الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 14:02

علاقة الطعام بالمزاجية (2) /بقلم:سهير سلمان منيّر

كل العرب
نُشر: 17/04/14 18:05,  حُتلن: 21:38

سهير سلمان منيّر خبيرة غذاء وطب بديل:

الطعام الذي يناسب الكيمياء الحيوية الخاصة بك قد لا يتماثل تماماً مع الطعام الذي يتناسب مع غيرك

خذ بعض الوقت للتفكير فيما تتناوله من طعام وما تشربه وعما إذا كانت هناك صلة واضحة بينه وبين الحالة المزاجية

 قدرتنا على مسايرة الضغوط تحدد الصورة التي تصبح عليها صحتنا أو يمكن رؤية صحتنا كمقياس لمدى قدرتنا على التكيف مع الضغوط المختلفة التي تحيط بنا

هل من علاقة بين الطعام والحالة المزاجية؟ بالتأكيد لأن ما نأكله وما نشربه له دور هام فيما نشعر به ذهنياً، ونفسياُ،ً وكذلك بدنياً. الطعام ليس مجرد وقود وطاقة، بل إنه يؤثر في الحالة المزاجية والنفسية. توقفنا عند هذا السؤال في القسم الأول وهنا نستكمله.

الأكل السريع مفعوله شنيع/ بقلم: سهير سلمان منيّر
سهير سلمان منيّر خبيرة غذاء وطب بديل


يستخدم أخصائي العلاج بالتغذية مصطلح " فردية الكيمياء الحيوية " لتفسير الاختلاف والتنوع بين حاجات الأفراد للطعام والمواد الغذائية ومن الحكمة أخذ هذا في الاعتبار عندما تبدأ في تغيير نظامك الغذائي أو عند تناول إضافات غذائية. فالطعام الذي يناسب الكيمياء الحيوية الخاصة بك قد لا يتماثل تماماً مع الطعام الذي يتناسب مع غيرك فاللحوم لشخص ما " قد تصبح حقاً السم لشخص غيره ".
يمكن أن نستفيد من الأبحاث العلمية وتجارب الآخرين لمعرفة الأفضل ( أو الأسوء ) بالنسبة لنا كي نأكله خلال استكشافنا للعلاقة بين الطعام والحالة المزاجية. بيد أننا نحتاج أيضا للتعلم أن نثق في حكمنا الشخصي، وذلك لأن كل منا كفرد له القدرة على اختيار ما نتناوله وما نشربه، ولكون كل منا فريد في ذاته، فإن كل إنسان يمكنه وحده تحديد الأثر(أو انعدامه ) لنوع من الطعام أو الشراب على حالته المزاجية وهذا معناه.

لماذا التغيير؟
يقتضي تغيير ما تتناوله الإقلال من أكل أو شرب بعض الأنواع أو الإكثار من غيرها، ولكن قد يصعب الامتناع عن تناولها تماماً.
يجب أن تحتفظ بما يمدك بالراحة والعون الداخلي، وذلك لأنك إذا تنازلت عنه في حالة إحساس بالتضحية أو تحت وطأة الشعور بالواجب، فسوف تمتلكك الرغبة في استرجاعه. وسوف تسبب لك هذه الرغبة المكبوتة المتاعب وهكذا لا تتنازل عن شيء إلا عندما تمتلك رغبة شديدة في حالة مزاجية أخرى، عندها يفقد معها هذا الشئ جاذبيته وأهميته بالنسبة لك.
الآن، قد يصبح مفيداً أن تتأمل علاقتك مع الطعام والحالة المزاجية من خلال التدريب.

أولا:
خذ بعض الوقت للتفكير فيما تتناوله من طعام وما تشربه وعما إذا كانت هناك صلة واضحة بينه وبين الحالة المزاجية ( الجيدة أو السيئة ) الناتجة عن تناوله. قد تصبح هذه العلاقة معقدة للغاية وقد تحتاج إلى تلخيص
أفكارك على غرار المثال التالي عن مادة الكافيين: يقظة،التركيز،الثرثرة والحالة العصبية.
تكمن مادة الكافيين في الشاي والقهوة والكولا و الشوكولاته، وعادةً ما نختار شرب هذه المادة عند شعورنا بالتعب أو سرعة الغضب لأنها تبدو وكأنها تمدنا بدفعة وتساعدنا على التركيز. وكذلك فإن شرب فنجان من القهوة أو الشاي له جوانب نفسية إيجابية فنحن نقابل صديقاً لشرب فنجان من القهوة والحديث معه أو نعطي أنفسنا استراحة بالجلوس للاستمتاع معه في طقوس القهوة الكيميائية كما أجاد التعبير الشاعر محمود درويش. بالمقابل لمثل هذه الاحتياجات النفسية هامة للغاية ولكن يمكن إشباعها بطرق أخرى وذلك لأن تناول الكافيين له آثاره الجانبية. فالإفراط في تناول الكافيين، على سبيل المثال، (ويختلف هذا المقدار من شخص لأخر) قد يؤدي إلى بعض الأعراض مثل التوتر والعصبية والاكتئاب.

ضغوط الحياة:
إن قدرتنا على مسايرة الضغوط تحدد الصورة التي تصبح عليها صحتنا أو يمكن رؤية صحتنا كمقياس لمدى قدرتنا على التكيف مع الضغوط المختلفة التي تحيط بنا...فإذا زادت عن قدرتنا على التعايش معها نبدأ بالشعور بالمرض.
إن كل منا له علاقة حميمة مع البيئة ويجب أن يظل ارتباطنا بما حولنا من أشياء متوافقاً كي نظل أصحاء، وبينما نحن نبحث عن حل لمتاعبنا الصحية فمن المفيد دوماً أن نلقي نظرة أعم على الكون، أن ننظر للصورة ككل مثلما ننظر إلى جزيئاتها الصغيرة، وتعرف تلك الصورة الكلية.
مع مرور الوقت نصبح أكثر قدرة على اكتشاف الآثار الذهنية والنفسية للضغوط المعروفة بالفعل والتي تسبب إصابة الجسم بمتاعب بدنية بعد انواع من الطعام. ومن بين هذه الضغوط السموم البيئية مثل الأسمدة الكيماوية، والمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، والإضافات، والمضادات الحيوية، ومنشطات النمو، والملوثات (مثل المعادن الثقيلة والهرمونات المخلقة و PCBS ) ويوجد أيضاً بعض الكيماويات الطبيعية والكائنات المجهرية (كالبكتيريا والفيروسات) والسموم الفطرية ( مثل الفطريات) والطفيليات التي تمثل خطراً على الصحة، هذا بالإضافة إلى المخاطرة الممكنة التي أصبحت مثار اهتمام كثير من الناس نتيجة للوجود المتزايد للكائنات المعدلة وراثياً في الطعام الذي نشتريه.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة