الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 16 / مايو 12:02

مدائن الشتات/ بقلم: سامي رفيق الاحزان

كل العرب
نُشر: 26/05/14 10:48,  حُتلن: 14:08

هذا المساء أطل وجهك من وسط الأشجار الحزينة
وقد بللت خصلات شعرك دموع السماء
اجلس خلف نافذتي اجمع شارد أحزاني
وفي ذاكرتي يمر شريط الأحداث اليومي
حيث توقفت الفصول وهدا طنين الساعات
لأبحث فيه عن ملامحك الضائعة بين الوجوه ألعابرة
فلم يبقى في جسدي مكان لم يتمرغ في رمال ألغربة
كنت في انتظار معجزة لكفأ الواقع
لكي أتسلل أليك
اسرق قبلة من ناصيتك واستظل بأهداب عينيك
واختصر مسافات تحقيق الأحلام
وأسقط بقربك متعبا فتحمليني أليك
كم كنت حزين عندما سافرت صورتك إلى مدائن الشتات
فلم أراكِ كما أرتدك
حورية بكامل هندامها وأناقتها
افتقدتك وانهمرت مني الدموع
وسارعت إلى حبس نزيفها
ومنيت النفس بعودة قريبه لك
قبل أن تقفل كل الأبواب
وتتلبد السماء بالغيوم ويعلوا هزيز الرياح
جلست في انتظارك وأنا ارتدي أجمل ملابسي
وسارعت لأكتب لكِ أخر أخباري
فالليل يساعدني على الجنون والصراحة
وفتح الباب أمام خفايا نفسي
كنت بحاجه لان اصرخ وأناديك
حتى بات القلم يواسيني ويشد من أزري
برغم ما يلوح حولي من صمت متبادل
أطبق على أطراف الورق فأخرسها
قدومك هذا المساء من كبد الظلام بدد السكون المريب
له بريق كما الأوسمة على الصدور
يشد البصر فلا يحيد عنه
وهنا اكتشفت بان الاكسجين عاد للرئتين المثقلة بغبار الحنين
عاد القلب لخفقانه
وامتلئ الفراغ المحيط بكِ
القمر غدار كدأبه وها هو يلوح بيديه وهو يغادر
لتبدأ خيوط الصباح تتسلل للأفق
فأستفيق من حلم طويل جمعني بك على جناح الليل
فإلى اللقاء غدا حبيبتي
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة