الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 02:01

نحو مؤتمر الكُتّاب الفلسطينيين/بقلم: عفيف شليوط

كل العرب
نُشر: 13/06/14 12:36,  حُتلن: 08:11

عفيف شليوط في مقاله:

هنالك بعض السياسيين الذين يجنّدون الأدباء لدعم مرشّح معيّن

هنا أكتب بهذه الصيغة لا للسخرية بقدر ما أنا مندهش من حدّة هذه الانتخابات ومدى اهتمام حملة الأقلام بها وهذا الأمر يُعزّز شرعية إتحاد الكُتّاب ومكانته وأهميته

انتقل النقاش الى صفحات الفيس بوك، فأخذ بعض الأدباء يطرحون أفكارهم وطروحاتهم على صفحات الفيس بوك وقام بعض الأدباء بالإعلان عن خوضهم الانتخابات لرئاسة الإتحاد من خلال الفيس بوك

يستعد اتحاد الكتاب الفلسطينيين في هذه الأيام لعقد مؤتمره في نهاية الأسبوع القادم في مدينة شفاعمرو، وبهذه المناسبة تشهد الساحة الأدبية تحركات ونقاشات حول الإتحاد والمؤتمر، وهنالك اجتهادات مختلفة في هذا المجال، الأمر الذي إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على أهمية وجود الإتحاد ، وإصرار الأدباء والشعراء على ضرورة وجود إطار يوحّدهم ويمثلهم ويهتم بشؤونهم. إلّا أنّ الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدّتها الى تراشق بيانات وتدخّل أحزاب سياسية في محاولة للسيطرة على هذا الإطار الأدبي الثقافي، كما سبق وسيطرت أحزاب سياسية على أطر ثقافية وفنية أخرى، مما دعّم الشللية في الأوساط الفنية والثقافية ، الأمر الذي لا يعود بالفائدة والخير لا على حركتنا الثقافية ولا الفنية.

كما عُقدت اجتماعات لمجموعات من الأدباء لبحث شؤون حركتنا الثقافية استعداداً لمؤتمر اتحاد الكُتّاب الفلسطينيين، تم من خلالها الإعلان عن ترشح أدباء لرئاسة الإتحاد ، وأحد هذه الاجتماعات عُقد في مدينة حيفا ، في نادي حيفا الثقافي. وهنا أريد أن أتوقف قليلاً لأوجه همسة في أذن القيمين على هذا النادي الذي نحترمه ونجلّه ، والذي أصبح مركزاً ثقافياً من خلال فعالياته الثقافية وأمسياته الأدبية، وأصبح وبحق عنواناً للأدباء والمثقفين في مدينة حيفا والمنطقة ، كان الأجدر بهذا النادي أن يستمر في نشاطاته الثقافية وأن لا يُقحم نفسه في صراعات الأدباء الأعضاء في الاتحاد ، فينصروا فريقاً على فريق آخر ، من خلال عقد مجموعة من الأدباء اجتماعاً انتخابياً لهم في هذا النادي.  ان حدّة المعركة الانتخابية، وهذا صحّي جداً، انتقلت الى المدن والقرى العربية في منطقتي الجليل والمثلث، فتُعقد اللقاءات وتُجرى المحادثات والزيارات البيتية واللقاءات في المقاهي للتباحث في مصير الإتحاد ، ومن سيكون في إدارة الإتحاد ، ومن سيتولّى منصب رئيس الإتحاد.

كما انتقل النقاش الى صفحات الفيس بوك، فأخذ بعض الأدباء يطرحون أفكارهم وطروحاتهم على صفحات الفيس بوك، وقام بعض الأدباء بالإعلان عن خوضهم الانتخابات لرئاسة الإتحاد من خلال الفيس بوك. ومن يتابع ما يُنشر حول هذا الموضوع يُخيّل له أنه بصدد انتخابات رئاسة مجلس محلي أو كنيست، وهنا أكتب بهذه الصيغة لا للسخرية بقدر ما أنا مندهش من حدّة هذه الانتخابات ، ومدى اهتمام حملة الأقلام بها ، وهذا الأمر يُعزّز شرعية إتحاد الكُتّاب ومكانته وأهميته، وكُلّي أمل أن لا يختفي هذا الاهتمام بالاتحاد بعد انتهاء الانتخابات، إنما ليكن هذا الاهتمام الشرارة لإعادة بناء هذا الإطار الهام والحيوي، وإعادة تنظيمه ومأسسته.  أما بالنسبة للانتخابات فآمل أن يكون التنافس شريفاً بين المرشحين ، فنحن كنخبة ثقافية يجب أن تكون تصرفاتنا تليق بنا وبمكانتنا، لا أن ننزلق الى أساليب مُخجلة من أجل تحقيق مكاسب آنية، فالأديب هو ضمير الشعب، فهل نتنازل عن هذا اللقب العظيم من أجل منصب أو مكسب معيّن؟!.

لقد تمّ الاعلان عن تأسيس اتحاد الكتّاب بتاريخ 21 / 2 / 2010 والذي كان نتيجة جهود كتّاب وشعراء بادروا واجتمعوا وخططوا وتحاوروا ، ومنذ تأسيس الاتحاد وحتى اليوم مرّ هذا التنظيم بمراحل مدّ وجزر من حيث النشاطات والفعاليات، وهنالك انتقادات ممكن أن توجّه لإدارة الاتحاد أو طرح أفكار جديدة ومشاريع ثقافية معيّنة لتطوير اداء الإتحاد ، ولكن لا يستطيع أحد أن ينفي بأن الاتحاد ورغم كل الصعاب والعقبات نجح بلم شمل الكتّاب في بلادنا ، واستطاع حتى اليوم وبحق أن يحافظ على حياد نشاطه الأدبي والثقافي ، ولم يكن هنالك صبغة حزبية للإتحاد ، رغم كون بعض أعضاء ادارته ينتمون لأحزاب سياسية معيّنة ، ولكنهم نجحوا بالفصل بين انتمائهم الحزبي وانتمائهم لتنظيم أدبي ثقافي.

إلا أني ألاحظ وللأسف خلال متابعتي لما يجري اليوم خلال الاستعدادات لانتخاب هيئات اتحاد الكُتّاب الفلسطينيين، أنه هنالك محاولات وإن لم تكن بشكل مباشر وجليّ لجرّ الاتحاد لصراعات حزبية وفئوية، فهنالك من وراء الكواليس يتم دعم مرشّح معيّن بسبب انتمائه الحزبي، وهنالك بعض السياسيين الذين يجنّدون الأدباء لدعم مرشّح معيّن، زد على ذلك ارتفاع بعض الأصوات التي دعت الى تقسيم أعضاء الادارة بشكل متساوٍ من منطقتي الجليل والمثلث، الأمر الذي أكّد لي أن الدخول في هذه الصراعات، ومسايرة هذه الاعتبارات، يُعتبر بداية الانحدار نحو الهاوية في أطرنا الثقافية بعد أن نخرت هذه الاعتبارات أطرنا السياسية والبلدية والاجتماعية.  ومن هنا أناشد الأدباء والمثقفين أن يلتفوا حول إتحادهم وينتسبوا له ويشاركوا في مؤتمره العام الذي سيعقد في الأسبوع القادم في مدينة شفاعمرو ، وأن لا يسمحوا للاعتبارات الفئوية بأن تُطرح في مسار الحملات الانتخابية، وأن يحيّدوا الاتحاد عن الصراعات الحزبية ، ليبق الاتحاد اطاراً فوق كل هذه الاعتبارات ، وليكن المؤتمر الانطلاقة نحو تدعيم أسس الاتحاد وتعزيز مكانته لدعم الأدباء والاهتمام بشؤونهم.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة