الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 22:01

خطأ فادح ارتكبه الإخوان/ بقلم: صالح القلاب

كل العرب
نُشر: 24/04/14 09:41,  حُتلن: 09:44

صالح القلاب في مقاله:

مشكلة هذه الأحزاب كلها أنها أحزاب شعارات وأحزاب نظريات ومنطلقات عقائدية وليست أحزابا برامجية مما جعلها مغلقة لا تقبل الإجتهاد ولا الرأي الآخر

كان على الإخوان المسلمين وما يهمنا هو «إخواننا» في الأردن أن يستوعبوا التطورات المستجدة عندنا وعند غيرنا وأن يعيدوا النظر بكل مسيرتهم السابقة وبمنطلقاتهم السياسية

القرار الذي اتخذه «الإخوان المسلمون» ضد «زمزم» يدلّ على كَمْ أنَّ هذه «الجماعة» ، على مستوى المراقب العام والتكتل الذي يلتف حوله، تعيش حالة «نزق» وإنفلات أعصاب وضيق أفق وعدم القدرة على تحمّل الرأي الآخر وهذا يعني ، إنْ قريباً أوْ على المدى الأبعد قليلاً، أن هؤلاء مقبلون حتماً على حالة تصدع لا محالة ستثبت أنَّ هذه التجربة على عكس ما يدعي أصحابها تقبل القسمة على أي رقم من الواحد وحتى المائة وأنه سيصيبها ما أصاب الأحزاب العربية من حزب البعث إلى حركة القوميين العرب إلى الحزب الشيوعي إلى الجبهة القومية والحزب الإشتراكي في اليمن الجنوبي.

ومشكلة هذه الأحزاب كلها أنها أحزاب شعارات وأحزاب نظريات ومنطلقات عقائدية وليست أحزابا برامجية مما جعلها مغلقة لا تقبل الإجتهاد ولا الرأي الآخر حتى من قبل أعضائها القياديين الذين ما أن يختلف أيٌّ منهم مع الدائرة المهيمنة المسيطرة حتى يصدر بحقه قرار مثل القرار الذي أصدرته دائرة المراقب العام بحق جماعة «زمزم» التي كل ذنبها أنها اختلفت مع هذه الدائرة وأنها بعد مسيرة الإخوان المسلمين الطويلة وبعد تحولات الأعوام الأخيرة تحلت بالجرأة «المحرمة» وطالبت بالتصحيح والتخلص من الظواهر المرضية التي باتت تعيشها هذه الجماعة وأخطرها الإنحيازات التنظيمية على أساس إقليمي بغيض.

نحن نعرف أن هذه «الجماعة» ومنذ تكوينها في مصر في نهايات العقد الثاني من القرن الماضي كانت ترفض الرأي الآخر حتى على مستوى محطاتها القيادية العليا وأنها كانت ولا تزال «تُكفِّر» من يبتعد عنها ويخرج من صفوفها وذلك كما يشن المراقب العام ومنْ معه والدائرة المحيطة به الآن حرب الإشاعات والتبشيع التي يشنونها على رموز «زمزم» الذين أفنوا زهرات أعمارهم في الإخوان المسلمين والذين عانوا كثيراً بسبب إنتمائهم إلى هذا الحزب الشمولي الإستبدادي الذي كل ممارساته حتى تجاه أعضائه ممارسات «إسبارطية» والذي تقترب العلاقات داخله من العلاقات في عصابات «المافيا» والزمر السرية التي لا تتردد في أن يكون مصير من يخرج منها او عليها الإعدام والتصفية.

كنت التقيت الدكتور رحيل غرايبة ومرات عدة قبل نحو سنتين وأكثر قليلاً وأسمعته وسمعت منه ولكنني ويشهد الله قد لمست منه التزاماً وانضباطاً «إخوانياً» كإلتزامي عندما كنت عضواً في حزب البعث العربي الإشتراكي حيث كان «التنظيم» بقرة مقدسة لا يجوز الحديث عن أخطائه أمام «الآخرين» وحيث لا رأي إلاَّ رأيه في كل صغيرة وكبيرة وحيث كل من يخرج منه إنْ طوعاً وإن بعقوبة «الفصل» يصْبحُ جاسوساً وعميلاً للإمبريالية الأميركية والصهيونية العالمية.

كان على الإخوان المسلمين ، هنا عندنا في الأردن، أن يدركوا خصوصية بلدنا وأن يترفعوا عن الإنحيازات الجهوية والإقليمية وأن يلتزموا بما أمرنا به رسولنا العظيم «دعوها فإنها منتنه» وكان عليهم ، وقد دخلنا الألفية الثالثة وبعد أن اكتوينا بالظاهرة الإرهابية المدمرة، أن يعيدوا النظر بتبنيهم لأفكار سيد قطب وأن ينفتحوا على مجتمعهم وأن لا يبقوا يمارسون العمل داخل تنظيمهم كحركة سرية مغلقة لا يحق حتى لإعضائها من خارج الدائرة المتحكمة والمسيطرة معرفة كل ما يجري داخلها.

ثم وكان على الإخوان المسلمين ، وما يهمنا هو «إخواننا» في الأردن، أن يستوعبوا التطورات المستجدة عندنا وعند غيرنا وأن يعيدوا النظر بكل مسيرتهم السابقة وبمنطلقاتهم السياسية وبكل طرق ووسائل عملهم وأن يتحولوا من حركة تابعة للتنظيم الدولي الإخواني وتدين بـ «الطاعة والولاء» للمرشد العام إلى حركة وطنية أردنية تدين بالطاعة والولاء لهذا البلد وللقيادة الشرعية والأطر الديموقراطية.. لقد كان عليهم أن يستوعبوا زمزم وغير زمزم وأن يستمعوا للرأي الآخر إن بالنسبة لأمورهم الداخلية وإن بالنسبة لما يمارسونه من سياسات عامة أمَّا أن يكون المراقب العام هو ظل الله على الأرض وأنه يحق له ما لا يحق لغيره فإنَّ عليهم أن يدركوا أن هذا هو ما دمَّر الإتحاد السوفياتي لأن «الرفيق الأمين العام» للحزب الشيوعي كان هو كل شيء ولأن أسرار التنظيم يجب ألاَّ تخرج إلى الخارج ولأنه لم يكن هناك رأي إلاَّ رأي المكتب السياسي الذي هو حُكماً رأي الأمين العام.

نقلا عن صحيفة "الرأي الأردنية"

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة