الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 12:01

زفـــاف ( الجزء الثالث)/ بقلم: رشـيقـة داؤود طه

كل العرب
نُشر: 23/04/14 07:57,  حُتلن: 08:28

أي رجل هذا ؟ اعجوبة في ثقافة الجمال ، وأناقة تلتهمُ صمتها في بسمة !
عيناه تجالسُ قطافَ انوثتها ، وكأنه يراقب زلزلة روحها كلّما همسها في اربعة حروف ، ويُخرسُ ما بين الخدين في عناق يحبس انفاسها
المرأة ايضا لا ترغب في رجل مستحدث !
بل برجلٍ وحشي العاطفة ، نفحة من قسوة الغيرة ، وعناق في الختام يُداهم عصبيتها .
هو .. يعمل قاتل مأجور لفتيات ، قضت على حياتهن العاطفة ، ولا بأس بأن يعوم في امواجها المزاجيه ، فمهما هاجت امواج عاطفتها ، لن تصل الى اخر الشاطئ !
هي .. جالسه في الكافيه ، محتضنة عيناه خلسة ، لا تدري ما اصابها فجأة ! فلا تريد ان تفقد هيئتها في مكسب رجالي !
اخذ يطالع فنجانها ، وتتطاير ضحكاته على ارجوحة احاسيسها الدافئة .
-فنجانكِ اليوم حبيبتي ،فراشة على وشك العبور، وحُب احمق في سطور !
- أتقرأ فناجين... ؟!
-بل أقرأ لغة الغرق في عينيكِ !
فأخذت تخفي التباس بسمتها بسؤال:
- أتود ان تشرب شيئا اخرا ؟
لكنه نهض معتذرا :
-ثمّة اعمال في انتظاري ، لقد كان يوما ساحرا معك ، اود ان نكرر هذا اللقاء لكن في مكان اكثر تسترا ، " حكي الناس ما بِرحم " !
سارت بخطوات صامته خلفه الى موقف السيارات وكما لتستبقي بعضا منه وقتا اطول :
- لم يمض الكثير من الوقت !
فرد مقاطعا :
- اتودين ان تقولي شيئا ؟
- استمتع بأعمالك اليوم !
فرد ساخرا :
- كم أشتهي سماع ما تودين قوله !
- أنــا ؟!
فانفجر ضحكا :
- اخبرتك سابقا اني اتقن قراءة الفناجين
- و....؟
- وارغب باقتطاف صمتكِ في موسم شجاعة !

لقد انتصر في معركة ارباكها ، فتشابكت يديها باحثه عن، "اللا " في زمان كانت تتفوه بها، وكأنها تعني هذه اللحظة "متى سنلتقي مرة اخرى " ؟

وفجأة رنّ هاتفه ، فقاطع التباس مشاعرها ، واخذ يتجه قليلا نحو حافة الشارع ، ليجري المكالمة...
اما هي بقيت في عذاب الانتظار ، فقد بدا يخونها نصفها الانثوي ، كأنه يُحرر قيود صمتها ، فهي ما عادت فراشة ربيعية حرة ، بل هي بحاجة اجنحة كلماته الذكية كي تطير .

- اعتذر عليّ العودة ، ظرف طــارئ !
- وددت ان اقول لك ....
- سامحيني .. فهناك ما ينتظرني حقًا ، سنتكلم لاحقا
بحبك !

لقاء ناريّ في حضارةِ الشوق ، ينتهي بإفساد فرحتها ..

عادت الى البيت ، رمت بنفسها الغريبة عنها على الاريكة

ثم اخذت تمزق بتأنٍّ وردته الحمراء ، وتنثر وريقاتها على عبراتها السعيدة الحزينة ..
عجبا يا هذا .. كيف تُشعل ب " كلمة " حطب هذا الانتظار
وتكسرُ تعاليمَ وجهي بتفاهة اعتذار ......
فثمة رجال يرغبون بك ساعة ، أو يرغبونكِ عنوة كل ساعة .. وهُنا الفرق !
رجال.. يأتونكِ بعقدهم ، تقلبهم ، كابتهم ... كي تنشليهم من وحل ذاتهم ،
تمدين لهم يد العون ، فيغرقونكِ في دوائر مياههم العكرة !
هؤلاء .. نعم هؤلاء .. يُتاجرون فيكِ كوسيلة لتعبئة ثغرات خلفتها امرأة عابره ، قد غادرت حياتهم بقرار منها ...
وكي ينساها في فقدانك ، انتِ الهـــدف !

- صباح الخير حبيبتي
- اهلين بقارئ الفنجان !
- اعتذر عن البارحة فقد اضطررت ان ...

قاطعتهُ ضاحكه :

- حبيبي ..البارحه قد نسيتَ معي "محبس" !

يتبع في الجزء الرابع ...

 كفر قاسم

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة