الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 07:02

عودة من المنفى/ بقلم: محمد عدنان كنعان

كل العرب
نُشر: 12/05/14 13:15,  حُتلن: 13:38

أَدَّعي انتظارَ أَحَدُهُم هُناک..وأُمْعِنُ النَّظَرَ في ساعَتي الأَثَرِيّة ،
لَعَلَّ أَحَدهم يَسألني من تَنْتَظِرْ ..
أو متى مَوعد القيامةِ ..لکِنَّ أحداً لمْ يأتِ فَبَقيتُ أُداعبُ ما تَبَقَّى مِن أشعارِ المنفى ،
وَأبکي زمناً تَصَدَّعَت الجبالُ من قسوته ِ..
فأَرتَدُّ عن ذلکَ وَأسيرُ على جدارِ الکنائسِ المهجورة ،
وأذرفُ الدّموع لعله يکون الرجوع الى وطنٍ أو لِمَنْفى..
وأسألُ نفسي
أينَ الحضن الذي دثّرني في خريف المنفى ؟
أين َحصانکَ يا درويش ؟ ‌وأين حروفک ؟
أينَ مَن ْادَّعَيْنَ عِشْقِي وأين حنيني إليهن ؟
أذهبوا الي اللامکان ؟
لکنّي ترکته قبل قليلٍ ولم ْأجدهم !!
أَيَّتُها الناظرةُ بِعينِ الشَّفَقَةِ لستُ بالغريبِ فلا تجلسي قربي لتآنسي وحدتي ..
ولستُ بالقريبِ لأشکو إليک ِخيبتي ..أنا مُشّتقةُ الغيومُ التي جَبرها الهواء ...
.أنا خافقٌ أنبضُ بالرّحيل ِ...وأعزفُ علي وترِ الفناءِ..
أنقمُ القوافيَ وحروفَ الوصلِ ..
أنا مَنْ عادَ مِن بلادِ الأوركيد الي صحراءٍ بِلا شعراء ..
ولا تسألوني عن أل التعريف !!
فقد سقطتْ من جيبي عند عودتي بالمنام من قصر درويش في الجِنانِ ..
حتى النساء والرجال والأطفال جاؤا إلَيَّ لأنتقيَ لهم المعلَّقات ..
فانصرفوا عندما شاهدوا تملُّکي للمجازِ ..
أنا بَحرُ المجازِ و المنفى ،
وخافق ُالذِّکرياتِ ..وقدْ أكونُ مِرآةَ السّرابِ ...وبقايا ما هَلکَ مِن السَّحاب ..
سَأَعودُ إلي وطني الجديد ؛ لِأَستلِذّ بنکهةِ المنفى علي وَقعِ القَصائدِ الجاهِليّةِ..فَرُبّمَا أَسْأَلُها
إلى أينَ سأمضي بعدَ هذا المنفى الغريبِ ؟
أين الأحبة.. أين ذکرى العدو وَقُبَلُ الحبيبِ ؟
لما أخذني الزّمان مِن المنفى ؟
لنْ أُطيل بِذکرِ هذا المصطلح ِالأَرعن...
ولکِن اعذِروني فقد مَلَلْتُ مِنْ جَلْدِهِ جَسدي بِسوطِ الشَّوقِ..
إلى أنْ انصاعتِ الأَنا العليا لِنواهي الزّمان ،
ولشيءٍ مِن مُذَکَّراتِ" الرکاکة ،
أمّا هُنا فلا أَرى إلاّ ما أَرى ،
وَما أَراه ليسَ أَهلا ً لِأُکمِلَ تلك القصائد..
فاخترت ُالعودةَ إلى المنفى من المنفى

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 


مقالات متعلقة