الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 27 / مايو 17:02

أعتذرُ عن سقوط قلمي/ محمد عدنان كنعان

كل العرب
نُشر: 10/05/14 07:58,  حُتلن: 08:11



أعتذرُ عن سقوط قلمي إبّان شروعي بكتابة هذا النص،
فكلُّ ما يحيطُ بي يقودني إلى اللامعنى أكثر،
يكبِّلُني بالإحباط أكثر..
كل ما هنا ليس هنا،
ضائع هو في الغياب حد الحضور،
ولا أخفيكم إجباره لي بالتزام القوافي ..
أبعدني عن منطق القهوة أكثر، و حرق ما استطاع من شجر اللوز البعيدة ..
بعيدةٌ بعيدة ..
حيث تمكث حرية الشعر العاهرة ..خائفة؛
لإنها لا تزال تغريني بما تعرّى من جسد الشعر العمودي..
و ترتشفني كرماد النار المستعرة على جدارن جسدي ..
ها أنا أُحاصَرُ من جديد
بين سور المدرسة العتيقة التي خُبئت الجنّة خلفها ..
وبين امرأة اسودّت النار في ربوعها..
كل ما هنا ليس هنا ،
يأخذني من مجازي هذا إلى أحضان النساء ، وبقوة
الغائبين أقاوم ، وبغياب القوة تنتصر كبواتي ..
ولكنني ما زلت بقوة محتلٍ حاصرته الأحجار أقاوم !
متى أُهزَمُ ومتى أَهْزِم ؟!
متى حروفٌ ثلاثة أولها ميمٌ اشتقت قوتها من المعلقات الثمانِ ،
فما زالت الجدارية تحيطُ بالمكان ..
أمّا آخرها فمقصورٌ لم يشىء القدر أن يمُدَّ شفاهي المهجورة بابتسامةٍ ولو شاردة ..../
متى هو موعدٌ تنصَّلَ من قوميَّته اللّغوية ؛
لكونهِ غريباً على ما اقتنيتُ من نصوص شعرية ..
ولإنه احتمى بين الملاجىء الواهنة ،
ولا أدري إن كان أعرابياً ذو بشرة سمراء أو بيضاء في المكان!
فذقنه المهملة تسترُ عيوباً سلبتها الغربة منه../
متى أعودُ ليومٍ روتيني ؟
واحد كانت تفاصيله بنهوضٍ أحمق من السرير..
نهوضٌ أشعثٌ جرّآء سقوط كأس البابونج الأخير على صدري،
والساعة لم تكن موجودة لأخبركم عنها !
وأذكرُ أنني قمت بإعداد ما يلزم للرحيل عن سريري ..
فتوقفي أيتها العبرات المزيفة ، فساعة الجدار لم تسقط عن الحائط بعد ،
و لم أُقتل بعد ،
و لكنّني لم أحيا بعد !
هذا السرير أضحى هشاً بعد تمزيق النساء لجغرافيته الساذجة ،
وها هي الفرصة سانحة لسرد ما تبقى من حكاية النبيذ الأخير ..
نبيذ من شربَ نخبَ انتصار فطرتي السينورية على مبادىء حمام السلام ..
وتبدأ الرواية من جديد،
تبدأ كالعادة بتجسيد شخصية المنفيّ من الذات ،
وتنتهي بشيء من الذكريات ..
ولا بدَّ من سجائرٍ تعطر المنفى برائحة الوطن،
ولا بدّ من ذم أوراقٍ ذهبت في نزهةٍ مع الأقلام بالقرب الشريد ...
وأصوات الغائبون حاضرة في أوراقنا،
نجلسها في أرواحنا إن تخلت فيروز عن مكانها الصباحي..
أصوات الغائبون تأنبني لاستئصال الشفقة من رحم خافقي ..
والذكريات ما زالت تفتش عن درويش جديد لهذا العصر الهش...
فمتى تعود الذكريات ؟
متى تعود برؤوس أينعت وكان الاستطراد قاطفها؟
والآن ما عاد بوسعي إلاّ أن أكتب عما لا يدور في مخيلتي ؛
لإنّ عينيكِ المسافرة.. كانت أبعد من اللامكان!
فأعتذر عن ضياع قلمي.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة