الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

الى روح المرحوم سالم جبران طيب الله ثراه/ بقلم: عزت فرح

كل العرب
نُشر: 21/04/14 13:54,  حُتلن: 08:07

عزت فرح في مقاله:

المرحوم كان مناضلا عنيدا لا يجامل ولا يوارب رحمه الله عرفته مثقفا صاحب اخلاق حميدة لا يحيد قيد انملة عن الحق والعدالة 

صحيح ان المرحوم  سالم جبران إنحدر من عائلة ليست ميسورة الحال في قرية البقيعة الجليلية، لكن تذكرني قصائده بالزعتر كما قلت له في اكثر من مناسبة ، الشاعر الوطني المثقف اممي في افكاره حتى النخاع ، في محاصراته في سنوات التسعين الاخيرة امام المعلمين العرب واليهود كم تجلت امميته امام ناظري بوضوح ناصع عندما خاطب الطلاب الاساتذة شممت فيه روحين روح العزة القومية وروح نبذ التعصب والترفع البغيض ولقد شهد شاهد من اهله.

في احدى الصدف شاءت الاقدار ان سافر فجاة الى خارج البلاد وكان عليه ان يحاضر في ، لوحمي هجينؤت، امام الطلاب الثانويين اليهود عن مجزرة كفرقاسم وانتدبني عندها ان اقوم انا نفسي بهذه المهمة واخبر المسؤولين بذلك وكم وجدت نفسي في حيرة من امري اذ وجدت هؤلاء الطلاب لم يسمعوا عن ذلك لا في مدارسهم ولا في بيوتهم  ولاموا عندها اساتذتهم الحضرين معهم اذداك. عندها عرفت كم كانت مسؤولية المرحوم جسيمة في التوعية لايصال صوت الحقيقة الى شعبي هذه الديار فهي مهمة اخلاقية ونضالية في ّان معا.

الاديب المنتقل عنا درس في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف وكان مع شاعر فلسطين محمود درويش في نفس الصف كنت اصغر منهما ولكن كغيري من طلاب ذاك الوقت الكتب نادرة والحياة تكاد تخلو مما، يتمتع ، به ابناؤنا اليوم كانا يتنافسان في المهرجانات التي كانت تعقد يومها في النادي الثقافي الرياضي بادارة الغفور له حنا دلة ابي خالد وكنت اطير فرحا عندما استمع الى محمود وسالم في قصائدهما الوطنية كسجل انا عربي والرومانسية. لم يكن مترددا ابدا في رايه السياسي او الوطني ولا متلعثما فيصح فيه قول الشاعر
اذا كنت ذا راي فكن فيه مقدما فان فساد الراي ان تترددا
في قصيدته لن اغني من ديوانه، كلمات من القلب، يقول
في مهجتي، ماْساة شعب طيب
اودت به ريح سموم
انا لن اغني

كما يقول في القائمة السوداء
وطني ملكي
ابقاه لي اجدادي
وساْبقيه للابناء
حر فيه انا... اتجول كيف اشاء

لقد زارني في بيتي في كفرياسيف عندما توفي استاذنا المرحوم نمر توما ابو فؤاد رحمه الله وكان وفيا لهذه البلدة العزيزة على قلبه وكان يتذكر ابام الشباب المبكر التي قضاها في حواريها وبين ازقتها وفي بيوته اذ كانت له ذكريات عزيزة على قلبه ايام الصبا. فارس الكلمة يترجل الرجل الفصيح المناضل الاممي الثابت في اّرائه الذي اذا قال اقنع حتى خصومه وحتى اذا حاضر بالعبرية اقنع سامعيه وحتى معارضيه. رحم الله ابا السعيد واسكنه فسيح جناته مع الخالدين.

*عزت فرح - مدير مدرسة يني السابق 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة