الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 10 / مايو 14:02

مستقبل التجارة في الناصرة الى اين؟/بقلم:فريد ضاهر

كل العرب
نُشر: 04/06/14 21:55,  حُتلن: 13:09

فريد ضاهر في مقاله: 

كل هذا التطور الهائل جاء على حساب تجارة مدينة الناصرة التي تعاني اليوم تراجعا قاتلا في تجارتها

أدرك جيدا أننا محدودون في الإمكانيات فهناك عوامل موضوعية لا دخل لنا بها ولا نستطيع وقفها مثل تطور القرى المجاورة ومثل التقدم الهائل في نتسيرت عيليت والتي أشك في براءة نواياها

حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي كانت مدينة الناصرة قبلة أهالي قرى الجليل الأسفل في تعاملها التجاري من بيع وشراء، وكانت فعلا عاصمة الجماهير العربية فكنت تجد أهالي القرى (طالعين) عالناصرة لشراء كل ما يحتاجون من ملبس وشراب طعام ورداء ومواد بناء وغيرها، كما وكنت تلحظ قدوم البياعين من أهالي القرى المجاورة والأبعد حتى قادمين لبيع محاصيلهم الزراعية ومنتجاتهم الحيوانية من أجبان والبان في سوق الناصرة، وقسم منهم كان يتوجه مباشرة لبيعها في البيوت وما زلت أذكر جملة "مين يما" فأرد "هاي بياعة اللبن يما" كما وأذكر أيام الجمعة والسبت قدوم قوافل أهل القرى قادمين في باصات "ادم السالم" "العفيفي" و"الجليل" التابعات لنقولا وصبحي جرجورة، كنت تجدهم الراس عالراس في الباصات وينزلوان بالاساس في محطة العين قرب دكان توفيق خميس ويدخلون السوق. أيامها كانت السيارات نادرة الوجود وكان من الصعب شراء سيارة بسبب ما كانت تعانيه الناس من أحوال الفقر مدقع.

في سنوات الثمانين بدأت القرى بتطوير أنفسها وذلك بفتح محلات تجارية وازدهرت حتى وصلت الى مجمعات تجارية في هذه الايام، كما وبدأت موضة شراء السيارة والتنقل بها الى حيفا ونهاريا. وخلال هذه الفترة أيضا أصبح نتسيرت عيليت مدينة جدية بعد أن إعتمدت في مشتراتها على مدينة الناصرة فكنت تجد أولاد عمنا في سوق الناصرة وكنت تجد عند كل بائع دجاج رجل دين يهودي من أجل ذبح "الكشير"، في أواسط التسعينات بدأت المجمعات التجارية في نتسيرت عليت تطفو على السطح لتحتل تجارتها السوق التجاري لتصبح رقم واحد في المنطقة. قبل حوالي 3 شهور تم إفتتاح عدد من المطاعم والمقاهي في مجمعي "دودج" و"بيج" لتشكل بوجودها ضربة قاسية لمطاعم المدينة ومقاهيها والتي ما زالت تتلمس طريقها.

إن كل هذا التطور الهائل جاء على حساب تجارة مدينة الناصرة التي تعاني اليوم تراجعا قاتلا في تجارتها. فما عسانا فاعلون .؟ وهل ترانا مواكبين لهذا التطور الهائل في التجارة ووسائل التنقل والتطور وهل نحن جزء من اللعبة أم يا ترى اللعبة على امنا. أنا أدرك جيدا أننا محدودون في الإمكانيات، فهناك عوامل موضوعية لا دخل لنا بها ولا نستطيع وقفها مثل تطور القرى المجاورة ومثل التقدم الهائل في نتسيرت عيليت والتي أشك في براءة نواياها.

مئات المتاجر والمشاغل التي انتقلت الى نتسيرت عيليت للعديد من الأسباب، ولكن هناك عوامل ذاتية نحن مقصرون بها وعلى سبيل المثال:

أ – وضع الأمن والأمان في المدينة ودور الشرطة ودور البلدية في الضغط على الشرطة.
ب – مشروع البلد سالكة وقضية مخالفات السير والبحث بوضعيته من جديد وبحث وجودة في اطار بلدي بحت.
ج – خلق مواقف سيارات مجانية لصالح الناس.
د – المساهمة السريعة في إحياء السوق وخلق برامج.
هـ – التسريع في بناء منطقة صناعية تساعد في إعادة المشاغل النصراوية الى المدينة.

وقبل كل هذا خلق الأجواء التي تساهم في تشجيع العودة الى الناصرة وتوقف نزيف الهجرة من المدينة. عقد ورشات عمل ولقاءات للتفكير في الخروج من هذا المأزق الذي يتحمل بعض من مسؤولياته الجميع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة