الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 19:01

لماذا هذا التنافر بين ابناء الشعب الواحد؟/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 19/04/14 08:51,  حُتلن: 09:27

الدكتور صالح نجيدات في مقاله:

هنالك عند بعض الناس حساسية ونوع من الآراء المسبقة كل على الآخر وغير مستعد للتعايش معه أو اقامة علاقات اجتماعية معه

نحن شعب فئوي ومغلق ومتعصب للعائلة أو للطائفة ولا نحب التعايش مع الآخرين الذين ليسوا من عائلتنا أو طائفتنا ونحافظ على مبنى اجتماعي عائلي وطائفي

التعايش سلوك أخلاقي وحضاري قبل كل شيء والتزام بسلطة القانون الذي يسري ويطبق على الجميع في اطار مؤسسة هدفه الاستقرار والنماء للجميع في ظل الأمن والأمان


يتكوّن المجتمع الاوروبي والمجتمع الامريكي من قوميات وأعراق وديانات وكذلك المجتمع اليهودي في البلاد جاء من جميع اقطار العالم وانصهر في مجتمع واحد وبالرغم من هذه الاختلافات فإن هذه القوميات تتعايش مع بعضها البعض تحت مظلة المواطنة الجامعة بينها من حيث الحقوق والواجبات، وتساهم في بناء اوطانها لمستقبل افضل لأجيالها القادمة.

في المقابل، في المجتمعات العربية في الوطن العربي الكبير وكذلك في مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل وفي الضفة والقطاع بالرغم من القواسم المشتركه الكثيرة مثل الدين واللغة والعادات والتقاليد وكذلك في المجتمعات المتأخرة عن ركب الحضارة الإنسانية تختلف هذه القبائل والطوائف والعائلات، وينقلب اختلافها الى خلافات فتتحول الى التناحر والاقتتال والحرب الذي يحرق الاخضر واليابس وتسيل الدماء، وهذا بحد ذاته سلوك جاهلي ينم عن ضعف المنطق وضيق النظر وجهلها بإيجابية التعايش الذي يجمع بينها في ظل مفهوم المواطنة، حيث تُستبدل هذه المواطنة بعصبيات دينية وطائفيه مختلفة، فهناك إثارة عاطفية وغير عقلانية لصراع طائفي مقيت يشق المجتمع ويدمره ولا ينطون تحت مظله واحده أو يحتكمون للقانون وكما قال غوار الطوشه "حارة كل من يدو الو".

فعلى سبيل المثال لا الحصر نأخذ قرى مجاوره لبعضها البعض، نجد أن هنالك عند بعض الناس حساسية ونوع من الآراء المسبقة كل على الآخر وغير مستعد للتعايش معه أو اقامة علاقات اجتماعية معه من منطلقات عدة.

نحن شعب فئوي ومغلق ومتعصب للعائلة أو للطائفة ولا نحب التعايش مع الآخرين الذين ليسوا من عائلتنا أو طائفتنا ونحافظ على مبنى اجتماعي عائلي وطائفي، وما دمنا هكذا وبهذا الوضع لن نتغير حتى يرث الله الارض وما عليها.


الاخوة الكرام، التعايش سلوك أخلاقي وحضاري قبل كل شيء، والتزام بسلطة القانون الذي يسري ويطبق على الجميع في اطار مؤسسة هدفه الاستقرار والنماء للجميع في ظل الأمن والأمان، وبجهد جماعي لصناعة المستقبل لأجيالنا بعيداً عن النزاعات الذاتية للاستحواذ ومنع النزاعات التي تؤدي الى عدم الاستقرار وفقدان الامن والأمان. ولا يتحقق التعايش بالشعارات والخطب والتمنيات بل يتحقق من خلال الإيمان بالسعي والعمل الجاد لبناء جسور التفاهم والتسامح واحترام التعددية في الآراء لتحقيق العيش المشترك بين مكونات المجتمع.
ولا يتحقق التعايش إلا بإبراز مساحات الاتفاق بهدف إثرائها وتكبيرها، وفي المقابل ترك مساحات الاختلاف لتضمحل على مدى الزمن. وكما وضحنا في المقدمة، ان السبب الرئيسي للتناحر بين اطياف المجتمع هو جهل كل طرف بخصوصيات الطرف الآخر، لذا فإن كنا ننشد التعايش فالأجدر أن تنفتح جميع الاطراف بعضها على بعض وتحترم خصوصيات الاطراف الاخرى.

إن من أهم الامور لتحقيق التعايش هو احترام كل طرف لحقوق الطرف الآخر كمواطنين يتساوون في ظل الوطن الواحد من حيث الحقوق والوجبات واعتراف كل منا بوجود الآخر، والخروج من بوتقة الانغلاق الذي يزيد الجهل وسوء الظن الذي يؤدي الى التنافر والتناحر اللذين يهزان كيان المجتمع الواحد واستقراره.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة