تحدث البرفيسور يوسف جبارين عن أن لمدينة عكا تخطيطين قديم وجديد وقد صنعوا دون مشاركة السكان العرب في المدينة

تحدث البرفيسور جبارين قبل أن يختم عن الحلول المقترحة لحي البرج خاصة وتحدث عن بدء العمل على تخطيط بديل يراعى فيه بالدرجة الاولى مصلحة السكان في الحي وبالدرجة الثانية الحفاظ على الارث المعماري الفلسطيني

عقدت السبت ندوة في بيت عائلة زيدان العكية والمهددة بالتهجير حول التخطيط البديل في حي البرج في مدينة عكا، تحدث فيها نائب رئيس التخنيون البرفيسور يوسف جبارين من ام الفحم الذي حضر بدعوة من اللجنة المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا لمتابعة شؤون عكا.

قدم عريف الندوة الاستاذ عبد الحكيم مفيد بصفته رئيس اللجنة الشعبية المنبثقة عن لجنة المتابعة بالتعريف بالمحاضر البروفيسور يوسف جبارين الذي بدأ حديثه عن تجارب سابقة له في تغيير التخطيط لكثير من الاحياء العربية في كثير من المدن الفلسطينية ومنع عمليات التهجير والهدم للبيوت المهددة فيها. ابرزها حي بساتين الرمل (بربور) في عكا، حي البستان في القدس والغاء مصادرة 1500 دونم من اراضي جلجولية.
هذا وتحدث البرفيسور يوسف جبارين عن أن لمدينة عكا تخطيطين، قديم وجديد، وقد صنعوا دون مشاركة السكان العرب في المدينة. ولكن الاشد أسفا، حسب تعبير جبارين، هو اهمال القيادات العكية بشكل مطلق هذه المخططات وعدم قيامها بواجبها والاعتراض عليها، والتي ارادت من خلالها الحكومة تحديد مستقبل عكا لسنوات طويلة.
لقد سعت الحكومة الاسرائيلية منذ سنوات لتطوير مدينة عكا اقتصاديا وتحويلها الى مدينة سياحية، وجاء هذا عن طريق محاولات دائمة لتفريغها من اهلها.

وقد تحدث البرفيسور جبارين عن اتجاهين: الاتجاه الاول: اعطاء فرصة للسكان العرب من السكن في القسم الجديد للمدينة، وفي عام 2012 اقترحت الحكومة بناء حي جديد بقرب قرية المكر في تل طنطور مساحته 5000 دونم، ولكنها تراجعت لارتفاع تكتلفته.
الاتجاه الثاني: وهو تطوير عكا اقتصاديا وسياحيا قدر الامكان، وجلب سكان جدد للبلدة القديمة من مستوى آخر. وقد باشرت الحكومة فيه فتم بناء عدة مشاريع دون اعتراض احد.
تحدث البرفيسور جبارين قبل ان يختم عن الحلول المقترحة لحي البرج خاصة، وتحدث عن بدء العمل على تخطيط بديل يراعى فيه بالدرجة الاولى مصلحة السكان في الحي، وبالدرجة الثانية الحفاظ على الارث المعماري الفلسطيني والعربي والانساني.
ويقترح جبارين مسارين، الاول عن طريق ايجاد لغة وبديل مشترك مع المستثمر، الذي قال أن ازمته اكبر من ازمة عائلة زيدان، واضاف انه "ليس هناك اسهل من توريط المستثمر والبلدية بقضايا قانونية تخطيطية، خاصة في حي البرج حيث يقف اليونيسكو الى جانبنا لان عكا تعتبر ارث عالمي وممنوع تخطيطها بشكل يتم طرد السكان فيه، كما أن هناك سلطة الآثار التي لا يمر مشروع دون موافقتها"، وعكا والبرج مليء بالآثار.
المسار الثاني: اقترح البروفبسور جبارين مسارا آخر فيه "لا يكون لنا علاقة باي مستثمر ومندوبيه وان نعد تخطيطا بديلا ونحارب لاجله في اروقة المحاكم"، واضاف "اننا سنضع عقبات كثيرة في وجه أي مستثمر" في هذا المسار " ومن مصلحة أي مستثمر ان لا يعمل ضد اهل المدينة".
واشار ان النجاح في هذا الامر سيجعل بلدية عكا تفهم جيدا انه "لا تطوير دون مشاركة السكان".

اقترح البروفيسور جبارين ان يفتح ملف التخطيط في كل عكا القديمة واطرافها، حيث يتم فحص المخططات الموجودة مع وجود لجنة متابعة للتخطيط لمنع أي شيء لا يصب في مصلحة السكان، ومنع حالات الهدم والتهجير.
تحدث جبارة عن ضرورة التكاتف والتعاون في عكا بين الاطراف المختلفة عن طريق اللجان الشعبية والمجتمع المدني والاحزاب السياسية، ودعى الجميع الى اعتناق الوضوح في اتخاذ الموقف من القضية وان "لا يختبئ أحد وراء الجبل". ودعى ايضا الى عدم "التخوين"، فالتفاوض مع أي مستثمر ليس تنازلا عن القضية ولا تسليما.
واشار جبارين الى انه بحاجة لتفويض من عائلة زيدان في القضية للمباشرة باعداد التخطيط البديل، والذي يقوم به تطوعا ودون مقابل حيث قال: "عكا جزء مني، عكا، حيفا، يافا والرملة واللد جزء منا وتراثنا الفلسطيني موجود فيها".