بتلك .
خانهم بتلك التي تنتظره متربعة باموالهِ ، وابوه من شقوة زمانهِ من زفير وشهيق تعبهِ يجمع لقمة عيشهم معتقداً ان ولدهُ يسهر ساعات من اجل ان يصبح طبيبا، مهندسا او معلماً مغترباً.
لا يعلمون انهُ في احدى" الكباريهات" راقصاً تسكرهُ امرأة قذرة احترفت الرقص اموال ابيه.
شاب اعتنق الزواج بدأ بالانسحاب من عش تربى بهِ ، اغرتهُ امرأة شيطانية جاحدة حاقدة بقطع علاقتهُ بوالديه وهكذا كسر سهام امالهم وثقتهم بهِ.
فقذفهم واقذعهم بكلمات كقنلة رماها ، فيكدح الاب وتسهر الام منتظرة ابناَ صالحاً وفتاة تملئ بها حياتها
فتكسر قلب والديها حين تطعنهم بسهم ناري فتخونهم ببراعة .
فوقعت بفخ ممثل العشق وممثل الصدق ، اتقن العزف على اوتارها الحساسة فأغراها بكلماتهِ المعسولة وحنية صوتهِ بليلِ مرير .
هكذا قتلت اباها واطفأت شمعتها وجعلت شهابا من لهب يخنقهم سوياً.
فكان ابوها يسند اعوجاج اضلاعهُ بعشوائية حنيتها وادبها ، ما الذي هيمن على لجوئها وبوحها لوالدبها كل ما يحصل، هل صحبتها السيئة ام انعدام الضمير ؟؟
اغلقت خانة كانت عميقة اغلقت خانة الثقة بعائلتها كشيء خارق زلزلهم جميعاً .
فها هم جعلا نكهة الثقة تتأرجح، فأختزلوا ثقة اهلهم وجعلوا من حزن والديهم اوداج خيانة .
اعتقدتُ ان الزمن كفيل بمداواة الخيانة بأنواعها لكن غالباً ما تترك الخيانة اثرا عميقا في نفس من تعرض لها .


شفاعمرو 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة